رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7633 - 2023 / 6 / 5 - 00:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الاسلامية وعظماء الغرب 80
موقع الصرخي : الغرب ينحني تعظيماً لرسول الله (ص)!
ان الدعاية الاسلامية لا تحتاج الى مراجع ؛ لأنها مصنوعة فقط للاستهلاك السريع بين المسلمين .
تخيل أنك مضطر الى تتبع كل الاقوال المزورة والمنسوبة زورا وبهتانا الى شخصيات غربية ! انها حرب استنزاف للطاقات . فالدعاية تخترع والباحث يجري وراءها يقضي الساعات في البحث والتدقيق .
تستنزف وقته وجهوده بينما لا تتطلب الدعاية اي جهود .
يمكن اختراع مقولة في بضع دقائق ونسبتها الى شخصية اوربية أو أمريكية غالبا وسيستهلكها المسلم في اي خطبة جمعة ، وستتلقفها المواقع على شبكة الانترنيت ، وستروج لها القنوات الفضائيات الاسلامية ، وستقوم الصحف بتحليلها وكتابة المقالات عنها ، وهكذا تتحول بقدرة قادر الى حقيقة ، وسيكون كل مكذب لها موضع هجوم من حماة المقدس من كهنة المعبد .
ولنضرب مثالا على ذلك ما ينشره موقع السيد محمود الصرخي على موقعه على الانترنيت في ما يسمى السلسلة الماسية ← الغرب ينحني تعظيما للنبي محمد (صلى الله عليه و آله وسلم) .
فقد نشر مقالا يحتوي على مقولات مزيفة لعدد من عظماء الغرب تشيد بالإسلام عامة والنبي خاصة ومنهم الاديب الروسي الكبير تولستوي وبرنارد شو ومايكل هارت .
وطبعا من دون مصادر لهذه المقولات المزيفة ومنها ما نسبوه زورا وبهتانا الى
الاديب الروسي الكبير لكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي (9 سبتمبر 1828- 20 نوفمبر 1910) من انه قال :
" ومما لا ريب فيه أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كان من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهذا عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثل هذا لجدير بالاحترام والإجلال" .
واول من نسب هذا القول الى تولستوي هو محمد كرد علي في كتابه الاسلام والحضارة العربية نقلا عن محمد رضا الذي ترجم كتاب تولستوي ( الآفات الاجتماعية وعلاجها ) عن الانكليزية رغم ان الكتاب بالأصل باللغة الروسية .
والسؤال الذي يفرض نفسه إن كان تولستوي مدح النبي محمد وإعترف بعظمتهِ وأنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق فلماذا لم يؤمن به إذاً ؟! .
أليس عدم إيمانه به هو تكذيب صريح لنبوتِهِ؟؟! اليس هذا تزويرا وتحريفا لأقواله من قبل رجال الدعاية الاسلامية؟
وكيف يقول تولستوي عن النبي انه :" ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية " والله تعالى يقول : {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } [التوبة: 25] فالآية تؤكد ان الله تعالى نصر الرسول والمسلمين في معارك كثيرة وقد بلغ عددها( 83) غزوة فكيف يقول تولستوي ان النبي منع سفك الدماء ؟!!
أنهم يُحاولون تزوير التاريخ؟
ينظر: محمد كرد علي : الاسلام والحضارة العربية .
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)