أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاهد جمعة الخطيب - شذرات من الفلسفة والادب-الإنسان في الكون: تفاعله مع المشاعر وتجاربه الشخصية (60)














المزيد.....

شذرات من الفلسفة والادب-الإنسان في الكون: تفاعله مع المشاعر وتجاربه الشخصية (60)


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 07:04
المحور: الادب والفن
    



عندما ننظر في صفحات هذا الكون نجد انه اسبق في الوجود من الانسان، بل وان وجود الانسان نفسه حدث طارئ في هذا الكون، ومع ذلك فان الانسان يصور هذا الكون من خلال مشاعره ليتحدث بنسبية عجيبة تجعل من الكون شاهدا او شواهد على حالته النفسية فيصبح لخضار الربيع لونا أجمل ويصبح نسيم الفجر او المساء ذا تأثير أكثر.
يمكننا اعتبار الإنسان ككيان فريد في هذا الكون. يمتلك الإنسان القدرة على التفكير والإدراك والشعور، وهذه القدرات تمنحه القدرة على تجربة العالم بشكل فريد وشخصي. يمكن للإنسان أن يصور العالم ويعبر عنه من خلال مشاعره وتجاربه الشخصية.
عندما ينظر الإنسان إلى الكون، قد يتأثر بجمال الطبيعة وتناغمها ويستوحي منها مشاعر إيجابية. قد يجد الإنسان الربيع أكثر إشراقًا وجمالًا، وقد يشعر بسعادة عندما يشاهد غروب الشمس أو صباح الجميل. وعلى العكس، قد يتأثر الإنسان سلبًا عندما يشاهد مناظر قاسية أو يعيش تجارب صعبة.

هذا التأثير الذي يمارسه الإنسان على العالم من حوله يمكن أن يكون نتيجة لطبيعة الوجود البشري والعلاقة الفريدة التي يمتلكها الإنسان مع العالم. قد يرى الإنسان العالم من خلال عدسة مشاعره وتجاربه الفردية، مما يجعله يروي قصة الكون وفقًا لحالته النفسية والعواطف التي يعيشها.
من وجهة نظر فلسفية، يمكن اعتبار الإنسان ككيان فريد يعيش وجوده في الكون بشكل غير مسبوق. الإنسان يمتلك القدرة على الوعي والتفكير الذاتي، وهذا يمكّنه من التفاعل مع العالم وتجربته بطرق مختلفة. ومن خلال هذه القدرة، يصبح الإنسان قادرًا على خلق معانٍ وأغراض داخل الكون.
وفي هذا السياق، يمكن اعتبار الكون بمثابة ساحة ضخمة لتجربة الإنسان. فالإنسان ليس مجرد مشاهد أو مراقب للكون، بل هو جزء نشط في تشكيله وفهمه. يمكن للإنسان أن يتفاعل مع العناصر الطبيعية والظواهر الكونية ويعبّر عنها بوساطة مشاعره وتجاربه الفريدة.

عندما يتعامل الإنسان مع الكون من خلال مشاعره وتجاربه الشخصية، فإنه يضيف لهذا الكون بُعدًا إضافيًا. يمكن للإنسان أن يحسّن العالم من حوله من خلال اكتشافاته العلمية والفنية، ويمكنه أن يساهم في تطور المجتمع والثقافة من خلال تجاربه وأفكاره وقيمه.
ومن اللافت أن الإنسان، على الرغم من كونه جزءًا من الكون، يمتلك القدرة على ابتكار وصياغة رؤية متكاملة للعالم والكون نفسه. يمكن للإنسان أن يرى الجمال والمعنى في الظواهر الكونية، ويمكنه أن يسعى لفهم الحقيقة والغاية العميقة لوجوده.
ومن خلال هذا الاستكشاف الفلسفي، يمكن للإنسان أن يتساءل عن أصله ومعنى وجوده في هذا الكون الواسع. هل هو مجرد حادثة طارئة أم أن هناك غاية أعمق وهدف أكبر وراء وجوده؟ يمكن أن يكون الإنسان هو عين الكون الذي يشهد ويدرك ذاته ويسعى لفهمها.
وعندما يصور الإنسان الكون من خلال مشاعره، فإنه يخلق علاقة متبادلة بينه وبين العالم المحيط. فعلى سبيل المثال، عندما يشاهد الإنسان جمال الطبيعة، فإنه ينعكس ذلك على حالته النفسية ويثير فيه مشاعر البهجة والسعادة. وبالمقابل، يمكن للعوامل الخارجية أن تؤثر على الإنسان وتترك بصمتها على مشاعره وحالته النفسية.
إذاً، يمكن اعتبار الكون شاهداً أو شواهداً على حالة الإنسان النفسية والعاطفية. وبناءً على هذا التفاعل، يمكن للإنسان أن يعزز أو يؤثر على حالته النفسية من خلال تجاربه وتفاعلاته مع الكون. فالتجارب الجميلة والإيجابية قد تجعل العالم يبدو أكثر جمالاً وإشراقاً، في حين أن التجارب الصعبة والسلبية قد تظهر الكون بمظهرٍ مغايرٍ.
بالتالي، يمكن أن نقول أن الإنسان يعيش في عالم يتفاعل معه ويشكله وفقًا لتجاربه ومشاعره الشخصية. ومن خلال هذا التفاعل، يمكن للإنسان أن يعيش حياة ذات معنى ويسعى لفهم الذات والعالم من حوله بشكل أعمق وأكثر توازنًا
في النهاية، يعكس الإنسان تفاعله الفريد مع الكون العديد من العواطف والتأثيرات التي تجعله يروي قصة مختلفة. هذه الرواية الشخصية تجعل الكون يبدو أجمل أو أكثر تأثيرًا بالنسبة للإنسان.



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات من الفلسفة والادب-ليس بالضرورة ان يكون الواقع ما نراه ...
- شذرات من الفلسفة والادب-اللانهاية كنقطة هروب فلسفية: بين الو ...
- شذرات من الفلسفة والادب-ليس من السهل اقناع الكلب بان طعم الع ...
- شذرات من الفلسفة والادب-أهمية التفكير الإبداعي وتحويل الأفكا ...
- شذرات من الفلسفة والادب-ربما لا يوجد امتع من ان تجد من يشاطر ...
- شذرات من الفلسفة والادب-أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي أن تص ...
- الديموقراطية والتحرر وقيم المجتمع: ما واجبات الدولة؟
- شذرات من الفلسفة والادب-فلسفة الحياة اليومية الشاملة (Tdlp): ...
- شذرات من الفلسفة والادب-فلسفة الحياة اليومية الشاملة (Tdlp): ...
- شذرات من الفلسفة والادب-لانتحار وفشل المجتمع(51)
- شذرات من الفلسفة والادب-جماليات غير قابلة للمحاكاة(50)
- شذرات من الفلسفة والادب-عندما يتفلسف العاشقون(49)
- شذرات من الفلسفة والادب-من المسرح السياسي(48)
- شذرات من الفلسفة والادب-عذاب عاشق مستطاب(47)
- شذرات من الفلسفة والادب-لحظات ارتباك (46)
- شذرات من الفلسفة والادب-الحلم صديقنا (45)
- شذرات من الفلسفة والادب-صور مبعثرة (44)
- شذرات من الفلسفة والادب-سعادة موهومة (43)
- شذرات من الفلسفة والادب-القيادة وتناغم الاداء (42)
- شذرات من الفلسفة والادب-طبيعة العشق بين اللغة والفلسفة (41)


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عاهد جمعة الخطيب - شذرات من الفلسفة والادب-الإنسان في الكون: تفاعله مع المشاعر وتجاربه الشخصية (60)