|
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة / ح ( 5 )
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7631 - 2023 / 6 / 3 - 01:13
المحور:
الادب والفن
( 2 )
تدخل السنة السادسة بعدد من الشهور من الحرب . . بعد انقلاب النرفيين والرئيس المخلوع بإشراف دولي . . على شرعية الرئيس المعتمد كمرشح وحيد تم التصويت له – وفق مخطط المبعوث الدولي - الممددة فترة وجوده كرئيس لمرحلة انتقالية مفتوحة الاجل بقرار اممي ، بينما كانت محددة كمرحلة انتقالية لمدة عامين فقط ، كمخرج لنقل السلطة من خلفه المخلوع في ظرفية أن كافة السلطات التشريعية والرقابية قد فقدت شرعيتها من سنوات مضت . . يجاز تصديقها على الرئيس المنتخب شعبيا و . . تعينه في مصادقتها على القرارات التي يصدرها لإعادة ترتيب عمل الدولة . . التي تلاشت كليا – حرب كاذبه اندلعت بإدارة خارجية عبر وكلاء من الداخل – يقتفى فيها تجربة خلطيه مستحدثة بين ما جرى في العراق ولبنان ، يرمى من ورائها إعادة رسم خارطة المنطقة . . كمجزآت محكومة واقعا بمليشيات كانتونات مناطقية وطائفية متعددة سنية وشيعية وزيدية ، حين تصل اليمن الى واقع مجزأ بقناعات الناس عقليا ونفسيا وحياتيا ، يتدخل مجلس الامن بقرار لانتهاء الحرب و . . اعادة تقسيم النفوذ بين اطراف الحرب على مائدة المفاوضات . . تحت المظلة الاممية في غطاء دولة شرعية كارتونية شكلية واحدة ، تكون نخب الطبقة الوسطى قد تم القضاء عليها . . لثوريتها برفض السلطات الكانتونية المليشاوية المتعددة القابضة في تقسيم مجزأ للخارطة ، يتحقق في هذا البلد الجديد لما بعد انتهاء الحرب . . إعادة تشكله المجتمعي طبقيا وفق ما كانت ترمي الوصول اليه العولمة الغربية من بعد 1990م . . الى طبقتين اساسيتين في كل البلدان النامية وضعيفة النمو . . فقراء وأغنياء فقط . . يلحق في كل منهما الموصفين من الافراد بالفئة الوسطى من الموظفين ، يصبحون جزءا من تكوين طبقة الفقراء إذا لم يكن لهم حامل قوة لنقل وضعهم المعيشي ودخلهم او ضمن طبقة الاغنياء . . ميسوري الحال لارتباطهم بمصادر نفوذ تبقي عليهم درعا من دروع طبقة الاغنياء . . .
إحدى عشرة سنة من مسمى فبراير 2011 . . التي جمعت في زكيبتها – سوقها أوباما قبلها بعامين في القاهرة -قريبا ستنتصر الديمقراطية في عدد من البلدان العربية ب . . ثورات شبابية من نوع جديد ، ثورات لا قادة محددين لها . . لم يسبق التاريخ أن رأى مثلها - جمعت البلدان العربية ذات النظام الجمهوري المنفرد فيه حاكم عسكري . . يقبض على كافة سلطات الدولة . . بتمدد اسري وولاءات قادة عسكريين متبوعين لقوتهم النافذة . . ويقفون على تراكيب اجتماعية كبيرة توالينهم . . موالاة للحاكم الفرد ، قبلية وطائفية ومناطقية ومنافع ارتزاقيه ممنوحة من النفوذ ، التي كلها تجتمع كجيش احتياطي غير نظامي للحاكم العسكري المطلق – كان جنون العظمة والغطرسة لفرد يحكم بلدا لأكثر من ثلاثين عاما ويورث ابنه بعده . . تجير فيه نصوص دستور الجمهورية وتعدل بما يجعل الحكم ابديا للحاكم ومن بعده ابنه ، تقسم مراتب أناس السلطة النافذة من العائلة الحاكمة وحواشيها ثم مراتب الدرجات في بنية الدولة . . ومتصلها المصالحي من رؤوس المال الخاص – المروج له اجتماعيا برأس المال الوطني – المتضمنتين بصورة مخفية فيها رموز السلطة الدينية المتحالفة مع الحاكم الفرد ، يأتي تحتها مصنف مراتب المجتمع ، تحظى الفئات والاسر المنسبة عصبيويا لرمز فرد من رموز النفوذ . . وفق مرتبته ، إن كان ذلك التنسيب مهما للرمز يقف عليه كثقل شعبي موال لشخصه . . تحظى بمرتبة اجتماعية اعلى من بقية تكوينات المجتمع ، المنسبة لرموز – غالبا في مراتب وجودهم في جهاز الحكومة . . عسكريين ومدنيين – ينفردون في سلطاتهم لأنفسهم واسرهم من الأبناء والبنات والزوجات . . ومن يرتبطون معهم بعلاقات المنفعة الفاسدة لاستغلال المنصب في الدولة ، تمثل هذه التكوينات الاجتماعية اصل المجتمع المحكوم . . العاري من أية مكانة او حماية ، تتدرج مراتبهم بين الدنيا وما تحتها . . تبعا لدرجات الملكية المحدودة وعدمها ودرجة التعليم والعمل الوظيفي مقابل محدودية التعليم والبطالة – احدى عشرة عاما . . ليس غريبا أن لا يفهم الاعتياديين وعامة الناس . . طالما والنخب المثقفة العليا المفكرة لتلك البلدان العربية . . لم يفهمون حتى اللحظة حقيقة مجتمعاتهم وحقيقة ما يجري فيما هو غير معلن رغم – ثورة شعبية بصدارة مراهقين بعمرهم البيولوجي ، يعرضون في الفضائيات بتوهيمات تصدقها عقولهم الصغيرة . . كزعماء ثورة ومفكرين ومحللين سياسيين وقادة مجتمع – ردمت قبور على العارفين حقيقة ما يحدث ، بين مفارقة للحياة او الوقوع في الامراض القاتلة والفقر المدقع بفناء الدخل والحقوق . . لكونها وضعية حرب ، وندرة هربت الى اللجوء والتشرد ومواجهة مآسي الغرق والاعتداء الجسدي او الإهمال الموصل الى الموت ، ومن تبقى منهم . . الانحباس في بيته ومواجهة مصيرا اسريا يقضي عليه بوحشية دون هوادة . . لكونه عاطلا ومريضا نفسيا انطوى على نفسه تاركا من يعيلهم لمهانة وذل العيش – محاكمة اسرية كل لحظة من لحظات اليوم الواحد – كيف من هم اقل تعليما او حتى نكرات ممن يعرفونهم قبلا لا يحظون بمكانة او قدر كان مقارنة به . . يتبوؤون مواقعا هامة في ظل سلطات الامر الواقع في الحرب ، ويحصدون مداخيلا كبيرة من العمل هنا وهناك من المنظمات الدولية الى القطاع الخاص . . وحتى الوان اعمال السمسرة . . وانت جالس في مكانك ، انت بركت و . . لا تريد أن تتحرك . . هذه هي علتك – ذات اللفظ المتكرر في تبرير محاكمتك – تتعذر أنهم لا يريدون واحد مثلك . . ها ها ها ، لا يشغلون إلا عناصر من عصاباتهم وشللهم – هذا عذر اقبح من كل الاعذار ، هو نفسه . . الذي ظللت تكرره طول عمرنا . . رغم الكثير من الفرص والاغراءات التي عرضت عليك – انت مدبر . . فاتنا اين الآن !! . . بس ارقد مكانك . . لما يأتيك الموت أو تمرض ولا تجد حق العلاج – ماذا ستخسر . . إن هادنتهم . . اعمل ما يريدون . . ولا هذا العيش المهين – تتكالب عليك تعاطفات الرط العائلي وامتدادات صداقات زوجتك وابنائك ، تضعهم في موقف جلستهم الأخيرة بصور حكم جمعي بائن . . بكونك مجرما انانيا بحق افراد اسرتك و . . حتى في حق نفسك . . أن تصبح نكرة . . حتى امام اولادك و . . انت لم تكن كذلك في أي وقت من الأوقات ، حتى حين كنت طالبا في الجامعة . . .
لم يدرك أحدا حقيقة ما يجري و . . إلى ما يهدف الوصول إليه من ورائه . . رغم مرور سنوات من انتهاء الدولة – كذبوا عليهم خلال منظرين مأجورين في الفضائيات وبتسيد قناة الجزيرة كصوت ثورة التجديد العربي . . وصدقوهم أن ما سقط هو نظام الحكم الديكتاتوري . . بينما الدولة لا تسقط ، ثورة لا حزبية ولا أحزاب ، يقف جنبا الى جنب كشعب ثائر . . فكر التكفير الديني والعلمانيين ، الاميين والعلماء . . لا فرق بينهما ، حتى اللصوص والقتلة من لهم تاريخ اسود . . اصبح ثائرا بين حشود الشعب . . طالما اختار صف الشعب وتنصل عن ارتباطه بالحاكم المخلوع شعبيا – تعاركنا كثيرا مع الانتهازيين الرخاص والعامة ، كان دورنا الطليعي في تخليق الرفض الشعبي والاعتصام الجماهيري . . يتراجع بعد الأسابيع الأولى – تتذكر موجة تساقط أعوان نظام حكم الاستبداد كأوراق الخريف بإعلان استقالاتهم وانضمامهم لصف الثورة – كانت الأموال والاسلحة تتدفق الى الجماعات الدينية المتشددة من قطر وقرن فارس . . باسم دعم ثورات الربيع العربي – منحت صفة ركوب الموجة لثائرة الشعب - كانت قناة الجزيرة والفضائيات الدينية والممولة لمصنعين افراد بتمويل اجنبي . . كقادة رأي علمانيين . . يتسترون على مختلف الحقائق الجارية واقعا بتسلط الجماعات الدينية على الحراك الشعبي . . واعمالهم القبيحة في الاعتداء على من يرفض تسلطهم على المتظاهرين الخارجين ضد النظام ، يخفون الأموال والاسلحة . . التي جهزت لهم جيوشا مليشاوية ومعسكرات تدريب و . . استجلاب مرتزقة من الخارج بين قادة ومدربين . . مقاتلين أجانب – تتذكر الهتافات الساذجة الفرحة التي كان يطلقها المعتصمون الثوار – المنكشفين بروحهم المقموعة في حقيقتهم . . حين كان يأتي الى منصة الاعتصام ممن عرفوهم كرموز للفساد والتسلط . . ليعلن انضمامه الى ثورة الشعب ، وحينما كانت تأتي قوافل مسلحة من القبائل او المليشيات التابعة لمشايخها الذين ظلوا ظلا للحاكم المخلوع يتقاطرون انضماما للمعتصمين متسلطا على المجتمع - صراخ الحشود المعتصمة بقولهم . . حيا بهم . . حيا بهم – بحت حناجر عاطفيو الجمهرة. . كما لو انهم يلوكون الحكمة والعلم . . بانتصار الثورة لا محال ، ما دام رفد اليها مثل هذه الرموز القوية بمن يوالونهم – تسمعهم وقلبك يتقطر دما لما يعممونه من الوهم ، ويكمل المشهد انصاف المثقفين والمراهقين المدعين بزعامتهم لثورة الحراك الشعبي – لم يكن لهم دورا وإن وجدوا . . كانوا يشتغلون بتوجيهات المال القادم من الخارج بحقائب دبلوماسية – حيا بهم . . حيا بهم – لم يتنبه او يتذكر أحدا خطاب المخلص القادم من وراء المحيطات - كان تصفيرا منتظما لكافة النخب المتعلمة والشباب والسياسيين الذين نكثت بقدرهم وتاريخهم احزابهم . . كموجات متتابعة مكثفة الى كل من ايران وتركيا ، وقبلها بسنوات اربع موجات تجميع مهاجرين من بلدان ثورات التغيير العربي بوجود فرص مسهلة الى الدول العربية النفطية وتركيا وايران لمنح تعليمية رخيصة للشباب وكعمالة ومدرسين اكاديميين ، تحولوا جميعهم كمروجين – بدراية او بغير دراية - لأوهام الثورة أو متبرعين داعمين تصل الى الجماعات الإسلامية او الأشخاص المصنعين من الخارج . . بعدها كمتباكين عن سرقة الثورة – هذا غير السفر الى مصر ولبنان كبلدين مدنيين . . يفتحا بابا لمن يريد التنافس كرقم للثورة متحرر من قيد الداخل – بينما كانت الحقيقة فتح مصراعي هذين البلدين لخلخلتهما ، يروج لهؤلاء فيها كمثقفين احرار من بلدان عربية أخرى تجري فيها احداث تغيير . . يمثلون صوتا لها . . وهم صوتا ترويجيا لمن احتضنهم ، نوعيتهم تمتد على مختلف بلدان الثورة العربية . . توهيما محليا في مصر ولبنان ب . . أن هذه الفئة والنوعية هي قائدة ثورات التغيير . دكت مدينة الثورة . . دونا عن غيرها من المدن ، موت يصلصل فوق رؤوس المحاصرين فيها من الناس ، قصف طيران التحالف ومدافع الدبابات والهاون على مناطق تمركز المنقلبين والجيش العائلي للحكم السابق – كانت تحصد الضحايا المدنيين – لتمترسهم في الاحياء السكنية . . بعد تيقنها بفقرها في وجود المضادات الارضية للطائرات ، التي تم انهاءها بسيل من الطلعات الجوية . . الى جانب المدرعات ، وتحصد المدافع والقناصة وملايين من الالغام الارضية المضادة للأفراد . . التي تم زراعتها عشوائيا في الطرق الترابية والحقول و . . كل مكان تصل إليه اقدام الابرياء او ايدي الصغار ، . . تحصد مئات من المواطنين الابرياء . . إما داخل مساكنهم او عند خروجهم بحثا عن الخبز او مياه للشرب – كان الرصاص لا يصمت لحظة واحدة من اليوم . . وكانت الانفجارات المدوية المتقطعة . . تهز المساكن القريبة منها ، نسمع اصواتها والادخنة المنبعثة الى السماء – اعلن تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية . . بعد هروب الرئيس الانتقالي الى ارض النبي طالبا الدعم ، فالمنقلبين بعد هروبه من عاصمة حكمه تمددوا لبسط قوته على كامل الشمال . . حتى مناطقه الحدودية مع الجنوب سابقا - كانت تعز اهم منطقة يجب السيطرة عليها ، فهي تفتح الطريق بيسر لإسقاط عدن . . دون موانع . . وإن وجدت فهي من الضعف ذكرها – كان التغافل النرفي لهروب الرئيس من عاصمة حكمه بعد أن كان تحت الاقامة الجبرية واحتلال المليشيات العاصمة وانهاء الدولة - بعد اعطاء حليفها المخلوع اشارته لاتباعه في قيادة الجيوش والمعسكرات . . تسليمها الى للقادمين دون مقاومة – كان المخرج الوحيد لعودته للحكم بعد انهاء حلفائه – يعرف عبر اكثر من ثلاثة عقود . . انه ما أن يطيح برؤوس النرفية سيلتحق كل من كان معها الى صفه عبر الهبات وطبيعة العامة الموالين لمالك القوة – كان محبب الى قلبه لوك قول عن اللاعب بالثعابين . . انه بالضرورة أن يموت بلدغة من ثعبان من الذين يحتفظ بهم في جيب سرواله – هو تحذير للآخرين ، بينما لا ينطبق عليه المقال ، فهو الراقص الاوحد على رؤوس الثعابين – فكان الوهم يغشي بصيرته . . حين اجبر على إلقاء خطابة بتقديم استقالته – نفس سيناريو هروب القائد العسكري الثاني بعده قوة ، وإن اختلف هروبه في اتجاه الشمال نحو بلاد الحجيج . . بينما الاخر هرب اولا جنوبا ومن ثم نقل طائرة اليها . . حين وصلت قوات الانقلاب الى ملجئه وامطرت موضعه بالقاذفات على قمة المعاشيق – كان يجب اخراجه . . بكونه صاحب الشرعية بالموقف – دكت عدن بالأسلحة الثقيلة . . نحو القبض عليه ومن هرب معه من دولته الانتقالية – بدأ ليلتها قصف الطيران المكثف على المدينة التي تم احتلالها بالقادمين ، تلاحق القصف والاحتراب بالأسلحة الثقيلة على المدينتين . . لتدخل العاصمة الساقطة زاوية اكتمال المثلث ، كان نصيبها من الدمار والقتل راجعا لسياسة الحاكم المخلوع بجعل مدينة صنعاء محاطة تماسا بالمعسكرات من كل جانب – مثلها بقية المدن التابعة لنظام الشمال قبل التوحيد – كان من اهم المطالب من بعد عامين من الوحدة . . اخراج المعسكرات بعيدا عن المدن والمراكز الريفية حيث التواجد السكاني – كان من اهم المبادئ التي تم دثرها تحت كذبة حرب الانفصال ، الذي مثل سببا غير معلنا لتفجير الدكتاتور حرب 1994 . . تحت ذريعة المجابهة الوطنية لحماية الوحدة من دعاة الانفصال بقوة السلاح – تركت المقاومة الشعبية عارية من قبل التحالف من بدء دخوله خط الاقتتال ، سفكت دماء المتطوعين من الشباب في عدن . . الخالية من وجود جيش نظامي يحميها مثل غيرها ، فكل الجيوش التي الحقت بالدولة الانتقالية . . كانت خديعة . . فكلها موالية للجنرال المخلوع وعائلته ، يقتسم ظله القائد العسكري المنظم الى الثورة . . وما زال يرفع صورة صالح في بهوه ومكتبه . . حين كان يظهر في الفضائيات متحدثا عن ثورة التغيير الشبابية ومخرجات الحوار - المشاع انه اخا غير شقيق لصالح – كان يحتكم على نصف قوة الجيش . . على رأسها المدرعات و . . إن كانت لا تقارن بالآخر بالجيش الخاص الذي كان موضوعا تحت إمرة اولاده واخوته وابنائه وابناء اخوته من حيث عصرية الاليات والصواريخ . . الطيران وتدريبات الجاهزية القتالية – كانت تفوح روائح غير منطقية . . لم تدركها النخب الوطنية ، التي طغت عليها اوهامها العاطفية بالثورة . . وأن ما يحدث هي ضريبة ثورة الصحيان الشعبي الراغب بالتغيير . . يجب أن يدفعها الوطن – روائح ظلت غير قابلة للالتقاط من قبل الجميع . . حتى عند تكشفها بوضوح يوميا بشكل حسي . . لكل انسان واقع تحت مجريات الحرب ، كانت الفضائيات تسمم العقول بأوهام الوطنية الملاكة والذود عن الوطن بالروح والدم وكل ما يملك . . وفق متذرعات طرفي الحرب ، تخندقوا بين هذا وذاك لخوض حرب مقدسة ، طرف يدعي الذود عن الوطن ضد العدوان الخارجي الذي تقوده السعودية والامارات باسم مجلس التعاون الخليجي ، انها حرب تاريخية مع السعودية وعملائها . . المسمين انفسهم بالشرعية ، التي لم تتوقف تآمراتها منذ قيام ثورتي اليمن ، بينما يتمنطق الاخر بصفته الشرعية الوحيدة وبإقرار اممي يخوض حربا مقدسة ضد انقلابيين يريدون عودة الامامة ولكن بحكم اقلية وكيلة لفارس ، تدعي تمييزها الالهي عن سائر اناس المجتمع وتحويل اليمن ضاحية من ضواحيها عن نائبة عن الامام الغائب – تركت المقاومة الشعبية العفوية للافتراس السريع في العاصمة الاقتصادية امام موجة التدمير للمدينة وخنوع مواطنيها تحت قبضة المليشيات المسلحة – لم يأخذ وقتا طويلا تدمير الاليات الثقيلة لمحتلي العاصمة المؤقتة وانسحابهم الى خارجها – كانت قد انزلت قوات متعددة الجنسيات بأسلحة كثيرة متطورة لقتال الارض ، حمت إعادة بناء نواة تشكيل الجيش الشرعية بمحرك خارجي . . وثم تشكيلات توسيعية تحت قبضة ظل الرئيس المخلوع بثورة عراة الصدور . . بحماية التحالف الى مأرب . . ومدارة بتحكمه – لم تدعم المقاومة الشعبية في مدينة مركز الهضبة ، لم يحمى مواطنيها المنكوبين بالموت والدمار من طرفي الاقتتال . . حتى بعد مرور ثلاثة سنوات من الحرب – اعيد تأسيس جيش الشرعية . . كغطاء لقبضة الجماعات الدينية وبولاءات مناطقية مجددا و . . بتوجيه الجوار النفطي – كانت التكوينات العسكرية الجديدة على اساس الهوية المناطقية كحاميات لأهلها كمركز تحكم عسكري وطني ظاهرا . . مربوطا لقيادة مركزية في مأرب و . . بتحكم غير معلن لمتنازع المملكة ودويلة الخليج – كان الجيش النظامي المشكل . . وفق الخديعة التي جاءت بقرار الرئيس الانتقالي الحاكم لليمن من المهجر بضم فصائل المقاومة الشعبية في كل منطقة الى الجيش الرسمي . . لكل محافظة . . تجهيزا مستقبليا بعد انتهاء الحرب أن يمتلك كل اقليم جيشها الخاص . . بناء على طبخة مخرجات الحوار الوطني – سبعة اعوام لم يظهر رئيس الشرعية إلا عند طلب التحالف منه بإدلاء خطاب او في مناسبة رسمية أو بإعلان اعادة تشكيل الحكومية بإملاء توافقي لمديري اللعبة و . . ارضاء امراء الحرب في الداخل ، او الحضور في الامم المتحدة لاجتماعات رؤساء الدول الاعضاء – ظلت العقلية الذهانية عند اليمنيين . . محاصرة بالأوهام العاطفية المشاعة من مركزي الترويج لطرفي الحرب ، وبما تخلفه المواجهة الدموية من فجائع وكوارث والام تراكم ثقافة الكراهية المخلفة على اساس مذهبي ومناطقي . . بين المواطنين – حاولت . . وصرخت بين الناس والنت ومواقع التواصل الاجتماعي . . أن تشتموا الروائح النتنه من وقت مبكر . . بدلا من التحسر لاحقا – كنت تغرد وحدك . . وتجد كثيرا من يحضرك في نزوع هجومي لشخصك . . أنك تشطح وتتهم الاخرين بالغباء – تمر سنوات ماكنت تعادى في قولك يتقولون به الان ، لكنه اصبح متأخرا . . حيث تجري امور اخرى لا تلتقطها ادمغتهم . . كما اعتادوا عليه دائما – كنت تحذر من استفراد وتغول الاصلاح والسلفيين ومرتبطاتهما السرية بأجنحة عسكرية وبالقاعدة على المقاومة الشعبية – كنت تحذر من غباء شعبي يجابه من اتى اليهم حاملا الموت والدمار . . أن يستغل كغطاء شعبي للجماعات الدينية التكفيرية المتخفية ، المستخدمة غير تكويناتها ك . . كباش فداء ، يوضعون في مواقع غير محمية يسهل قنصها او تدميرها بأسلحة ضعيفة وبمخزن فارغ من الذخائر ، يتناوب كل ثلاثة او خمسة اشخاص على بندقية واحدة – حذرت من جيش نظامي قادم تشكيله ببوابة سعودية واعتبارية يمنية بظل الديكتاتور المخلوع ، المهندس لتحقيق الجيش النظام للدولة السابقة على طابع عائلي وقبلي . . و بأجنحة سرية للإخوان المسلمين - لم تجد صدى لصوتك ، كانت جيوش الاقاليم يغلب اعداد افراده من الاسلاميين ثلاثة اضعافا لغيرهم من العامة . . وفي بعض معسكرات يكون وجودهم مطلق ، وغالبية الممنوحين رتبا عسكرية قيادية من الاسلاميين من فرقة المدرعات القديمة او من المليشيات التي جمعت خلال ثورة فبراير2011 – لم تجد دويلة النفط قدرة على موازنتها عسكريا مع رئيسة مجلسها الخليجي . . وإن تركت لبسط امتيازاتها على الجزر ومدينة المصافي – كان الصراع الدولي يحضر في مشروعين غير معلنين ، امريكي بوجود خمسة الى ستة قوى قابضة مناطقيا على اليمن الموحد شكليا بدولة كرتونية هشة يتم اعلان الوصول اليها عبر تفاوض الاطراف المتحاربة بتقاسم النفوذ تحت الطاولة ، واخر بريطاني يرى دولة اليمن الموحد في مجتزئين شمالي وجنوبي . . يعطيها حقها في الجنوب كعرابة . . والذي كان محكوما كمستعمرة بريطانية ل 138 عاما الى قبل الاستقلال ، بينما الجزء الشمالي المعهود بسيطرة القبيلة والسلطة الدينية عليه . . لم يخرج عن اليد الطولى لحكم البلاط الملكي الوكيل لأمريكا في الجزيرة – لم تقف ادارة الحرب على مشروع واحد . . فذهبت الامارات الى تفريخ مليشيات غير نظامية تابعة لها . . وإن كان كثير من افرادها منسبين الى الجيش النظامي ورقيا ، انهي الحراك الجنوبي المتشكل عن امتداد سياسي تمردي على مسلمات الحزب الاشتراكي المدار بإملاءات عقلية المركز الثقافي الامريكي وسفيرها ومركز الديمقراطيات الناشئة الامريكي ، محي بعد محاولات السعودية بخليط تحالفي ديني وسلاطيني بإعادة السلطان الفضلي كلاعب اساسي مدعوم خارجيا في الحراك الجنوبي . . عند اعلان المصالحة والتسامح بين الجنوبيين ونسيان اثار حرب يناير1968م والحرب الاهلية في الجنوب بين الجبهة القومية وجبهة التحرير والهاربين من السلاطين والاعيان – تم تفريخ المجلس الانتقالي الجنوبي ورديف له في تعز بما عرف بجماعة ابي العباس . . ومثلثهما جيش طارق عفاش على امتداد الغطاء الساحلي ، وتظل ارهاصات الاكتفاء بثلاثة اقطاب متقاسمة الحكم على اليمن او استكمال تجزئ اليمن بصورة اقاليم في دولة موحدة شكليا ، مقبوض فيه كل اقليم بيد كانتون مليشاوي متحكم ، وهو المنكشف الواضح الذي يصعد احيانا لسطح المشهد وتارة يخبو ، المتمثل بمسمى المجاميع المناطقية الرئيسية من اليمن . . المجموعة التهامية والمجموعة الحضرمية والشبوانية . . وغيرها . . .
. . . عجيب أمر اهل هذا البلد ، شيء لا يصدقه عقل سوي ، يشتكي ويطالب بأمور . .ويمارس حياته في تثبيت ما يشتكي منه ويجعل . . ما يريده بعيدا عن تحققه واقعا –
يتكلمون عن انتصار مسار الثورة . . وإن اصابته العثرات ، تم افشال تمدد وسيطرة المشرع الفارسي – حسب قولهم - بغطاء عودة نظام الامامة و . . واجتثاث حزب النظام القديم الفاسد . . بينما يبقون على عناصر الحكم الفاسدة القديمة قابضة على كل شيء توازيا مع الاصلاح ، يعيدون الناس في جميع المناطق توزيع انفسهم بين هذا وذاك وذاك . . طلبا لنيل الفرص ، لا يتنازل احد عن وحدة اليمن ايمانا و . . وواقعا يمارس تحقيق التمزيق بوعي من الكراهية المورثة عن الحروب بذاكرة انتقامية ، يعادون التبعية للخارج بكل اشكالها . . ويتسابقون لانتصار الوطن الواحد في التخندق المليشاوي المناطقي الضيق او الاسلامي التحريمي لدولة مدنية خارج الشريعة الاسلامية . . بتبعية رخوة كاملة لمركز تحكم خارجي لإدارة الوطن . . وتشرعن النخب الوطنية . . لكل من هذا وذاك . . ذاك وذاك . . . . أكاذيب انتصارات وهزائم يلوكها كل طرف . . وينقسم المجتمع بين مؤمن مساند لهذا او ذاك ومعاد للآخر ، ثالث مبعوث يحمل في جعبته قرارات مجلس الامن ويسيس اشرافه الدولي على مساواة اطراف النزاع مثل بعضها لإنهاء الحرب عبر طاولة التفاوض بسياسة لا وجود للمغلوب ، جيوش جرارة صنعاء على مرمى مدفعيتها . . وتسقط في ساعات قليلة وهي مجمدة في موضعها لأكثر من اربعة اعوام ، إن تجرأ منها التقدم . . تضربه طائرات التحالف الصديق ، حرب تصفية في الجبال النائية الشاهقة . . بينما الطرق مقطعة بين اطراف النزاع في كل محافظة وبين المدن وغياب لحقيقة التحرير ، عصابات سلطة تحكم هنا وهناك بمساندة شعبية . . ويشتكون من الفساد وتدهور الحياة ، حزبيون مهمشون في ذل معيشي . . يمنطقون مجرى الاحداث بألسنة زعمائهم الهاربين الى الخارج . . العائشين كملوك في البلدان المختلفة من العالم . . ولا وجود واقعي لأحزاب يتوهمون تجميدها عبارة عن ضروب من الحكمة التي يمتلكها قادات القرار فيها . . ولا تدرك حسن نواياهم أن كل ما هو حادث ملعوب يتصدر واجهته وكلاء - هم انفسهم أولئك القادة السياسيين للأحزاب . . . سبعة أعوام دون رواتب لموظفي الدولة . . لكونهم يقعون في مسمى المناطق غير المحررة ، يواظبون الذهاب الى أعمالهم تحت التهديد بفصلهم ، . . لا يدفع لهم أي من طرفي الاحتراب ، أبدت سلطة الشرعية حسن النوايا – بطريقتها – من يريد معاشا وهو ممن كانوا مسجلين في الخدمة حتى 2014م . . التوجه الى احدى المدن المحررة وتقييد حضوره لمزاولة المهنة . . ثم التوجه الى عدن مقر الدولة المؤقتة – وزراءها لسنوات مقيمين في السعودية ومصر – لتسجيل انفسهم ضمن الدفع القادمة للتسجيل – من اين المال للسفر – من يصدق . . انك حين ذهبت من صنعاء - مقر إقامة عائلتك منذ اكثر من أربعة سنوات من هروبكم خلال الدمار المخيف بسياسة الأرض المحروقة التي اتبعها كلا طرفي الاقتتال – عشتم خلالها دون دخل وعيش على المديونية ، تدبرت مبلغ النزول . . لتصل الى شقتك التي ما زلت تحتفظ بها ، حين وصلت الى منطقة الحوبان . . يبعد بيتك عن مكانك خمسة دقائق في أي مركبة نقل – كل الطرق مقطعة ، متقاسم اوصالها بين مليشيات طرفي الحرب – احتجت للوصول عبر سيارات جبلية عالية تتحمل وعورة الطريق – اثنتا عشرة ساعة متواصلة . . في مواجهة اخطار السقوط من ارتفاعات شاهقة . . أو الوقوف لنصف يوم او اكثر إذا ما وصلتم الى منطقة تتدفق فيها سيول غزيرة من الامطار . . الجارفة في طريقها صخور هائلة الضخامة ، او يكثر التوفق لانقطاع السير بوقوع سيارتين في سيرهما المقابل . . عند نقطة ضيقة تعد كشرك يفرض على احدى السيارتين العودة الى الخلف . . وغالبا تواجه خطر الوقوع في الهاوية . . بفعل ضيق الطريق ووعورته او انزلاق العجلات في الوحل الطيني المتكون عبر سقوط الامطار الغزيرة – عبرت الطريق . . بعد خوف جميع من كان في العربة التي استقلتها بأجرة الراكب ، أن تأتي رصاص قناص دخل مرحلة تخدير القات . . ولم يحصل بعد على متعته في رماية الاقتتال – عليه أن يخلق متعته ، خاصة عند تلك اللحظة من التخزين ، يصوب بندقيته من جحر مخفي في موضع من الجبل . . ويبدأ في تحقيق لذته المنشودة في صيد البشر . . حتى لو كانوا عابرين لا علاقة لهم بالتقاتل ، انهم محسوبين ضمن الخسائر الجانبية . . لكونه زمن حرب ، ولا يستطيع أن يحاسبه أي طرف . . لعذر سائد بأنه لم يطلق قانصته إلا لاشتباه رآه من الحركة . . خاصة إذا ما كان الوقت ليلا مظلما . . وإن كان يستخدم منظارا ليليا ، . . او الخوف من مصادفة المركبة عند نقطة جرت فيها فجأة نيران تشابك . . يكون الجميع عرضة للقذائف وطلقات الرصاص المعدل . . أو في سقوط راجع الرصاص عليهم ، . . أو تحويل المسار الى طريق جانبي غير مطروق هروبا من نقطة التقاء النيران . . وتكون مزروعة بالألغام . . . *** تدبرت تقييد تواجدك في وظيفتك في منطقة محررة – لم يكن ممكنا أن تداوم حضور العمل اليومي هناك . . فعملك واقامتك وعائلتك وعيشكم كان على الدوام في العاصمة او غيرها الواقعة تحت سلطة الحوثيين ، أي اين تسكن وتأكل وتشرب . . وليس لديك مال لذلك ، عليك التبرع بقص نصف راتبك شهريا للمدير – عبر سمسار وسيط - الذي زكى ضم اسمك ضمن جهازه الرسمي . . كنازح من مناطق الحوثيين ، تنتظر شهورا بعد عودتك الى اسرتك . . حتى ينزل راتبا لك ضمن الدفعة المسجلة ، لاستلامه عليك إنفاق ميزانية للسفر كل شهر لمنطقة تحت قبضة الشرعية . . وإلا يعاد توريدها الى الخزينة العامة – احباب الله كثر ممن يقدمون العون ، تعطي ربع المتبقي من الراتب لشخص تتفق معه باستخدام بطاقتك بكونه انت – الغالبية من الموظفين الحكوميين في المناطق غير المحررة . . غير القادرين على عمل ما قمت فيه . . لا تنزل لهم رواتب من الشرعية و . . لا تدفع لهم السلطة الحوثية . . رغم جبرية حضورهم اليومي الى مرافق عملهم – أربعة شهور منذ اعلان الشرعية باستقبال الوافدين من موظفي الدولة للقدوم الى عدن لاستكمال إجراءات تسجيل أسمائهم – إذا ليس معك أحدا يعرفك هناك . . تخسر فقط ما استلفته من مال لتعود مديونا . . او يحالفك الحظ بدفع رشوة لمسمسرين في كل من وزارة الخدمة المدنية ومكتب المالية لتسهيل إجراءات ضمك الى دفعة تنتظر مع الاخرين حتى يأتي دورها ، . . ما أن تستلم شهرين او ثلاثة . . تفاجأ بتغيير الاجراء . . واسمك محجوب مثل غيرك . . ثم عودة التسليم . . مع فقدان رواتب الأشهر التي تم فيها تظليل اسمك من الكشف . . وهكذا – حين وجد الكثير من موظفي الدولة خارج مناطق الشرعية بأن انتظارهم لن يجدي نفعا . . تكلفوا السفر الى عدن لتسجيل انفسهم . . بعد عناء من تعب المتابعة – اغلق التسجيل . . حتى تقر كشوف الخمسة دفع – متى ستفتح الإجراءات مجددا – الله اعلم ، ربما من هم مسجلين حتى الدفعة الثالثة . . ربما يستلمون بعد تسعة اشهر او سنة ، الخزينة فاضية ، ربما . . لن يستلمون المسجلون بعد تلك الدفعة – ماذا عن رواتب الثلاث سنوات الأولى من الحرب ، وحق التسوية لدرجتين ماليتين وعلاوات . . قانونية لم تستلم من نهايات 2014م منذ بدء الحرب – انتم شعب غريب ، كويس تلاقي راتب . . افضل من غيرك الكثيرين بدون راتب ، ها ها ها . . عاده يشتي رواتب ثلاث سنوات بدون عمل . . ويسأل عن التسويات ! ! – احمد ربك . . غيرك ما لاقى ، . . مش كاف . . تقبض معاش و . . انت أصلا ما تشتغل – حرب عجيبة . . حرب ولا حرب ، دولة وسلطات مليشيات . . لا دولة فعلية . . بل ثلاث وكالات مليشاوية متنازعة ، تقاتل يصيب المحايدين الأبرياء خارج اصل اللاعبين ، ما يجمع لخزينة الدولة – الريعية الخراجية منذ ستين عاما . . نخدع فيها بأنها حديثة – يستهلك نهبا بفساد منظم اعلى من أن يكون مراقبا او قابلا للمحاسبة القانونية من رؤوس المليشيات القابضة وحظوتهم من المواليين . . الذين وضعوا في درجات وظيفية عالية . . بتوزيع عائلي وقبلي وطائفي للدرجات الوظيفية المستحدثة لهم ، ما يتبقى في قبضة امراء وتجار الحرب . . في ذريعة التشغيل لعمل الدولة – غير المقدمة اية خدمات – وتمويل المعارك الجارية – مثل ما ثبتت قوى التحكم الخارجي حالة الحرب واللاحرب . . وواقع تمزق الخارطة الوطنية ، أدخلت معادلة التوازن بين الشرعية ثم الى جوارها المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم مالي سعودي واماراتي لتمكينهم الإدارة الشكلية كدولة مسئولة عن مجتمع . . مقابل السلطة الحوثية غير المحتكمة سوى على مال الخزينة العامة في البنك المركزي ومؤسسات الدولة السابقة . . التي سطت عليها بذريعة دعم الجبهات واستمرار الحرب ضد العدوان وعملاءها . . الى جانب الاتاوات المحصلة عنوة باسم الدولة – معطلة كليا عائدات مصادر الدخل الوطني للأطراف الثلاثة – كان نقل البنك المركزي الى عدن لإنهاء قيمته في صنعاء . . كإجراء يجفف العائدات المالية للحوثيين للاستمرار في الحرب ، مترافقا بإخراج أوراق نقدية جديدة من الشرعية بغطاء وديعة سعودية لمرات . . تم التبخر لوجودها . . بينما تقادمت الأوراق النقدية المحلية القديمة في مناطق السلطة النيرفية ، التي لم تعد قابلة للتداول وفق الأعراف والتقاليد الدولية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي . . المحكوم عليها كأوراق تالفة – كانت اللعبة بتلقينها السري . . في المنع الخجول بادئا لمسألة تداول العملة الجديدة في أماكن سيطرة مليشيا الانقلاب – كانت كميات العملات الجديدة ضئيلة لا تفي في حدها الأدنى للتداول المحلي ، بينما اخرجت كامل العملات الورقية الصغيرة التالفة للتداول واخفيت الفئات الكبيرة . . مع سحب اكبر كميات من العملات الجديدة المصدرة عبر رواتب الموظفين والمتقاعدين المرسلة من الشرعية الى مناطق سيطرتها بثلث القيمة . . بعد فرض تسليمها للمستحقين بالعملات التالفة الصغيرة من قبل مكاتب التحويل والصرافة الاهلية – التي حلت بشكل نهائي محل البنوك المعطلة كليا – وأيضا خلال المناطق مختلطة النفوذ بين الطرفين – كان في المقابل استهلاك الكثير من مخصصات الدولة الشرعية في التصرف الفردي المطلق للوزراء والقادة والمشاريع الوهمية ونفق الجهاز الإداري والدبلوماسي المتضخم المستحدث باستغلال عائلي ، دفع خزينة الشرعية انها لا تقدر على دفع الرواتب لستة لأكثر من ستة شهور قادمة – رغم أن اكثر من ثلثي موظفي الجهازين ممن قد عينوا قبل 2014م قبل الحرب . . لم يستلموا رواتبهم لسبعة سنوات متواصلة ، وكانا كغيرهما من تكوين الدولة يمتلئان بتضخم فائض من البطالة المقنعة سابقا – فكل مسئول يوظف دون الحاجة من اسرته او بمقابل مالي - ومن انعدام كفاءات في المناصب العليا . . التي كانت توزع حسب الولاء ونوع التراتبية المجتمعية التي يعتمدها الحاكم الفرد المطلق آنذاك قبل سقوط النظام – شكليا . . .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظـرية التغـيـر الكلــية - والجوهر الحي المطلق للمادة - -
...
-
احلام فراشة
-
أسير المتاهة
-
مواجهة وباء اجندات انظمة الغرب الفاشية / رقم 2
-
تركيا وانتصار لمسار تهاوي هيمنة القطب الواحد - م
...
-
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق
...
-
الحلم السعودي . . وفوبيا اليمن
-
اليمن : افراح متوهمة بأحزان معتمة
-
نعيق متصارع . . في أتون بلد ضائع
-
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق
...
-
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق
...
-
رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) / عملي الروائي ق
...
-
لن يغادرني احد ( نص اللحظة )
-
( 2 ) تركيا . . ودورة الإعادة لانتخابات الرئاسة - المرحلة ال
...
-
رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الجزء 20 والاخير - من اعما
...
-
تركيا . . انتخابات المرحلة الخطرة
-
مواجهة وباء اجندات انظمة الغرب الفاشية / رقم 1
-
عقلنا . . والخلط المعرفي لفهم الموضوعية
-
السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء الرابع - الفصل الثاني
...
-
السودان . . وسيناريو الاستعارة / الجزء الرابع والاخير - الفص
...
المزيد.....
-
-صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال
-
فنان مصري يرحب بتقديم شخصية الجولاني.. ويعترف بانضمامه للإخو
...
-
منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا
...
-
لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي
...
-
فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
-
بالصور| بيت المدى يقيم جلسة باسم المخرج الراحل -قيس الزبيدي-
...
-
نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة -حديث عيسى بن هشام-
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|