أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الفقه هو تدبير القرأن بالميزان 2














المزيد.....

الفقه هو تدبير القرأن بالميزان 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 16:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إذا معنى التدبر هنا أن نفهم القرآن فهما صحيحا وندرك كامل المراد بيقينية عالية من خلال الميزان وقواعده، دون أن نخوض في أساليب ووسائل وضعية، أو أفكار بشرية قد تتلائم أو لا تتلائم مع هدف الوصول النهائي للمطلوب من النص حكما أو فكرة أو تقرير واقع، القاعدة المنطقية تقول أن أستخدام القواعد الملزمة والموافقة تكيفا وتكوينا مع أصل الموضوع، تضمن لنا نتائج حقيقية ومطابقة للهدف المرجو، حتى في العلوم الصرفة عندما نستخدم التجارب المختبرية في إثبات قضية خاضعة للتجريب فشنون أمام نتائج واحدة مع تكرار نفس التجربة مرات ومرات، إذ أن أي تغير في النتائج يعني أننا أمام خلل غير عادي، أما في المقدمات أو في الوسائل أو دخول عنصر خارجي على التجربة أنتج لنا الخلل وأطاح بالتجربة العملية، فتعدد النتائج التي نجدها اليوم من وسائل الأجتهاد عبر ما يعرف بتعدد مصادر التشريع من اجماع وقياس ومصالح مسترسله وغيرها وبالطرق الفقهية المعلنة، دليل على أنها غير ملائمة أصلا للموضوع وغير مطابقة لما هو مقرر أصلا لها.
وهناك في التاريخ الفكري الإسلامي روايات تؤكد المذهب الذي ذهبنا له في تحديد معنى التدبر وتؤكد خلاف المعنى التعريفي المقدم من فقهاء المسلمين، والذي حصروه وجعلوه متعلقا فقط في النهايات والعبر، فقد أوردت بعض الروايات دعوة صريحة وقاطعة إلى التدبر الوجوبي في آيات القرآن، واستنباط الأحكام والقيم الإسلامية منها على أساس الوجوب بما نعمل به، فعن الكافي والتهذيب والاستبصار، عن عبد مولى آل سام، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):" عثرت، فانقطع ظفري، فجعلت على إصبعي مرارة، فكيف أصنع بالوضوء؟" قال (عليه السلام): "يُعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عز وجل، قال الله عز وجل (مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) امسح عليه."، والمفهوم من قول الإمام هنا "يُعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عز وجل" هو أن الأمر لا يحتاج إلى السؤال، علماً بأن الحكم يحتاج إلى تأمل، ذلك لأن الآية الكريمة تدل على عدم وجوب مسح الرجل مباشرة لأنه حرج، فيدور الأمر - في النظرة الأولية - بين: سقوط المسح رأساً، وبين بقائه، ولكن مع سقوط شرط (مباشرة الماسح للممسوح).
هذه الرواية ومثيلاتها كثر تؤكد أن التدبر واجب لمن يريد أن يفهم ويدرك النص بمحموله الحكمي الإرشادي أو المولوي، وبالقدر الذي يستطيع فيه ذلك على قاعدة "لا يكلف الله نفسها إلا وسعها"، فالتدبر بالنتيجة وسيلة من وسائل الميزان وأحد أركانه الضرورية، ولا يجوز أن ننتقل منه إلى وسيلة أخرى لبيان حكم أو البحث عنه من معلوم متيقن ثابت الحكم، لأن القرآن كنص إجمالي متكامل يسد بعضه بعضا ويفسر بعضه بعضا ويؤل بعضه بعضا، وما على الباحث المجتهد سوى إمساك الميزان وأستخدام المعايرة الموضوعية أو اللفظية للوصول للنتيجة المرجوة، كما أننا نفهم من قوله سبحانه (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)، إذا لا يتصور أو يظن أحدا أن تدبر القرآن بالميزان قد ينتج منه أختلاف أو تعارض أو تضاد في الأحكام الناتجة، عكس ما أستخدم أو يستخدم عادة من وسائل وأليات أنتجت الكثير من الخلاف والأختلاف بينهم، أن كشف عدم الاختلاف وعدم التناقض بين الآيات القرآنية المختلفة يحتاج إلى تدبر عميق وتأمل كبير ينتهي لأختيار التدبر بدل التفقه كإطار عام وطريق أصلي بأمتياز.
هذا ما يمكن تقديمه كتعريف للتدبر وبيان أهميته ودوره في عملية إدراك وفهم ومعرفة القرآن أصوليا، وهو بالمجمل يتعدى مفهوم الفقه ويشتمله بالتأكيد، وقبل أن نباشر في المقارنة والمقاربة بين الفقه وتدبر القرآن لا بد لنا من نعود للتعريف الغالب أو المتفق عليه، ولو أن الفكر الفقهي في الإسلام قلما يتفق على معنى واحد أو يمكن أن يكون له تصور واحد لموضوع واحد لتعدد الرؤى وتعدد المشارب والغايات والأهداف، وهذا سبب من أسباب تقزم النتائج التي يجب أن يمنحها الدين للمجتمع كي يواصل مسيرة التطور والتكامل، بين ما هو مثالي فيمي يقيني وبين ما هو وجودي عملي مجرد، إذا الفقه تعريفا يأتي بمعنى (العلم بالشّيء، والفهم له، والفطنة فيه، وغلب على علم الدين لشرفه، وما ذكر في القرآن حكاية ما قاله قوم النبي شعيب، في قول الله تعالى "قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ" فهو ما نفقه بمعنى: عدم الفهم مطلقا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقه هو تدبير القرأن بالميزان
- سأمضي
- الميزان الثابت التقني المستلزم لفهم النص القرآني ح2
- الميزان الثابت التقني المستلزم لفهم النص القرآني ح1
- أحزان الفرح
- مرة أخرى في نقد الفكر الديني الموضوع والمزيف 2
- مرة أخرى في نقد الفكر الديني الموضوع والمزيف
- إنهم يكذبون بدعوى أحترام التأريخ.
- الدجل الديني والتدليس العقائدي وسائل في صراع السياسة والسلطة
- عالم الكهنة والأكاذيب المقدسة
- عطش نهر
- ولاية الفقهية السنية والشيعية ومصدرها الأعتقادي
- صناعة الوهم وزيف التصور
- حديث العجب
- أغنية سومرية لامرأة بغدادية
- حكاية الكهنة
- تقاسيم عشق
- سلاما على الأنبياء والشعراء حين يعلنوا الحب شرعة السماء
- القاعدة والأستثناء في نصوص القرآن بين المطلق والمقيد. 1
- لست داعية ولا رجل دين بل محب لله 10 والأخيرة


المزيد.....




- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الفقه هو تدبير القرأن بالميزان 2