شخصية العراقي

جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7632 - 2023 / 6 / 4 - 18:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

أقرأ من حينٍ إلى آخر بحوثاَ ومقالات تتحدث عن شخصية الفرد العراقي وكأنه مختلفاً عن الآخرين إلى حدود الاستثناء والتميز الإختلافي المطلق.
لن آتي بشيء جديد لو إذا قلت أن هناك مع كل إنسان, جانبان أحدهما موضوعي والثاني ذاتي, أحدهما موروث والثاني مكتسب. والفرد العراقي لا يختلف في ذلك عن الفرد الكونغولي أو السويسري أو الروسي أو الأمريكي أو البروناوي (نسبة إلى سلطنة بروناي), إذ تبقى المعادلة دوماً هي الصراع بين الذاتي والموضوعي وبين الموروث والمكتسب.
لنأخذ العراقي مثلاً : إذا كان الموضوعي المحيط به مؤثراً سيخرج الإنسان من ذاته لكي يكون جزءًا من الموضوعة المؤثرة حوله, وهنا البيئة الحاضنة. وإذا كان الموضوعي باهتاً أو سلبياً يهرب الإنسان من واقعه بحثاً عن ذاتي موروث يملأ الفراغ الذي خلقه الموضوعي.
مثلاً : في هذه الفترة العراقية البائسة, والتي هي بلا هوية مقنعة وتهيمن عليها قوى التخلف الدينية أو عصابات التحشيش وتسويق البشر يحاول العراقي الهروب من أزمة الهوية إلى ماضٍ تتغلب فيه ثقافة المأساة, وفي المقدمة منها ثقافة (إستشهاد الحسين), وتكون شخصية الشيعي العراقي في الغالب موزعة, في ظل غياب الموضوعي المقنع والإنتماء الهوياتي البيِّن, ما بين محاولته الإلتحاق الهش بقيم التحضر وتمشهداته, وهروبه إلى عمق ماضوي يوفر له بكائية بمقدورها أن توفر له الحزن على نفسه من خلال الحزن على الحسين, وهنا يتداخل الذاتي والموضوعي إلى حد التلاحم مثال (الأيفون وبكائية المقتل بدلاً من رنات الموسيقى) في يد إنسان يلبس السواد حزناً على الحسين ولكن بتسريحة رأس عصرية خارجة عن المألوف.
هذا العراقي ليس هو ذاك في عصر بابل أو هو ليس ذاك في عهد عبدالكريم قاسم وقبلها في العهد الملكي, والسبب هو إختلاف التأثير ولمن السيادة : للموضوعي أو الذاتي ؟. للموروث أو المكتسب ؟.
الذي أرجوه أن تبحث الشخصية العراقية بنفس وسائل آليات فحص أية شخصية أخرى. وأن تكون النتائج التي ترسم جغرافية هذه الشخصية موثقة من خلال ذات الوسائل والأليات.
ونحن بهذا نتحدث عن علم تقييم الشخصية وليس عن علم الأهواء والرغبات, أوعن وجود شخصية إستثنائية خارج تأثير الموضوعي والذاتي أو الموروث والمكتسب.

#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات