خورشيد الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 01:21
المحور:
الادب والفن
وطني اﻷكبر وعمق وجداني وجذوري الممتدة إلى كل ذرة من ترابه قلبي معك.
أنا فلسطين الشاهدة والشهيدة،الشاهدة على التاريخ منذ ما قبل اليبوسيين العرب حتى زمان المتخاذلين العرب، وأنا الشهيدة التي لا تموت والدم الذي لا ينضب والجرح المفتوح على كل اﻷزمنة وكل عواصم وطني اﻷكبر من المحيط الهادرالى الخليج الثائر وإن كبى الفرسان...
أنا فلسطين اﻷرض وفلسطين الهوية وفلسطين المنشر والمحشر وفلسطين المبدأ والمنتهى وفلسطين الجاثم على صدرها تاريخ من الخبث اليهودي ويعمل في نحرها ذبحا وطعنا بكل ما أوتي الصهيوني من زخم أسطوري حاقد ليشهد موتي والغائي ولكنني لم ولن أموت،أنا فلسطين التي تتجدد كل صباح وكل مساء وتولد أكثر قوة بعد كل طعنة وأكثر رونقا بعد كل شهادة وأكثر قوة بعد كل مؤامرة.ولكني خائفة عليك يا وطني اﻷكبر.
طالما أحتفظ بملامحي وأعلن في كل مواقع المواجهة أنني حاضرة وأقاتل وأتمسك بهويتي وأكتب عناوين قبور اﻷجداد باللغة العربية وبأسماء عربية وأخاطب ذرات تراب اﻷرض من البحر إلى النهر بلغة عربية ويفهمني فأنا على قيد المقاومة، ومحال أن أموت،ولكني خائفة عليك يا وطني اﻷكبر.
أنا فلسطين التي تشحذ السكين على مبرد روحها وتحمل من روح العنفوان نطفة الكرامة وتهز جذع ضمير الكون فيسقط مني جنيني شهيدا قبل الولادة ،فأنا اﻷم أشير بوجعي لجرح يتبع جرحا ويكلم وجعي كل جبابرة اﻷرض فمعجزتي أني ألد هوية والهوية لا تموت،لكني خائفة عليك يا وطني اﻷكبر.
أنا فلسطين كاملة غير منقوصة ولا مبتورة ولا مشوهة من البحر إلى النهر،جاء الكثيرون فذاقوا السم وارتحلو،وكما اليوم كان اﻷمس لقد اعتدت مواجهة لصوص التاريخ ،بقيت أنا،أما العابرون فذاقوا السم وارتحلوا، ولكني خائفة عليك يا وطني اﻷكبر.
يا وطني اﻷكبر،أنا فلسطين الحرة بكامل قواي التاريخية،لا آبه للزمن ولا لجبابرة اﻷرض ولا للطغيان،سلاحي حجر سكين طلقة لا يهم،فسلاحي المعجز إيماني أني باقية ما بقي الزعتر والزيتون ،سلاحي المعجز أن التاريخ يقاتل في نفس الخندق ضد عدوي،سلاحي المعجز أني ما زلت القبلة اﻷولى وسأبقى ما دام للحرم حرمات فانا الحرم الثالث في رحمي ولا ينكرني الا ديوث تاجر في أقدس بقع اﻷرض وساوم بالدرهم والدينار وقايض بالتاج ولم يتقن شرف الحرص على اﻷرض وساوم بالعرض ،فأنا باقية يا وطني اﻵكبر لكني عليك أخاف عليك...
#خورشيد_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟