عولمة الفن العربى

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 13:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

بداية يجب أن نقدم التحية لتونس لوصول فيلم تونسى بمخرجة تونسية إلى مهرجان "كان" السينمائى وترشحه للفوز " فيلم بنات أُلْفَه" ، وهذا يدل على تقدم عربى قوى تجاه الفن العالمى وبمعايير عالمية أيضا ، حيث بدأت المعايير الأوروبية فى التغير بعد فترة طويلة من إجبارية وجود مشاهد حرية جنسية أو مثلية فى الأفلام المرشحة للفوز فى المهرجانات الغربية الكبرى.
لقد بدأت العديد من الدول الشرق أوسطية فى فهم المعايير العالمية فى الفنون خاصة فى فترة العولمة الجديدة ومن بينها تونس وإيران وتركيا والمغرب ، وفشلت دول عريقة فى فهم طبيعة التطورات الثقافية مع مطلع الألفية الجديدة ، وقد بدأت دول الخليج وعلى رأسهم السعودية والإمارات فى فهم طبيعة عولمة الفن والثقافة وربما تصل إلى قمة التطور فى منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة ، فهى فى طريقها الواضح إلى عولمة الفن والإعلام والرياضة وتقديم الدعم للمبدعين فى تلك المجالات ليس عبر الدولة والتعليم فقط بل عبر المنظمات غير الحكومية أيضا والتى تملك فى عصر العولمة حرية الحركة بصورة أكبر من الحكومات فى مجال الفن والثقافة لإنها تستطيع الوصول للشباب وصغار السن .
إن الفن الجديد فى عصر العولمة بدأ يخرج من إطار الدولة والمؤسسات إلى آفاق أرحب من الثقافة والفن بالوصول إلى الإنسان الفنان نفسه وخاصة الفنان المبدع الذى يمكن أن يصل للعالمية عبر منصات العولمة الكبرى كما فعلت أغنية "جانجم استايل" التى غيرت عداد يوتيوب وهى أغنية كورية بلا إمكانات تقريبا استطاعت الوصول للعالمية فى أيام معدودة. وأيضا بدأت إبداعات الفنانين الرسامين والمصورين والنحاتين تصل من الفردية إلى العالمية عبر العولمة التى يمكن أن تجعل صورة جميلة لمبدع تجوب العالم خلال ساعات قليلة ، بل إن أدوات العولمة نفسها استطاعات تمييز السرقات الفنية حتى لو لم تكن وسائل العقاب كافية فى هذا العصر ولكن يكفى الوصول إلى تمييز السرقات والاقتباسات . وبرغم التقدم فى عولمة الفن والثقافة بصورة كبيرة إلا أن عولمة الأدب تأثرت أيضا حتى لو لم تكن بنفس القوة حيث أخذت أيضا إبداعات القصاصين والشعراء تتحول إلى العالمية عبر وسائل النشر الالكترونى التى تخرج عن حاجز اللغة والدولة والمجتمع إلى آفاق أرحب من العالمية.
قد تكون إرهاصات العولمة الفنية الجديدة غير مفهومة لبعض الناس من الأجيال الأكبر سنا فيعتبرونها نوعا من تشتت الهويات وطغيان التكنولوجيا او حتى "ثقافة الهيافة" ، إلا أن العولمة الفنية الجديدة تجد طريقا بين الشباب ليس على طريقة أفلام العرى " البورنو" القديمة ولكن عبر فن جديد عالمى سريع التقلب والتغيير يعشقه الشباب وصغار السن الذين يمثلون أكثر من نصف سكان العالم .
دعوة للشباب المصرى والعربى أيضا أن يهتموا بالفن بأنفسهم دون اللجوء للدولة وللتقوقع واليأس فى عصر يمكن فيه الفنان الجاد المخلص أن يصل للعالمية عبر منصات خارج بلاده تقدر الفن الراقى ويمكن الوصول إليها بتبنى أدوات العولمة نفسها عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى .

#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات