أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - قصة لا تنتهي ..!














المزيد.....

قصة لا تنتهي ..!


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 07:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل أن ملكا وضع جائزة كبيرة لمن يحكي له قصة لاتنتهي ،فإنبرى كثير من المتحدثين اللبقين والثرثارين وكانت قصصهم تنتهي بعد أيام وليال فيفشلون في الحصول على الجائزة ، حتى جاء شخص وتعهد بأن يحكي له قصة لاتنتهي ! وبدأ بقصة يوسف الصديق ،وكيف أن فرعون خزن عنابرا من الحنطة ، فإهتدى اليها النمل !، وبدأ القاص يقول: " جاءت النملة الاولى وأخذت حبة وذهبت وجاءت الثانية وأخذت حبة وذهبت وأخذ يكرر هذا ليال طويلة ، حتى ملّ الملك وإعترف بأن قصته فعلا لاتنتهي وحصل على الإكرامية ..!"

أتيت بهذه القصة التي تشبه قصة محاكمة صدام حسين وأعوانه وأتذكرها كلما يعلن عن جلسة جديدة لمحاكمة صدام وأعوانه ، منذ مايزيد على ستة أشهر أو ضعف هذه المدة لا أتذكرمتى بدأت ولا يمكن التكهن متى تنتهي ! وقد تكون كقصة النمل والحنطة .

يأتي شاهد عيان ويشهد بالوقائع الثابتة ويذهب ، ويأتي شاهد آخر ويحكي القصة كما حدثت ويذهب ، ويأتي شاهد ثالث ويحكي ما لمس وشاهد ويقدم أدلة واقعية مثبتة معترف بها عراقيا ودوليا ويذهب .. وهكذا . ومن الثابت حسب الاحصائيات أن ما يزيد على ( 180 ) الف إنسان من الاكراد قتلوا بجريمة الانفال سيئة الصيت ، وهؤلاء لديهم من الاقارب والجيران والاصدقاء من المصابين وشاهدي العيان لتلك الجريمة أضعاف مضاعفة من هذا العدد ، فهل سيمرون كل هؤلاء أمام القاضي والمحكمة للشهادة ليقروا محامو الدفاع بالجريمة ؟ أم إذا كانت شهادة أحدهم من موقع غير الموقع الذي شهد سابقه ، فيقول محامو الدفاع أن هناك تناقض في الشهادات !! إذا كلها باطلة ملفقة ملقنة ، إذا موكلنا برئ كبراءة الذهب من دم يوسف !

وفي تلك القصة ، قصة الحنطة والنمل ، ربما كان فرعون ساذجا أو لنقل طيبا لم يناقش المحتدّث أو يحاججه بانه قد يأتي فيضان ويكنس ماخزنه فرعون من الحبوب ويهلك النمل وتنتهي القصة ، ولكن أولئك محامو الدفاع الذين يتعلمون " الشطارة " ويتفلسفون بإيجاد كل ثغرة ووسيلة للطعن والاستهانة والتلذذ بمآسي الشعب العراقي والذين عمتهم ملايين رغد وأمها المسروقة من كد وتعب الشعب العراقي ، مراوغون ، بارعون في اللف والدوران في نفس الموضوع والمكان .

و قد يقول هؤلاء المحامون الشطّار، نريد الكشف عن رفاة جميع هؤلاء الضحاية ، ودفاتر نفوسهم ، وفيما هي تلك الدفاتر صحيحة موثقة من جهة دولية محايدة ، لأن ليس في الامة العربية محايد يُعتمد عليه !!أم مزورة وصادرة من سوق" مريدي "أو من المخابرات الامريكية ! أم إذا عُثر على رفات 179 ألف قد يقولون هذا مخالف لوثيقة الاتهام إذا هناك تناقض ! ، أم يدفعوا ، بأنه كيف يثبتون الشهود بأن أولئك الضحايا ماتوا بسبب القصف الكيمياوي أوبسبب النار الصديقة !! الاتية من محاربي " بيش مركه " ،والموت واحد والاسباب كثيرة و الساعات الشيطانية أكثر !!، أو ما أراد الله أن يكون ، أو كان هذا قدرهم ! والقدر كتاب مكتوب لا يمكن تغييره لإنه إرادة الله ، إن كنتم مؤمنون !!

وكما خرج أحد المحامين المصريين من قاعة المحكمة في قضية الدجيل ،
و" بشرهم "!! قائلا " ما في جريمة .. فين الجريمة ؟؟ ما في جريمة .. فين الجريمة.. فين.. فين ، رئيس عربي مسلم يقمع تمرد ، رئيس يتعرض للإغتيال ومن حق الرئيس أن يحمي نفسه "!

من حق كل عراقي أيضا ، أن يسأل أي محام أو قانوني ، كم من شهود إثبات وشاهدي عيان معززين بالوقائع والمستندات الرسمية الثبوتية ، كم من هؤلاء الشهود ؟ وكم ألف من الالاف المؤلفة من المستندات الرسمية تكفي لإدانة المتهم ، والاصح للـتاكد من أن أولئك المجرمون هم مجرمون فعلا وليس لهم صفة أخرى غير الاجرام و جرائمهم كانت في الخارج الاغتيالات وفي الداخل القتل بالجملة أو الابادة الجماعية .

عندما أُعلن أن اليوم الفلاني سيكون يوم محاكمة صدام وأزلامه ، إنتظروه العراقيون وغير العراقيين بفارغ الصبر وتراكضوا، وجلسوا أمام الشاشات ، فاتحين عيونهم وآذانهم ،لمشاهدة وسماع محاكمة العصر ،فإذا بها باهتة ومناظر مملة أما الآن فكثير منهم يتحولون عنها الى أغنية أو تمثيلية أكثر تشوقا من هذه التمثيلية المملة والتي ملّوا منها .

كما ملّ الملك من القاص الذي كان يقص عليه قصة لاتنتهي .



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا بدأوا بضربهم ، ينتهون بضربنا ..!
- الباب الذب سرق الدار !!
- من يعلق الجرس ..؟
- رسائل لم تصل ..!
- خيراتنا لغيرنا ..في المكرمات والإبتزازات..!
- لم أكن أجيد اللجوء..!
- ليس هذا مقياس التطور الاقتصادي..!
- لنعترف ونعتذر ..!!
- تهنئة وإقتراح ، الم يحن الوقت لتغيير إسم الحزب الشيوعي ؟؟
- ماذا تعلمنا من إسقاط دكتاتوري صدام ..؟
- فوضى الديمقراطية
- فوضى الديمقراطية ..!
- صدام وازلامه مجرمون حتى تثبت برأتهم
- 11 - أيلول ، حرب ضد الانسانية والحضارة
- العلم المقبول دائما ومن الجميع ..!
- من تداعيات العلم العراقي -سقط الصنم فلتسقط رموزه .!
- هل يمكن أن يحدث هذا ...!!
- العدوان التركي .. والصمت المطبق ..!
- قلنا... وقالوا..!
- ! إسرائيل :دمرنا بلدكم ونشهدلكم بالانتصار! حزب الله :إنتصرنا ...


المزيد.....




- لماذا يحذر فائزون بنوبل من تولي ترامب رئاسة أمريكا مجددا؟
- إسرائيل تعلن مقتل -عنصر في الجهاد-.. و-أطباء بلا حدود-: كان ...
- بالونات القمامة من كوريا الشمالية تؤخر الرحلات بمطار سيئول
- إبرام عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
- نيجيريا تستخدم الذرة المعدلة وراثيا لسد أزمة الغذاء رغم مخاو ...
- تحذيرات دولية من مجاعة بلغت حدا -حرجا- في غزة
- مع إعلان الاحتلال قرب انتهاء الهجوم برفح.. احتدام المعارك جن ...
- لأول مرة منذ عام.. وزير الدفاع الأميركي يتحدث مع نظيره الروس ...
- توقيف 4 أشخاص في بريطانيا لاقتحامهم حديقة منزل رئيس الوزراء ...
- باتفاق لإطلاق سراحه.. أسانج يقرّ بالذنب أمام محكمة أميركية


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - قصة لا تنتهي ..!