أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - صور لا توجد إلا في غزة!














المزيد.....


صور لا توجد إلا في غزة!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 04:51
المحور: كتابات ساخرة
    


في غزة يمكن لأي شخص أن يتذوق المعروضات من البضائع مهما كان ثمنها فوق حوامل المخصصة لعرضها، وكثيرا ما يحدث ذلك بلا استئذان من البائعين، ويمكن للمتذوِّق أن يغادر المكان بلا شراء، لا يجرؤ أصحاب البضاعة على اللوم والاعتراض، والحجة أنَّ البضاعة التي تَستدرُّ الشهوةَ وتُشتهى من المساكين والفقراء المعدمين لا تحل فيها البركة، فلا تُباع!
في غزة أيضا يُصر كثيرٌ من البائعين على مراعاة الوزن الدقيق للبضاعة، لأن هؤلاء البائعين يخشون غضب الله عليهم إذا أخلوا بالميزان امتثالا لقوله تعالى: "وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ"وفي الوقت نفسه يمكن للبائع نفسه أن يغش الشاري في السعر، ويُقسم بالله قسما ليس صادقا أن بضاعته مختلفة وذات جودة عالية!
في غزة وحدها يُوقِفُ شرطيُ المرور السيارات التي تُخالف قانون السير، يفحص أوراقها بدقة، ثم يصور رقمها بهاتفه الشخصي بطريقة حضارية إلكترونية، ويسمح للسائق بمواصلة السير، ثم يُغذي الكمبيوتر فورا بالمخالفة عند تجديد الترخيص، وفي الوقت نفسه لا يستطيع أن يُوقف عربات الأحصنة والحمير ولا حتى الدراجات النارية السريعة جدا التي تسير عكس اتجاه السير بتهور وتحدٍ صارخ، أو تقتحم ممرات المشاة النادرة، والحجة أنها غير مبرمجة في نظام المرور في غزة!
في شارع ضيق في غزة يفاجئك عددٌ من البائعين برش رذاذ العطر من قوارير يحملونها في أيديهم على ملابس السائرين لجذب الزبائن، وما أكثر البائعين الذين يُشعلون النار في مكعبات وأعواد البخور في الشارع العام كدعاية للرائحة الجميلة!
وفي الوقت نفسه يُلقي بائعون آخرون بجوارهم مخلفاتِ محلاتهم في الشارع العام، لأن الشارع العام مِلكٌ للجميع، ولا يحق لأحدٍ أن يعترض!
هل جربت في غزة أن تشتري بطاريةُ لهاتفك المحمول من الطراز القديم؟ جرب وسوف يفاجئك البائع عندما تسأله، ما الدليل على أنها مشحونة، يبتسم البائع في وجهك، ثم يلحس بلسانه طرفي البطارية السالب والموجب، وهو يقول: إنها تلسع اللسان، إذن فهي مشحونة!
كثيرون في غزة ما يزالون يفحصون أنبوبة الغاز الممتلئة باستعمال شعلة الولاعة!
في غزة وحدها يستطيع صاحب الدكان أو المحل التجاري أن ينزع بلاط المشاة المخصص للمشي على الرصيف المقابل لمحله ثم يُغيره ببلاط على ذوقه الخاص، حتى لو أدى ذلك إلى زحلقة المشاة، ووقوعهم!
في غزة فقط يمكن لأصحاب المحلات أن يغتصبوا الرصيف المخصص للمشاة بالكامل وذلك بوضع محرك كهربي خاص لهم، أو ينصبون في وسط الرصيف خيمة دائمة للمعروضات، أو يحتكرون الرصيف مطعما ومكانا للشواء، ويُثبِّتون أركانَ مطعمهم في رصيف المشاة بأسياخٍ حديدية مدببة تعترض طريق السائرين، وبعضهم لا يكتفي بذلك، بل يغتصب جزءا آخر من الإسفلت المخصص للسيارات!
في غزة أيضا وظيفة مؤقتة لا توجد إلا فيها، وظيفة يتمناها كثيرون، تتراوح مدتُها بين شهر واحد وستة شهور، هذه الوظيفة ممولة من مؤسسات دولية في الخارج، مخصصة لتنظيف شوارع غزة من الرمال والغبار، يقوم العمال بإزالة الرمال من الأسفلت، ثم يكومونه على طرف الإسفلت القريب، وما إن تهب الرياح في اليوم التالي، حتى تعود الرمالُ إلى أماكنها من جديد، ثم تأتي فرصة عملٍ أخرى جديدة لعاملين آخرين ليقوموا بالدور نفسه! يبدو أن المانحين الكرام استحدثوا هذه الفرصة لكي يُطبقوا علينا الحكمة العبثية القائلة: "عمالُ فلسطين يطاردون الغبار ويزرعون البحر مِلحا"! هذه الوظيفة اسمها غريب (عامل بطالة)!
في غزة فقط، ينشر مؤلفو الكتب إصداراتهم على حسابهم الخاص، أو يُغامر بعضُ الناشرين بطباعة بعض الكتب، وقد يُكافئ الناشرون مؤلفي الكتب مكافأة رمزية يمنحونهم بعض الأعداد من كتبهم مجانا كرما ومِنة، أما زملاء هؤلاء الكتاب ومعارفهم ومقربوهم فإنهم يطاردونهم ليحصلوا منهم على إهداءٍ مجانيٍ بتوقيعهم ليحظى الكتابُ المساكين بالشكر والامتنان، وإن لم يفعلوا فهم مذمومون!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة يهود كولومبيا إلى إسرائيل!
- غزل في صواريخ غزة!!
- جاك ما برفسور في جامعة تل أبيب!
- أنواع المنفرات في صفحات التواصل!
- لأنه يساري لم يؤبنه نتنياهو!
- هل شهر رمضان شهر الشهوات؟!
- جمعيات تستقطب إلى الأوطان، وجمعيات تطرد أهل الأوطان!
- حي بني براك الأصولي، يحتل مدينة تل أبيب العلمانية!
- طرائف أدباء الجزائر
- عنصريان، ماكرون، سموترتش!
- قصة مستوطنة إسرائيلية عنصرية!
- هنيبال إسرائيل!
- كاوبوي المستوطنين!
- جرائم القرصنة الرقمية
- زلزال أغادير وشحن العواطف!
- التعليم العملي!
- التنقيب عن القبائل المفقودة!
- كتيبة القمع والتعذيب في جيش إسرائيل!
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج!
- قصتان في عهد حكومة الحاخامين!


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - صور لا توجد إلا في غزة!