سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 09:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا نملك سوى الغفران..
يامن حطمت تماثيل القرون..
ورسمت فوق جدران الكهوف
خطوطا من نار
..
أيها القمر المفتون..
ظلك في الكون يدوي وانابين ذراعيك
وعلى رأسي طائر الموت .. وأنسى لحظة ..
ذلك الليل الهمجي .. لم يبق فيه سوى صفير المقابر ..
تلفني يداك المملوءتان رغبة للشوق والعناق ..
ضوء القنابل المتناثرة أنار المبنى الحجري.
النسوة المتصارخات على وجبات الماء المنسابة من بقايا قطرات المطر ..
في الليل كان المبنى الحجري مأوى للوطاويط والمهربين..
في ذلك الليل الهمجي ..
هاجر إليه آلاف الحذاق والمساكين ..وكل أصناف البشر .
أنام الرعب عيون الأطفال والجدات
وتصارخت رغبات الشباب في لقاء الحب والموت
متوازيان لا يلتقيان.. عيون تتطلع في عيون
..
أصبح الكون كهفا منسيا..
لارؤية فيه سوى ومضات العيون
ووميض الراجمات .. وألوان النيران المتصاعدة ..
والتي لم يستطع أي رسام إخراجها للحياة ..
ألوان قوس قزح
لاتحمل الربيع والفرح.. بل الموت الزؤام .
المبنى العميق الأسس يرتج على صوت الراجمات
والنسوة المنكفآت للداخل يلملمن شتات أجسادهن المبعثرة..
لاصوت لاصمت ..
أصبح المبنى الحجري الذي كان ملعبا
في يوم (ما)كتلة صامتة .. لا أحد يتحرك..
الخوف شل الآلاف المرتعبة أبدا ..والمختبئة تحت الجدران
أي تعويذة لا ترد غضب الهمجية والموت .
………
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟