أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - حضارة العولمة والذكاء الإصطناعى














المزيد.....

حضارة العولمة والذكاء الإصطناعى


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 16:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من ضمن تعريفات الحضارة إنها الناتج المادى والثقافى والفكرى لأمة من الأمم ، وهناك من يعتبرها نظام اجتماعى يساعد الإنسان على التطور وتغيير النظم الاقتصادية والسياسية والأخلاق والفنون والثقافة ، ولكن منذ حوالى ثلاثين عاما دخل الإنسان فى ظل مرحلة حضارية جديدة وعولمة جديدة جعلت العالم كله مترابطا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفنيا ورياضيا وعلميا وتعليميا وصحيا ، وكانت العولمة تهدف فى بداية الأمر إلى سيادة الفكر الغربى (الليبرالى الرأسمالى) ولكن بعد عدة سنوات استطاعت بعض دول شرق العالم تغيير الأمر والوقوف أمام الفكر الغربى لتخرج عولمة عديدة متعددة الاتجاهات تقضى على مفهوم سيادة الفكر الغربى ، حيث خرجت عولمة الصين من عباءة حزب شيوعى غير ديموقراطى ولا ليبرالى . وبالتالى ظهرت تغيرات حضارية كبيرة مع مطلع الألفية الجديدة بعولمة من نوع متغير عما كانت تبغيه الولايات المتحدة ، فالعولمة الاقتصادية فتحت الآفاق لدول شرق آسيا لتنافس الولايات المتحدة والدول الغربية اقتصاديا ، واتسعت أيضا العولمة الثقافية بطريقة غير مسبوقة لتضم العالم أجمع بكل فنونه ومعتقداته وطرق تصرف مجتمعاته فى الملابس والموضة والأكل والشرب والانتقال والترفيه والبناء والتشييد وغير ذلك من مظاهر الحضارة ، وبالتالى أصبحت الان هناك حضارة عالمية (حضارة العولمة والذكاء الاصطناعى) تتفوق على الحضارة الغربية وتتسع بصورة أكبر من اتساع الحضارة الاسلامية وحضارات الشرق الأوسط وحضارة الصين وحضارة الهند وتذيب فروق الزمن ليكون الاتساع فى عدة سنوات وليس عبر قرون كما كانت تفعل الحضارات القديمة.
المذهل أنه منذ سنوات قليلة تطورت وسائل العولمة الحديثة عبر الذكاء الاصطناعى لتدخل مرحلة جديدة تنافس بها جميع الحضارات القديمة وتتفوق بطريقة مذهلة جعلت الفوارق الاجتماعية والنفسية والدينية والثقافية واللغوية بين البشر تذوب شيئا فشيئا ، فالعالم أصبح أكثر تغيرا من الناحية الاجتماعية وبدأت ملامح الفردية (العيش بدون زواج أو أسرة) تظهر فى تعبيرات "المرأة القوية المستقلة" وبالطبع إذا استقلت المرأة كعنصر أنثوى ستنتهى بالتدريج مرحلة الأسرة القديمة ، ثم تعاظمت فى ظل العولمة الحرية الجنسية التى غالبا ما تناقض فكرة الزواج القديمة وتجعل العلاقات خارج إطار الزواج علاقات مقبولة وهى علاقات أيضا غير ثابتة وتبتعد عن نظام الأسرة القديم المتوارث عبر آلاف السنين ، إلى أن بدأت مرحلة الزوجة او الزوج الروبوت أو المساعد أو الشغالة الروبوت الذى يستطيع أن يكون الرفيق غير الإنسانى للإنسان فيكلمه ويحدثه ويساعده إن كان كبير السن وهو ما ظهر بالفعل مع طموحات أحد انبياء الذكاء الاصطناعى "إلون ماسك" بعد نجاح تجربة الروبوت صوفيا (هونج كونج) عام 2018 ، وقد بدأت معظم دول العالم المتقدم دعم الروبوتات خاصة دول شرق آسيا لتصطبغ الروبوتات بصبغات إنسانية وعاطفية أيضا.
ولم يقف الأمر عند التغير الاجتماعى بل امتد التغيير إلى جميع مناحى الثقافة من معتقدات وملابس ومأكولات ومشروبات وطرق بناء وصواريخ فضاء تستعد الآن للرحلات السياحية خارج الأرض .
أما التغير العسكرى فى حضارة العولمة والذكاء الاصطناعى فقد امتد إلى "الدرونز" وحروب الروبوتات التى ظهرت كقوة كبيرة فى حرب روسيا-اوكرانيا حيث تستطيع الطائرات المسيرة المتحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعى أن تحمل قنابل وأسلحة وإمدادات وبالتالى فهى إحدى أدوات التدمير بعد أن كانت أحدى أدوات التطوير فى بلاد مثل سنغافورة حيث تستطيع توصيل طلبات المستهلكين وبذر البذور فى المناطق النائية وتصوير المناطق التى لا يستطيع البشر الوصول إليها .
إذن نحن أمام حضارة جديدة لها مميزات غير مسبوقة فى سرعة تطورها بحيث أصبح يومها كعام من أعوام القرن التاسع عشر وكشهر من أشهر القرن العشرين ، وتواصل خلالها البشر حول العالم بطريقة غير مسبوقة بالصورة والصوت فى نفس اللحظة لتصبح تلك الحضارة حضارة عالمية بالفعل.
ربما يحتاج الأمر إلى تفسير جديد ليس عبر المفكرين الكلاسيكيين بل عبر نوعية جديدة من المفكرين المنغمسين فى تلك العولمة ولكن فى نفس الوقت يحملون تفاسير تقيّم وتقوّم فى نفس الوقت تطورات العولمة والذكاء الإصطناعى الذى جعل الإنسان يتغير اجتماعيا ونفسيا وثقافيا وعلميا فى كل مكان فى العالم ، وقد بدأت تلك النوعية من المفكرين تظهر فى شرق العالم الآن ممن يحاولون تفسير مستقبل العالم القادم فى ظل حالة من عدم الاتزان فى بعض الدول الغربية وحالة الذهول فى منطقة الشرق الأوسط.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عولمة الفن العربى
- أوركستر يناير
- آخر أوراق الشجرة
- حينَ ابْتَسَمَتْ كارْلا
- لم أختر زمنى
- نهاية عصر العلم للعلم وبداية عصر المشروعات التطبيقية والشركا ...
- لقد تأخرنا يا لورد ولكن
- ما الذى يجرى فى العالم المتغيرلنلحق به
- نحو ثقافة عربية شرق أوسطية جديدة
- الشرق شرق والغرب غرب وبينهما أمم متشابهات
- رونالدو فى السعودية عبر اقتصاديات عالمية جديدة
- القرن الحالى هو قرن آسيا والعولمة الأسيوية
- العولمة العلمية بين العلم والدين
- اشتراكية العولمة هل هى النموذج القادم
- وجهات نظر عالمية أخرى فى التقدم والتطور
- هل يمكن للعلم أن يعيد كتابة التاريخ ؟
- بين العولمة الثقافية والدين
- هل تغيرت طبيعة الوظائف وهل ستتغير مع وبعد جائحة كورونا ؟
- مشاكل الأديان مع العولمة الثقافية والاجتماعية وتنامى المعرفة ...
- القضايا الاجتماعية والأحوال الشخصية فى عصر العولمة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - حضارة العولمة والذكاء الإصطناعى