رشا فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 1717 - 2006 / 10 / 28 - 07:13
المحور:
الادب والفن
كم نحتاج من الحصى لنرمم به شوارعنا المشروخه بوهم المسير..؟
(هل نحزم المدينه بالخبز ؟ )
بالأمس ..كنت على مشارف قلعتنا قبل ان تبدد هيبتها وظلالها الجرافات وهي تشيد قلاع الهذيان فوق قلاع التاريخ والحكمه00
تركت لقدمي وأصابعي حرية الالتصاق بالحصى ..والطين..
وجلست عند ضفاف الشاطيء ارقب ملامح سخريته ..وهو يحكي لي تعاقب ألازمنه فوق مراياه
وحدك من يفهم سر الخراب ..ويعي حجم ايغاله في لحم الأرض .. فأنت المعجون برائحة الطين وعرق الامهات الهاطل ندى من حنان يبدد صقيع الروح ..
وحدنا.. من يمكننا ان نترجم خشخة الحصى ونفهم اسراره ..ونستمع لحكاياه ونرتعش بردا حين يروي لنا حكاية المدينه التي قصو ظفائرها وجائو بها الى ملاهي الليل والبسوها ثوبا بمقاس خيبتها وعلموها ان تخلع ذاكرتها وتاريخ خضرتها الضاربه في اعماق المعرفه وارض الحكمه ..
ليس ثمة قواميس في الكون يمكنها ان تترجم ال (بعد داغي...بعد غيحي..بعد إمّك ) سوى قواميس امهاتنا وخوفهن وهوسهن المستديم بالبكاء فرحا..وحزنا ..وخوفا يظل يقتفي خطواتنا مهما كللت اعمارنا السنوات بالمعرفه والخيبات والكبوات ..
كلانا يبحث عن قلب ألمدينه.. في بيوت الطين ...في( قدور الحليب) ..في ( خبز التنانير) وموسيقى التصاقه من جدار الكف...على حائط القلب..
كلانا يبحث عن ملامحه فوق مرايا الكلام...
نحمل الريح في صدورنا والسؤال في عتمة المشهد ..
نتسائل عن البيت الكبير..والعيد الكبير..والظل الطويل ..
نحمل راية الهزيمه في الكف ألمناظره لحقائب الرحيل
استمع لأغنيتك واجهش بالسؤال : من يوقظ الغناء في الحناجر؟
من يخرس هذه الموسيقى الحزينه؟
واردد مع سليل الروح : اما لهذا الليل من آخر ؟
ظل قاتم يتكور فوق القلب..وانا الرائحة نحو وهم النجاة..وهم الانبعاث بثياب أجمل لا تفوح منها رائحة الحريق..
أنا ألعابره فوق جثة الوطن بلا نشيج ..
انا تمثالك الاخر الذي يحلم فوق حصى الشاطيء ..بأجنحة تطير 0.
#رشا_فاضل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟