|
حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (1)
محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث
(Mohamed Mabrouk Abozaid)
الحوار المتمدن-العدد: 7630 - 2023 / 6 / 2 - 15:35
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يتصور البعض عن مصطلح " الإسرائيليات " في التراث الإسلامي، أنها محض روايات تسربت من التراث اليهودي إلى التراث الإسلامي نظراً لأن العرب كان ينقصهم المورد التاريخي الدقيق أو المدون على الأقل لأنهم كانوا أمة بدو جاهلية ولا دراية لهم بالتدوين وصناعة الكتب، وعندما بدأوا تدوين التراث الإسلامي وكتب السيَر اضطروا للعودة إلى الكتب اليهودية لنقل أصل الحكايات وخاصة قصص الأنبياء لملأ الفراغات السردية ، حيث أن العرب كانت ثقافتهم شفوية مشوهة ومبتورة ، بينما اليهود يدونون كل تفاصيل حياتهم وتاريخهم ، ولا سبيل لإكمال السردية الإسلامية إلا بنقل التفاصيل والحشو من كتب التراث اليهودي .. هكذا يتصور الباحثون أن الأمر كان عفوياً ...
بينما نرى نحن أن الأمر لم يخل من خطة صهيونية مُدبّرة وضعت خصيصاً لصياغة التراث الإسلامي بطريقة تجعله يعزف على أوتار توراتية خالصة ، دون أن يشعر العازف .. فالعرب في الأصل لم يكن يهمهم تدوين تراثهم التاريخي عقب وفاة الرسول ص ، ولا فكروا في ذلك لمئات السنين ، لأنهم ليسو أمة حضارة وعلم وتدوين ، بل كانوا بدو كل شغلهم الشاغل هو الغزو والسلب والنهب وخطف السبايا من الأطفال والفتايات والنكاح ..إلخ ، أو ما عُرف تاريخياً بالفتوحات.. حيث توسعت جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد الشعوب في كل الاتجاهات وسجلوا تاريخهم بالسيف لا بالقلم ، ولهذا تأخر تدوين التاريخ المسمى بالإسلامي إلى العصر العباسي، وهنا بادر الصهاينة بالفكرة بحيث تظل دفة التاريخ بيدهم يوجهونها كيفما شاؤا .. ولذلك جهزوا مقتبسات توراتية مصاغة بحرفية عالية لتكون المادة الخام التي سيتم اعتماد العرب عليها في صياغة وتدوين تاريخهم .. فقد نجح اليهود في أطفلة العرب وإطعامهم تراثاً توراتياً خالصا ، ما يعني أن الإسرائيليات لم تكن من الاختيار العفوي للعرب أو أنها تسربت بشكل عفوي من كتب اليهود إلى مدونات التراث الإسلامي، بل كانت عملية غرس نبتة توراتية في جوف العرب ... كما تطعم الأم طفلها قطع الحلوى ..
ففي الإضاءات السابقة تعرفنا على معالم الأزمة التي انحشر فيها اليهود، حينما تعجلوا بتزوير التوراة وغفّلوا الشعوب، المحلية والعالمية، وأقنعوهم بأن أحداث قصة موسى وفرعون تمت في إيجبت، ولم يكن هناك أحد يعرف شيئاً عن موضوع قرية مصرايم باليمن سوى لجنة المترجمين التي استعان بها الكهنة، وقد أثبت هؤلاء المترجمين اعتراضاتهم لكن دون جدوى، وقد فني جيل المترجمين هذا وانكتم السرّ.. فلم يتوقع اليهود أن يأتي رسول جديد بقرآن جديد يكشف وقائع وأحداث قصة موسى وفرعون أو يتعرض لها.. إنما هكذا سارت الأقدار ضد اليهود، وتقريباً جاء ثلث القرآن يتحدث عن قصص بني إسرائيل وأحداث أنبيائهم لدرجة أن فرعون نفسه ورد ذكره في القرآن أكثر من 74 مرة، وبلد الحدث (مصرايم) وردت لفظاً عربياً صريحاً "مصر" خمس مرات، وهذا ما وضع اليهود في ورطة، لكنهم لم يستسلموا بأي حال .
وبداية.. لا بد أن نتذكر أن اليهود في كل مكان بالعالم وعلى مدار عصور التاريخ لهم عقلية واحدة لم تتغير، وسماتهم وأفكارهم وميولهم العقائدية واحدة، والثقافية واللغة واحدة، وطرق التفكير والمكر والدهاء والاحتيال وحب المال..إلخ، فهم ينتمون إلى الجذر الفاسد من سلالة إبراهيم (ع)، سلالة الأنبياء، فبقدر طهارة الأنبياء يأتي فساد غير الأنبياء فيهم، سبحان الله، وكثير جداً من شعوب العالم اشتكت من ظاهرة "الخيانة الوطنية" من جهة اليهود، ليس فقط خيانة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى والثانية، بل أيضاً خيانة وطنهم في جميع العصور، لأنهم في الأصل بدو مرتحلين لا ينتمون لوطن، فوطنهم الأصلي (جنوب غرب الجزيرة العربية، لعنوه وهجروه كي يحتلوا فلسطين، وهذه واقعة لم تحدث في أي شعب في تاريخ العالم أن يلعن وطنه أياً كانت الأسباب إلا الإسرائيليين، فهم عقلية مقلوبة، يضعون أخطائهم على وطنهم فيلعنوه ويهجروه ويخونوه.
ثم أن اليهود الذين عاشوا في وطننا وادي النيل على مدار التاريخ ليسوا من أصول جبتية، بل إسرائيليين مهاجرين منذ القرن الخامس قبل الميلاد جاؤوا مرتزقة ، وأنشأوا كنيس في جزيرة فيلة بالصعيد، ثم أنشأوا معبداً آخر في العاصمة منف، وانتقلوا إلى الدلتا، ثم جاءت الدفعة الثانية منهم على يد بطليموس الأول الذي خرج من الإسكندرية بحملة تأديبية إلى الشام في القرن الثالث ق.م فجمع كثير منهم وجاء بهم سبايا إلى الإسكندرية، ثم زهد فيهم فتركهم ولم يرحلوا، وكان منهم الكهنة السبعون الذين شكلوا مجلس السندريون وقاموا بمشروع الترجمة السبعونية للتوراة كي يؤسسوا لوطن قومي لهم في المنطقة يمتد من حدود العراق شرقاً إلى وادي النيل.
والخيانة الوطنية لا تثير شعوراً بالاشمئزاز في نفوسهم، وهذا ثابت في حقهم على مدار التاريخ. وهم شديدو التمسك بدينهم مهما كلفهم ذلك، ولا يقبلون أن يعتنق دينهم أحد من غير السلالة حسب اعتقادهم لأن مسألة الدين بالنسبة لهم ليست كونه (خير وسلام للبشرية بل مخطط عشائري) لأنه لو كان اعتقادهم أن دينهم خير وسلام للجميع فلماذا لا يقبلون غيرهم اعتناق دينهم؟! إنما العقيدة بالنسبة لهم صهيونية كما لو كانت جهاز أمني لا يقبل أن يندس أحد وسط أفراده حتى لا تتسرب الأخبار، ولا يعتنقون دين نبي من خارج السلالة، وقد عُرف عنهم أيضاً حبهم للمال وانشغالهم بالربا والتجارة وأعمال السمسرة لأنها تجلب ربحاً وفيراً، حتى أننا لا نجد كلمة في أسفار التوراة تذكر أن هناك حساب وعقاب وبعث بعد الممات، وإذا سألت الكهنة عن يوم القيامة والبعث والحساب، بعضهم يقول لك أنه لا حياة بعد الموت، إنما هي حياتنا الدنيا، وبعضهم على استحياء قد يذكر أن هناك بعث وحساب..
و نقرأ في التوراة أن الرب أمرهم باحتلال مزيد من المراعي والبراري، وهذا ديدنهم على مدار التاريخ. وبالتالي لا يتورعون في توظيف معتقداتهم الدينية لتحقيق مصالح مادية، بل إنهم احترفوا ذلك. بل إنه حتى أورشليم التي قالوا عنها أنها مدينتهم المقدسة دينياً، هي كانت حصن لقبيلة اليبوسيين وقالوا أن النبي داود قام باحتلاله ! أي أنهم على عقيدة أصلية قائمة على الغصب واحتلال أوطان الغير نهباً وسلباً. وأيضاً محترفون في أعمال الجاسوسية والاغتيالات الغامضة الصامتة، وما زالوا إلى اليوم يملكون أكبر آلة اغتيالات سياسية في العالم وهي جهاز الموساد الذي تمكنوا من خلاله من بناء دولة، هذا الجهاز أسسته الحركة الصهيونية مطلع القرن الخامس عشر واستمر في عمله المتواصل دون كللٍ على مدار خمسة قرون كاملة، جيل يسلم جيل حتى تمكنوا في النهاية من اغتصاب قطعة أرض في فلسطين وقالوا أنها وطنهم القومي ووطن أجدادهم، وأنها أورشليم التي احتلوها غصباً من اليبوسيين على يد نبيهم داوود !.
وبالعودة إلى حقبة بعثة النبي محمد (ع) في مكة المكرمة في القرن السابع ميلادي، حيث كان أبناء عمومتهم العرب قد وصلوا إلى مستوى من الفساد الأخلاقي والعقائدي إلى الدرجة التي تستوجب نقل النبوة من سلالة إسرائيل إلى سلالة إسماعيل للمرة الأولى كما أوضحنا. ولما كشف القرآن قصص تزوير الإسرائيليين للتوراة، حاولوا أن يكون لهم رد فعل يحفظ ماء الوجه، ويحفظ كينونة التوراة، ولُحمة الإسرائيليين ويحفظ شريعتهم من التمزق في نظر أجيالهم القادمة، ويحفظ مصالحهم كذلك في المستقبل.. وكان مركز تجمع اليهود الأكبر في العالم في منطقة اليمن جنوب الجزيرة العربية، وحيث يقع مقر السنهدريم أو سنهدرين، وهي كلمة عبرية يقابلها "سندريون " باليونانية synedrion ، ومعناها حرفياً "الجالسون معًا" وقد تعني مجمع مشيخة أو مجلس المشيري. وقد أطلق هذا الاسم من قبل اليهود في فترة وجود السيد المسيح على الأرض باعتباره المحكمة العليا للأمة اليهودية، وكان المتحدث الرسمي باسم الشعب اليهودي أمام الرومان، ويتكون من واحد وسبعين عضواً، سبعين منهم مثل عدد الشيوخ الذين عاونوا موسى، وأما الحادي والسبعون فهو رئيس الكهنة أو الكاهن الأعظم، وعلى وجه العموم كان له حق التشريع في الأحكام الدينية والسياسية والاجتماعية...
وهو ذات المجلس الذي اجتمع في عهد بطليموس الثاني فيلادلفوس لترجمة التوراة من السريانية إلى اليونانية عام 282 ق.م تقريباً. وهو من قام باستبدال كلمة "مصرايم " ووضع مكانها كلمة " إيجبت " كي تنطبق خريطة الأحداث التوراتية على أرض بلاد وادي النيل وتمتد من النيل إلى الفرات شاملة مجموعة دول كاملة (إيجبت والأردن والشام فلسطين وسوريا ولبنان والعراق والسودان وإثيوبيا وليبيا) بينما كانت الخريطة التوراتية في الأصل تنفرط في عدة قرى ونجوع ومراعي متجاورة لا تتجاوز مساحتها هكتاراً واحداً للرعي والخيام حول الجبال في جزيرة العرب. وكان هذا المجلس قد انحل عام 70م بعد اضطهاد الرومان لليهود (في الشام وإيجبت معاً)، لكنه عاد وتجمع من جديد في مقره القديم باليمن، وقالوا أن مقره كان في طبرية بالشام، لكن الأرجح أنه لم تسنح له الفرصة للتجمع قرب المدينة المقدسة دينياً لدى الرومان والمسيحيين (إيلياء عاصمة فلسطين) فانتقلوا سراً إلى وهاد اليمن حيث المقر الأصلي القديم ومن هناك بدأ التدبير حيث أكبر مركز تجمع لليهود بالعالم وهي المنطقة الأكثر أماناً وخفية لهم وبها جذورهم وأصولهم وعظامهم، وهناك تشكلت (المحكمة العليا) السنهدرين وهي أعلى سلطة تشريعية وقضائية على رأس العشيرة وكانت تحاكم كبار موظفيهم وتفتش عمن يدّعي شخصية مسيحهم المنتظر، وهذه المحكمة هي التي حاكمت السيد المسيح (عيسى) وقالت بأنه يدعي بأنه ملك اليهود والماشيح اليهودي المنتظر، وعلى ذلك قامت بإنهاء رسالته فوراً... وفي القرن السابع ميلادي بدأت بعثة النبي محمد (ع) في مكة، فهل نتوقع أن يصمت هذا السندريون !
فعلي أي إنسان ساذج وحسن النية أن يتوقع ما يمكن أن يفعله السندريون بعدما تمكن من تزوير التوراة وقتل رسول الله عيسى (ع)، وبخُبثه تمكن من تقليب الإمبراطورية الرومانية ضده وكل الشعوب المسيحية ضدهم أيضاً، فلماذا يصمت مع محمد ؟! وهل يرسلون له حمائم السلام؟! خاصة إذا كان معظم التجار العرب من اليمن يهود يتبادلون الرحلات التجارية مع الشام بصفة مستمرة ولديهم أخبار المنطقة كلها. فهل فكروا بالفعل في غرس عملاء لهم لقتل محمد أو إفساد دعوته ؟ فالمدينة (يثرب) كانت مليئة باليهود ومليئة بالمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويضمرون عكسه، وقد انكشف كثير من هؤلاء المنافقين، لكن هل تم اكتشاف عميل واحد ؟ وبالطبع كلمة عميل تختلف في مضمونها وطبيعة المهمة المكلف بها عن المنافق، فالنفاق هو وسيلة إلى العمالة، أي أن العميل لا بد أن يكون منافق بلغ سن الرشد في النفاق وتم تكليفه بمهمة ما.
وأقرب مثال يطوف بذهني الآن هو الشيخ فاضل الذي هاجر من اليمن إلى فلسطين عام 1946م، وحفظ القرآن الكريم كاملاً بتفسيره وعلومه، وليس هذا فحسب، بل كان يؤم المصلين في المسجد الأقصى، وفي جامع خان يونس. كان الشيخ فاضل يقضي معظم أوقاته يرتل القرآن ويقيم الصلاة ويعظ الناس ويشرح لهم أمور دينهم ودنياهم. فأحبه الناس ووثقوا به والتفوا حوله من كل صوب.. ومن ناحية أخرى قدم الشيخ فاضل تأييداً ودعماً قوياً للمجاهدين في فلسطين، فكان يحفزهم ويدعوا لهم بالنصر. وحين دخلت قوات الشهيد أحمد عبد العزيز إلى خان يونس في سنة 1948م لطرد اليهود، راح الشيخ فاضل يرتل القرآن ويدعوا لهم بالنصر وراح يردد الله أكبر الله أكبر..
وعندما بدأت الحرب العربية الصهيونية في مايو 1948م اتصل بالقوات المصرية التي شاركت في الحرب هناك واقترب من قائدها البطل أحمد عبد العزيز ونائبه كمال الدين حسين أحد الضباط الأحرار فيما بعد، وكان يؤم الجنود والضباط في الصلاة ويتهجد لهم بالدعاء في السحر. وذات يومٍ وخلال الهدنة التي عقدت بين الصهاينة والمصريين هناك.. طلبت القوات الصهيونية من القوات المصرية بعض الأدوات الهامة والعاجلة لعلاج أحد ضباطها حيث كانت إصابته خطيرة من جرح نافذ في رقبته، وهذا عرف مقبول في الحروب .
ووافقت القوات المصرية وأرسلت أحد الأطباء من الضباط المصريين إلى معسكر الصهاينة حاملاً الأدوات الجراحية لعلاج الضابط الإسرائيلي. ولسوء حظ الشيخ فاضل أنه كان في نوبته الليلية لنقل المعلومات عن القوات المصرية إلى العصابات الصهيونية، حيث كان يتسلل من معسكرات الفدائيين المصريين إلى معسكرات الصهاينة وقت السحر.. فرآه الطبيب المصري.. وتجاهله.. وعند عودته إلى المعسكر أخبر الضباط المصريين بوجود الشيخ فاضل في المعسكر الصهيوني .لكن الشيخ فاضل اختفى ولم يعد يتردد على المعسكر ليؤم الجنود والضباط المصريين في الصلاة .
فتطوع أحد الضباط المصريين لإحضار الشيخ فاضل وتسلل مع أحد الجنود إلى معسكر الصهاينة. وتمكنا من خطف الشيخ فاضل وتكميم فمه... كان يهودياً حتى النخاع وجندته المخابرات الصهيونية هناك تمهيداً لتأسيس الكيان الصهيوني عام 1948م، واتخذ الإسلام ستاراً لعمله لحساب الموساد، وبعدما نجح الأبطال المصريون في اختطافه حوكم أمام لجنة عسكرية مصرية من 3 ضباط في الميدان، وصدر الحكم بإعدامه رمياً بالرصاص ونفذ فيه الحكم عقب صدوره فوراً... فكم يهوذا نتوقع أن يتلو القرآن ويؤم المسلمين للصلاة!
إن اليهود يلجأون دائماً إلى التقنع بغيرهم سواء مسيحيين أو مسلمين، طالما كانت مصلحتهم في التقنع، حتى لا يثيروا ريب الأميين ضدهم فيما إذا اكتشفوا خطرهم اليهودي ضد مصالحهم، وهم يجيدون التقنع بالأديان وهي طريقة معروفة في تاريخهم وليست جديدة طالما كانت تخدم مصلحتهم. فاليهود البريطانيون كانوا يخفون انتماءهم لليهودية إذا أرادوا الوصول إلى مناصب سامية في بريطانيا، لأن القوانين الإنجليزية كانت لا تسمح بذلك لليهود. ورئيس الوزراء بينجامين دزرائيلي كان من بين هؤلاء الذين نجحوا في التسلل إلى سدة الحكم في بلاد مسيحية تحظر على اليهود تولي مناصب فيها. فقد كان يخفي انتماءه للعقيدة اليهودية ولا يذكر أنه يهودي. بل أكثر من ذلك كان منهم من يتردد على الكنيسة وهو يهودي!، لا لشيء إلا لمصلحة اليهود. وغير ذلك نائب الرئيس السوري حافظ الأسد ايلي كوهين الذي كان عميلاً يهودياً بعثه الإسرائيليون إلى سوريا في مهمة ليست غريبة من نوعها لكنها فاجرة فقط، فلم تكن المهمة هي التسلل داخل المؤسسات الأمنية للحصول على معلومات، وإنما كانت المهمة هي التسلل إلى سدة الحكم في سوريا (بلد مسلم) ! فهكذا يغرس اليهود مسبارهم في كل كيان سواء كان كيان سياسي أو فكري أو عسكري أو غيره، وقد نجح بالفعل هذا الجاسوس وترقى في المناصب حتى وصل إلى منصب نائب الرئيس السوري.
وكان هناك أحد ضباط المخابرات الجبتية المزروعين في إسرائيل (رأفت الهجان) خلال حرب الاستنزاف 1971م حيث كانت إحدى المجلات السورية تصل هضبة الجولان فلفت نظره عند تصفحها صورة أحد أصدقائه اليهود القدامى الذي تعرف عليه منذ ربع قرن لكنه لم ينسى شكله، فأرسل إلى قيادته في القاهرة أن نائب الرئيس السوري هو جاسوس يهودي تعرف عليه منذ زمن على كافتيريا في ألمانيا، وبسرعة أبلغت المخابرات الجبتية الرئيس السوري حافظ الأسد بالمعلومة، فأمر بمداهمة منزل نائبه في الحال وعثر بداخله على أجهزة تنصت وإرسال لاسلكي، وتبين أن هذه الأجهزة هي التي كانت تعاني من تشويشها محطة الإذاعة السورية خمس دقائق كل أسبوع هي موعد البث لإسرائيل من هذا العميل، وتم القبض عليه، وإعدامه في ميدان عام بالعاصمة دمشق رغم محاولات إسرائيل المستميتة وضغوط من أمريكا لاسترداده، لكنهم ربما نجحوا في سرقة جثته بعد خمسين عاماً من هذا الحدث، فقد قرأت خبراً عن نجاح إسرائيل في اختلاس رفاة عميلها هذا خلال الثورة السورية التي اندلعت 2011م . ومع ذلك ما زال الكثيرون يؤكدون أنه مدفون بمكان سري ولم تفلح إسرائيل في العثور على رفاته..
يقول هربرت سبنسر عضو الكونجرس المسيحي:" إن اليهود في بلادنا يسيطرون على كل ما يسيطر على المعدة والعقل والغرائز، ولم يعد باقياً لدينا في هذا البلد إلا أن نغير نيويورك إلى جويورك ..." وفعلاً نيويورك 8 مليون منها 5 مليون يهودي، والمحكمة الدستورية العليا بها 9 قضاة منهم 7 يهود ... وكذلك بنيامين فرانكلين لما لاحظ اليهود يدفعون بأبنائهم إلى الجهاز الإداري بالدولة ودراسة القانون قال: خراب أمريكا سيكون على يد اليهود؛ فاليهود هم من موّلوا داعش لتفتيت سوريا والعراق وليبيا وبقي الدور على إيجبت، واليهود لا يملّون من البحث في مخططاتهم وإعادة تعديلها كل جيل، ولا ينسون أهدافهم التي وضعها أسلافهم منذ آلاف السنين... هكذا فكر اليهود، قائم على التقنّع بعيد المدى. وهو ما فعلوه في الثقافة العربية إذ نجحوا بالفعل في غرس بذورهم الفكرية والثقافية بذات الطريقة التي اعتادوا بها غرس عملائهم في كل مكان لا يمكن أن يتخيله بشر !
يُتبع ... (قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت ) (رابط الكتاب على نيل وفرات): https://tinyurl.com/25juux8h (رابط الكتاب على أمازون) : https://cutt.us/sxMIp ( رابط الكتاب على جوجل بلاي ): https://cutt.us/KFw7C #مصر_الأخرى_في_اليمن): https://cutt.us/YZbAA #ثورة_التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني
#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)
Mohamed_Mabrouk_Abozaid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراسلات تل العمارنة مزورة (5)
-
مراسلات تل العمارنة مزورة (4)
-
مراسلات تل العمارنة مزورة (3)
-
مراسلات تل العمارنة مزورة (2)
-
مراسلات تل العمارنة مزورة (1)
-
التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (6)
-
التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (5)
-
التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (4)
-
التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (3)
-
التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (2)
-
التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (1)
-
الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (8)
-
الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (7)
-
الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (6)
-
الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (5)
-
الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (4)
-
الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (3)
-
الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (2)
-
الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (1)
-
رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط (8)
المزيد.....
-
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية.. كيف يؤثر ذلك على المستهلك؟
-
تيم حسن بمسلسل -تحت سابع أرض- في رمضان
-
السيسي يهنئ أحمد الشرع على توليه رئاسة سوريا.. ماذا قال؟
-
-الثوب والغترة أو الشماغ-.. إلزام طلاب المدارس الثانوية السع
...
-
تظاهرات شعبية قبالة معبر رفح المصري
-
اختراق خطير تكشفه -واتساب-: برنامج قرصنة إسرائيلي استهدف هوا
...
-
البرلمان الألماني يرفض قانون الهجرة وسط جدلٍ سياسيٍ حاد
-
الرئيس المصري: نهنئ أحمد الشرع لتوليه رئاسة سوريا خلال الم
...
-
إسرائيل.. تخلي حماس عن السلاح أو الحرب
-
زكريا الزبيدي يتحدث لـRT عن ظروف اعتقاله
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|