كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 08:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تفجرت الاوضاع من جديد في كوسوفو، ولاحت في الأفق بوادر مؤكدة لتجدد الصراع مع صربيا. .
فقد تفاقمت الازمة الجديدة بعد تعنت أبناء الأقلية الصربية الموجودين في شمال كوسوفو، والمقدر تعدادهم بنحو 120 ألفاً، ومقاطعتهم لدعوات إقامة رابطة بلديات في شمال كوسوفو. ورفضهم لسيطرة الألبان على المجالس المحلية هناك، فاضطربت الاوضاع هناك، وتوسعت الصدامات بين الشرطة الكوسوفية والاقلية الصربية، الذين احرقوا سيارات الشرطة في 3 مناطق قريبة من الحدود مع صربيا. وسرعان ما أعلن أعضاء مجلس الأمن الصربي عن حالة التأهب القصوى في صفوف فرقهم القتالية، واصفين الاجراءات الكوسوفية بالوحشية في التعامل غير الإنساني مع الأقلية الصربية. في حين اعلنت موسكو عن دعمها لصربيا، واستعدادها لحماية حقوقها وسيادتها وسلامة أراضيها في حال تدخل النيتو لدعم كوسوفو. وبات واضحا إن موسكو تراقب تدهور الأوضاع هناك، وإنها تدين بشدة الخطوات الاستفزازية التي جعلت الاوضاع تقترب من الانفجار، وترى انها باتت تهدد أمن منطقة البلقان بأكملها، وحمّلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المسؤولية عن ذلك. وأصدر وزير الدفاع الصربي (ميلوس فوسيفيش) أوامره بتحريك قواته نحو حدود كوسوفو بذريعة حماية الاقلية الصربية. .
في مقابل ذلك، حمّلت الولايات المتحدة صربيا مسؤولية التصعيد في المناطق الشمالية من كوسوفو. محذرة من أن أي محاولة تسلل لعسكريين صرب في زي مدني إلى شمال البلاد ستعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر، واتهمت النظام الصربي بتصعيد الوضع لضمان بقائه. .
اعذار من هنا ومبررات من هناك، وفوضى هنا وتوتر هناك. وكلها مؤشرات تؤكد بما لا يقبل الشك والتأويل اننا اصبحنا على مسافة قريبة من مشاهدة النسخة الثانية من فيلم الحرب الصربية الكوسوفية. بسيناريو دموي جديد يضاف إلى سيناريو الحرب الروسية الاوكرانية حتى تكتمل صورة الدمار والخراب في عموم البلدان الاوربية، التي اصبحت العوبة بيد شركات النفط والغاز الامريكية، باعتبارها الرابح الاكبر من تدهور الأوضاع في المناطق الاوربية المهددة بالزوال. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟