قرية تركلان إحدى أقدم مكان سكنها الإنسان في بلاد الرافدين

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 16:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

هي احدى القرى تابعة لمدينة تازة خورماتو تابعة لمحافظة كركوك.

قرية لها وجود منذ عصور القديمة، كانت اسمها يورغان تبة.
يورغان تعني لحاف،
تبة تعني تل ،
يورغان تبة تعني بالعربية تل اللحاف.
كانت أهل تركلان في عصور القديمة يمارسون الزراعة والتربية الحيوانات.

سميت هذه القرية بتركلان في عهد الدولة السلجوقية.
تركلان هي كلمة مركبة من كلمتين هما ترك و الآن تعني ساحة الترك.

تركلان كانت قريبة من معسكر لمقاتلين السلاجقة.

تعرضت هذه القرية عبر التاريخ إلى غزوات من قبل قوى المسيطرة على بلاد الرافدين من السومر والاكاد والكلدان والآشوريين والى يومنا هذا.

للعلم توجد قرية باسم تركلان في إيران في قسم ورغاهان الریفي. يقدر عدد سكانها بـ670 نسمة .
تركلان - قرية - تقسيم إداري البلد أذربيجان مقاطعة اهر االناحية ورغاهان الریفي.

قرية تركلان هي قرية سكانها تركمانية تقع على بعد 12 كيلومتراً جنوب غرب كركوك قريبة من قرية طوبزاوية من جهة وقرية چرداغلي من جهة أخرى.
عندما كنت طفلا تاخذني والدتي إلى تركلان وانا صغير في ستينات من القرن الماضي.
اتذكر لم تكون في قرية كهرباء وأهل القرية يستخدمون فانوس أو لوكس في الليل.
والماء يجلب من إحدى كهاريز قريبة من تركلان.
بالرغم من اهل القرية تتكون من عدة عشائر هناك تزاوج وقرابة بينهم.
أهل تركلان ناس معروفين بالكرم وجود وصلة الرحم وحب التعاون وفيهم صفة خاصة هي حب مطالعة التاريخ أو سماع إلى تاريخهم .
يوجد في قرية أحد شيوخ هو شيخ إبراهيم حسن الهرمزي استاذ في فيزياء ذو ثقافة وافرة وهو أحد وجهاء تركلان له ديوان في القرية يزوره أهل القرية لسماع إلى منه النصائح وتوجيهات الثقافية.

تعتبر تركلان من أقدم مواطن الاستيطان على مر العصور،

حيث تقع على مقربة من آثار مدينة نيوزي التاريخية في موقع “يورغان تبة” حيث وجدت الحفريات والآثار والألواح الطينية تعود تاريخها إلى 2300 قبل الميلاد تحديدا الى عهد الأكديين.

سكنت تركلان عدة عشائر توركمانية
وكانت البيوت مبنية من طين ومن أشهر عوائل في ستينات هي عائلة محمد عبدالمعين اغا الهرمزي وغيرهم من الهرامزة ومراغلي/ بيات وارسلان وچوشلي و اوجشلي.

ومن أشهر المعمرين في تركلان كان عم والدي هو حاج محمد علاو مراغلي / بياتي والد إدريس ويونس ويوسف .

أهل تركلان يعملون بالزراعة وتربية الحيوانات و أكثر شبابهم مولعين بالدراسة وكثيرين من الأجيال الماضية حصلوا على شهادات الجامعية ومنهم من توظف في مناصب العالية في الدولة العراقية.

كما نعلم ان هذه القرية قديمة و تشير إحدى سجلات الى القرن السادس عشر كانت هناك أكثر من 46 منزل وثلاث عزاب.

توجد في ثلاث كهاريز رئيسة ؛ كهريز سيد عمر
وكهريز محميد
وشورجة قويلاره تمر من داخل تركلان أمام منزل المرحوم عبدالمعين محمد عبدالمعين آغا الهرمزي.

قبل وجود المدارس كانت التعليم في تركلان عند الشيوخ الدين ومنهم ملا إبراهيم وملا احمد وقسم كانت تذهب و تتعلم في كركوك وخاصة أبناء الاغنياء .

افتتح أول مدرسة في تركلان سنه 1936 حيث كانت من ضمن ثلاث مدارس أسست في كركوك وسجلت قرابة 100 تلميذ في إعمار مختلفة حسب السجلات قيد العام.

من أبرز المظاهر الاجتماعية في القرية في خمسينيات القرن الماضي هي” جيخانه” المقهى الذي كان يجتمع فيه الكبار في السن والمثقفون لتداول الأمور السياسية والاجتماعية والاستماع إلى الراديو.

ومن أشهر المقاهي :
جيخانة ملا طاهر
وجيخانة غائب
وشاكر ولي.

تعرضت القرية للتهجير في عام 1987 من قبل النظام المجرم صدام وحزبه الفاشي العنصري دون أي مبرر أو سبب فقط لتعريف المنطقة كما ألغى القومية الثالثة في العراق وهي القومية التوركمانية.

حيث هجر أهل قرية تركلان الى مناطق بعيدة وتم هدم بيوتها وقطع أشجارها ولم يسلم حتى جامعها التاريخي الذي بني في العهد العثماني الى عمليات هدم وحرق كانت الهدف منه طمس هويتها التركمانية .

التعصب القومي المقيت عند الانظمة المجريمة وخاصة نظام صدام مما أدى إلى تغير الديموغرافي في كل مناطق التوركمانية والكوردية وبناء مستوطنات العربية في أراضي التوركمانية والكوردية.

بعد سقوط النظام البعث في 2003م بدأ المواطن العراقي تتنفس هواء الحرية والتوركمان هم أيضا بدأوا رجوع إلى قراهم .

عادت أهل تركلان إلى تركلان وبنوا قريتهم من طراز الجديد
ثم إعادة بناء الجامع بمساعدة منظمات خيرية مع احتفاظ بجزء التاريخي منه دون تعميره لتبقى شاهدة بمعاناة التي مرت بها أهالي هذه القرية من غطرسة وطمس هويتها التوركمانية.

المصادر :
هذه المعلومات من اقاربي من تركلان .
وقسم من المعلومات من ذاكرتي شخصيا.
وقسم منها من صفحة أفكار الحرة .

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات