أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشا الخفاجي - مقاهٍ لها تاريخ














المزيد.....

مقاهٍ لها تاريخ


رشا الخفاجي
(Rasha Alkhfaji)


الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 18:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عندما تناول الاوربيون تلك المادة البنية اللون شعروا لأول مرة بالحياة تدب في اجسادهم المخدرة بفعل الخمر , فظهر عليهم النشاط والحماس وبدأوا بالتفكير والابداع في اعمالهم ,بارتيادهم المقاهي .
يقول عن هذا الكاتب ستيفن جونسن: "كان تأثير انتشار القهوة في أوروبا في القرن السابع عشر قويًا للغاية، فحتى ذلك الوقت، كانت أكثر المشروبات انتشارًا، حتى على الفطور، هي الخمر والجعة. وأولئك الذين استبدلوا القهوة بالخمر بدأوا يومهم في يقظة ونشاط، وتخلصوا من حالة الارتخاء والسُكر، ومن ثم تحسن أدائهم في العمل كمًا وكيفًا. بدأت أوروبا الغربية حينئذ تستيقظ من حالة الثمالة التي سيطرت عليها لقرون.

"ولدت ثمار القهوة، مثل أي ثمار، في الهواء الطلق، وظلت تنمو لحقب لا يعلم مداها أحد دون أن يعرف أي شخص عن مفعولها وطعمها السحريين شيئًا. وتقول الأسطورة إن مزارع صغير قد لاحظ يومًا اليقظة والنشاط التي تبثها شجرة غريبة في عنزاته عندما تتناولها، فتجرأ هو أيضًا وجربها، لتترك داخله حيوية لم يعهدها من قبل. فأسرع يخبر أبناء القرية عنها، وصاروا جميعًا يدأبون على تناولها. لا نعرف أين أو متى وقع هذا، لكن الأكيد أن القهوة قد زُرعت للمرة الأولى في إثيوبيا".
اما في الدول الاسلامية ففي عام 1623، كان في إسطنبول وحدها 600 مقهى.كانت المقاهي في أول انشائها أماكن للتشاور وابداء الآراء والاحتجاج على السلطة الحاكمة والتعبير عن الفنون والشعر والحديث عن مشاكل المجتمع وجمعت كل طبقات المجتمع الغني والفقير المثقف والعالم والامي "وصارت المقاهي بمثابة "جامعات رخيصة". فلقاء قرش واحد، تستطيع الجلوس والتمتع بفنجان قهوة يصحبه نقاشات ثرية حول كل شيء في العالم", يقول لويس لوين "في المقاهي، أثناء احتساؤهم الفنجان تلو الآخر، يستلهم السياسيون الحكمة فيما يتعلق بكل أمر دنيوي" من اشهر المقاهي في العالم الغربي والعربي والعراقي على وجه الخصوص التي شهدت احداث مختلفة المجالات مقهى دي فوي في باريس حين جلس الصحافي والمفكر السياسي كامي ديمولان في الثالث عشر من يوليو عام 1789 يخطط لاقتحام الباستيل، اطلق شرارة الثورة الفرنسية التي غيرت تاريخ أوروبا والعالم. ومن المقاهي أيضًا أن انطلقت ثورات 1848 في برلين والمجر وفينيسيا، أما مقهى «نيويورك كافيه» الذي يعود الى 125 عاما على أنشائه لم يكن مجرد مقهى، بل بمثابة نقطة الانطلاق للأدب المجري الحديث، فقد كان جميع الكتاب والشعراء الأكثر شهرة يأتون هنا، وكان المكان دائماً مكتظاً بالكتاب ,فيما شهد مقهى اغوتوند "La Rotonde" رسم احدى لوحات بيكاسو كم يقال .
وعلى صعيد العراق فالحديث عن مقاهيه واسع وثري بالأحداث مثل مقهى البولنجية سابقا، والذي تغير اسمه نتيجة وجود الراحل جميل صدقي الزهاوي الدائم فيه، تناسى الناس اسم المقهى الأصلي لينسب بعدها إلى هذا الشاعر المعروف.كان المقهى قبلة للعديد من الشخصيات البارزة وقتها، أمثال رئيس الوزراء في العهد الملكي نوري السعيد وجعفر أبو التمن الذي يعد أحد أبرز قادة الحركة الوطنية، ومن زعماء ثورة 1920 ضد الاحتلال البريطاني، كما كان منتدى للنقاشات الأدبية والثقافية التي يشارك فيها نخبة المجتمع العراقي.
ولدينا مقهى "عارف آغا" كان مُنطلقاً لتظاهرات الأحزاب والقوى الوطنية والمُثقّفين ضد الاحتلال البريطاني والحكومات المُتعاقِبة وصولاً إلى ثورة 14 تموز/يوليو 1958. وفي أحد جوانب شارع الرشيد ومقابل جامع الحيدر خانة يقع مقهى حسن عجمي -وصاحبه أبو فلح -، حيث السحر وأصالة المكان وعَراقته. من هذا المقهى انطلقت أولى التظاهرات التي تقدّمها الشاعر محمّد مهدي الجواهري ليُلقي قصائده الوطنية ومنها قصيدة "أخي جعفر":
أتعلم أم أنت لا تعلم بأن جراح الضحايا فمُ
فم ليس كالمدعي قولةً وليس كآخر يسترحم.

فيما اشتهر مقهى عزاوي بالأغاني والبستات البغدادية (الأغاني الشعبية التراثية) التي لايزال العراقيون يستمعون إليها حتى هذا اليوم، وكان يرتاده المُغنّون والفنانون والشعراء.

وذاع صيت مقهى البيروتي بعد احتضانه ثلّة من الأدباء والشعراء والفنانين، مثل الشاعر الفقيه محمّد سعيد الحبوبي والمرحوم ملا عبود الكرخي ويوسف العاني وخضر الطائي وعبد الحميد الهبش وآخرين.
المرحوم فائق التكريتي كان أول مَن تركوا المقهى، حتى ورد ذكره في قصيدة للشاعر الملا عبود الكرخي المنظومة في العام 1924 قال فيها:

"ترك كهوة البيروتي
الشهم فايق التكريتي
تركها، حق معاه قمار
بيها لعب ليل نهار
كال "الصاي" كال "الزار".



#رشا_الخفاجي (هاشتاغ)       Rasha__Alkhfaji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محتوى هابط .. محتوى هادف
- سر الحياة
- حياتك مهددة بعطسة
- قعدة رجالة
- العراق ضحية الفيروس ام الجهل ؟
- فتاة من ورق ما جدوى الكتب اذا لم ترجعنا الى الحياة ، اذا لم ...
- تاريخ نشأة نقابة المعلمين العراقيين من سنة (1958-1979)
- اندثار لغة الام
- مراحل تكون الكاتبة
- مهزلة العقل البشري( المرأة وموجة الغرب)
- القدوة الحسنة
- مظاهر وقشور
- صراع المدنية والبدائية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشا الخفاجي - مقاهٍ لها تاريخ