أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية شناوة - من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟















المزيد.....


من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 20:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بقلم: جيفري دي ساكس *

إعداد عبدالله عطية شناوة

تعمل الحكومة الأمريكية بلا كلل على تشويه التصورات العامة للماضي، فيما يتعلق بحرب أوكرانيا، حيث تكرر إدارة بايدن بلا توقف الادعاء، أن حرب أوكرانيا بدأت بهجوم "غير مبرر" من جانب روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير 2022 ، لكن الولايات المتحدة هي في الواقع من قاد إلى الحرب، بطرق توقعها كبار الدبلوماسيين الأمريكيين. قبل أندلاعها بعقود، مما يعني أن تجنبها كان ممكنا، كما أن إيقافها الآن عن طريق التفاوض واجبا.
ربما كان النهج الأفضل لروسيا هو تكثيف الدبلوماسية مع أوروبا والعالم غير الغربي لشرح ومعارضة نزعة العسكرة والهيمنة الأمريكية. والواقع أن الدفع الأمريكي المستمر لتوسيع الناتو يواجه بمعارضة واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم، وكان من المحتمل أن تكون الدبلوماسية الروسية أكثر فاعلية من الحرب.
يستخدم فريق بايدن نعت "غير المبررة" باستمرار لوصف الحرب، وآخرها ما ورد في خطاب الرئيس بايدن في الذكرى السنوية الأولى للحرب، وفي بيان مجموعة السبع وفي بيانات الناتو. وببغائية تتبنى هذا الوصف وسائل الإعلام المؤيدة للحرب، وتكرر وصف "غير المبررة" ما لأ يقل عن 26 مرة في خمس مقالات أفتتاحية، وسبع مقالات، و14 عمود رأي لكتاب صحيفة نيويورك تايمز.
وفي هذا الوصف أنكار لأستفزازين أمريكيين رئيسيين، أولهما توجه الولايات المتحدة لتوسيع الناتو ليشمل أوكرانيا وجورجيا، لأستكمال محاصرة روسيا بدول للناتو في منطقة البحر الأسود ( أوكرانيا، رومانيا، بلغاريا، تركيا وجورجيا) ، وثانيهما الدور الأمريكي في أقامة نظام معاد للروس في أوكرانيا، من خلال الأطاحة العنيفة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط ـ فبراير 2014. بدأت الحرب واطلاق النيران في أوكرانيا، في ذلك التأريخ، أي قبل تسع سنوات، وليس في شباط ـ فبراير 2022، كما تريد الحكومة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي وزعماء مجموعة السبع أن يقنعونا.
يرفض بايدن وفريقه للسياسة الخارجية مناقشة جذور الحرب هذه، لأن الأعتراف بها من شأنه تقويض رواية تلك الأدارة، على ثلاث مستويات، أولا: أنه يفصح حقيقة أنه كان يمكن تجنب الحرب، كما كان يمكن أيقافها في وقت مبكر، وتجنب تدمير أوكرانيا، وتجنب خسارة الولايات المتحدة أكثر من مئة مليار دولا حتى الآن. ثانيا: فضح الدور الشخصي للرئيس بايدن في عملية إسقاط يانوكوفيتس، ودوره كـداعم قوي للمجمع الصناغي العسكري الأمريكي، وداعم لتوسيع الناتو. ثالثا: أحتمال أن يؤدي الكشف عن هذه الحقائق الى دفع بايدن الى طاولة المفاوضات، بما يقوض مسعى ادارته المستمر لتوسيع الناتو.
تظهر وثائق الأرشيف بشكل لا لبس فيه أن الحكومتين الأمريكية والألمانية قد وعدتا الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، مرارا وتكرارا بأن الناتو لن يتقدم "بوصة واحدة باتجاه الشرق" عندما حل الإتحاد السوفييتي حلف وارشو. ومع ذلك بدأ التخطيط الأمريكي لتوسيع الحلف في أوائل التسعينات. وقبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا بوقت طويل، في عام 1997 أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي زيغينيو برجينسكي بدقة ملفتة الجدول الزمني لتوسيع الناتو.
كان الدبلوماسيون الأمريكيون وقادة أوكرانيا يعرفون جيدًا، أن توسيع الناتو يمكن أن يؤدي إلى الحرب، ووصف الباحث السياسي الأمريكي الكبير جورج كينان توسيع حلف الناتو بأنه "خطأ مصيري"، وحذر في مقال نشره في نيويورك تايمز من أن ذلك قد يؤدي الى تأجيج النزاعات القومية والمعادية للغرب وتوجهاته العسكرية بين أوساط الرأي العام الروسي، ويحيي أجواء الحرب الباردة في علاقات الشرق بالغرب وينعكس سلبا على تطور الديمقراطية الروسية، بما يدفع السياسة الخارجية الروسية باتجاهات لا تروق لنا.
وفي مذكراته التي نشرها عام 2016 كتب وزير الدفاع في حكومة بيل كلينتون ويليام بيري الذي استقال احتجاجا على توسيع الناتو: كان أول عمل لنا في هذه اللحظة الحاسمة منتصف التسعينات بأتجاه سيء، حيث بدأ العمل على توسيع الناتو، وضم دول من شرق أوربا على حدود روسيا إلى الحلف. في ذلك الوقت كنا نعمل عن كثب مع روسيا وبدأوا هناك في التعود على فكرة أن الناتو يمكن أن يكون صديقًا وليس عدوا، لكنهم كانوا غير مرتاحين جدًا لوجود الناتو مباشرة على حدودهم، وتوجهوا لنا بنداء قوي بعدم المضي قدما في ذلك.
المدير الحالي لوكالة المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز، الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في موسكو عام 2008، أرسل من هناك تقريرا مطولا حذر فيه من المخاطر الجسيمة لتوسيع حلف الناتو، قال في جانب منه: أن تطلعات أوكرانيا وجورجيا للإنضمام الى الناتو لا تمس وتراً حساساً في روسيا فحسب ، بل إنها تولد مخاوف جدية بشأن عواقب ذلك على الاستقرار في المنطقة. روسيا لا تعي فقط الحصار والجهود المبذولة لتقويض نفوذها في المنطقة، بل هي تخشى أيضا من عواقب لا يمكن التنبؤ بها، وخارجة عن السيطرة، من شأنها التأثير على المصالح الأمنية الروسية، ويخبرنا الخبراء أن روسيا قلقة بشكل خاص من أن الانقسامات القوية في أوكرانيا حول عضوية الناتو، حيث أن مناهضة الكثير من روس أوكرانيا للعضوية يمكن أن يؤدي الى أنقسام كبير قد يتطور في أسوأ الأحوال الى عنف أو حرب أهلية. وهو وضع لا ترغب روسيا في مواجهته، لأنه سيتعين عليه أن تقرر ما إذا كانت ستتدخل في النزاع.
قادة أوكرانيا كانوا بدورهم يدركون بوضوح أن الضغط من أجل توسيع الناتو ليشمل أوكرانيا سيعني الحرب، حيث أعلن مستشار زيلينسكي السابق أولكسي أريستوفيتش في مقابلة له عام 2019 : "أن ثمن إنضمامنا الى الناتو هو حرب كبيرة مع روسيا".
خلال الفترة 2010 ـ 2013 دافع يانوكوفيتش عن الحياد ، بما يتماشى مع توجهات الرأي العام الأوكراني، فعملت الولايات المتحدة على الأطاحة به كما يكشف شريط مصور يظهر مساعدة زوير الخارجية حينها فيكتوريا نولاند والسفير الأمريكي في كييف جيفري بيات يخططان لحكومة ما بعد يانوكوفيتش قبل أسابيع من الإطاحة به، وفي مكالمة هاتفية مع نولاند أوضحت أنها كانت نتسق عن كثب مع نائب الرئيس آنذاك بايدن ومستشاره الحالي للأمن القومي جاك سوليفان، الذي يحتل الآن قلب السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا.
بعد الإطاحة بيانوكوفيتش ، اندلعت الحرب في دونباس ، وطالبت روسيا بشبه جزيرة القرم، بينما طالبت الحكومة الأوكرانية الجديدة من جانبها بعضوية الناتو، وقامت أمريكا بتسليح الجيش الأوكراني وساعدت في إعادة هيكلته، لجعله قابلا للعمل المشترك مع الناتو. وفي عام 2021 أكد كل من بايدن وقيادة حلف الناتو الألتزام بقوة بمستقبل أوكرانيا في الناتو.
في الفترة التي سبقت الغزو الروسي مباشرة ، احتل توسع الناتو مركز الصدارة في الأهتمامات الروسية، وفي السابع غشر من كانون الأول ـ ديسمبر 2021 طالبت مذكرة روسية موجهة الى الولايات المتحدة وحلق الناتو بوقف توسيع الحلف، في تحذير بأن ذلك التوسع سيكون سببا لحرب. وكرر بوتين ذلك في اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي، وفي خطابه الى الأمة الروسية في 21 شباط ـ فيراير 2022..
مؤخرا كتب المؤرخ جيفري روبرتس أن وقف الحرب ممكن من خلال صفقة روسية ـ غربية تقوم على وقف توسع الناتو، وحياد أوكرانيا، مقابل ضمانات قوية لأستقلالها وسيادتها. وفي مارس 2022 أعلن الجانبان الأوكراني والروسي، عن إحراز تقدم نحو حل نفاوضي سريع للحرب على أساس حياد أوكرانيا، ووفقا لرئيس الوزراء الأسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت الدي سعى الى التوسط لأنهاء الحرب، فأن أتفاقا بشأن ذلك كان على وشك أن يبرم، قبل أن تحول دونه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
وفيما تعلن إدارة بايدن أن الغزو الروسي غير مبرر، اتبعت روسيا عام 2021 خيارات دبلوماسية لتجنب الحرب، رفضها بايدن، وأصر على أن روسيا ليس لها رأي على الإطلاق في مسألة توسيع الناتو. وجنحت روسيا إلى الدبلوماسية في آذار (مارس) 2022 ، وتدخل فريق بايدن مرة أخرى لمنع نهاية دبلوماسية للحرب.
من خلال الأعتراف بأن مسألة توسيع الناتو تقع في قلب هذه الحرب ، فإننا نفهم سبب عدم إنهاء تدفق الأسلحة الأمريكية على أوكرانيا، وستصعد ورسيا حسب الضرورة لمنع توسع الناتو ليشمل أوكرانيا.
مفتاح السلام في أوكرانيا هو التفاوض حول حيادها، وأصرار إدارة بايدن على توسيع حلف الناتو ليشمل أوكرانيا يجعل منها ضحية لطموحات عسكرية أمريكية خاطئة وغير قابلة للتحقق.

* جيفري د. ساكس أستاذ جامعي ومدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، أدار معهد الأرض من عام 2002 حتى عام 2016. وهو أيضًا رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة ومفوضًا في لجنة النطاق العريض التابعة للأمم المتحدة.

نص المقال باللغة الأنغليزية
https://www.commondreams.org/opinion/the-war-in-ukraine-was-provoked-and-why-that-matters-if-we-want-peace



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياء واشنطن وأتباعها في زعم حماية الحقوق والحريات
- نحن والمقاومة الفلسطينية
- السلام عليكم ورحمة الله
- الأشرار يغنون أيضا
- هل ستتكرر مأساة السودان في العراق؟
- عن (( الديمقراطية العراقية )) العتيدة!
- الغطرسة مكون أصيل في الشخصية الأوربية المعاصرة
- رحيل الفتى المتمرد
- حول الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن
- علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم
- الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))
- مشاعرنا
- رؤية بعد الستين .. عن أسباب سقوط قاسم
- السويد تتخلى عن غصن الزيتون
- حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم
- السلاح النووي أداة ردع لا أداة أنتصار
- في السادس من كانون .. نحتفل أم نقيم مراسم للعزاء
- الفقر والنظافة
- من المسؤول عن تخلف اللغة العربية؟
- نظرة مكثفة لخريطة الصراع العالمي


المزيد.....




- سارت خلف المنضدة وهددته.. كاميرا توثق ما فعلته سيدة بعد مهاج ...
- دخلت قصر صدام وحاولت الإيقاع بالقذافي.. -فخ العسل- ورحلة الت ...
- السفارة السورية في الأردن تحصي عدد الجوازات التي أصدرتها بعد ...
- إسرائيل.. مستشفيات الشمال تخرج من تحت الأرض بعد أشهر من الحر ...
- تايلاند: إحياء الذكرى العشرين لتسونامي المحيط الهندي في بان ...
- المغرب.. السلطات تحرر الحسون (صور)
- عاجل | مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مستشفى ك ...
- الائتلاف السوري ينضم للإدارة الجديدة بمهاجمة إيران
- طعن شرطي تونسي خلال مداهمة أمنية
- قتل ودمار وحرق.. هذا ما خلّفه الاحتلال في مخيمات طولكرم


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية شناوة - من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟