أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - لاينجح الاستثمار الا بالتفاوض مع الكبار














المزيد.....


لاينجح الاستثمار الا بالتفاوض مع الكبار


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 7615 - 2023 / 5 / 18 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ينجح الاستثمار الا بالتفاوض مع الكبار

العراق ومنذ ثمانينات القرن الماضي توقف فيه الاستثمار الاجنبي، ما عدا اقليم كردستان، في الثمانينات كنا نرى الشركات الهندية واليابانية والكورية وهم يعملون في انشاء الطرق والجسور، ولكن وبعد اشتداد الحرب مع ايران وتطور الاسلحة الايرانية ووصول صواريخها الى بغداد، انسحبت اغلب الشركات الاجنبية، وما بعد 2003 زاد الوضع سوءاً ، فلا احد من رجال الاعمال الاجانب وحتى العرب يستطيع الاستثمار في بيئة غير امنة، وكما يقال ان راس المال جبان، ففي بداية دخول القوات الامريكية للعراق حدث "الفرهود" فتم "حوسمة " دوائر الدول وممتلكاتها حتى مصارفها، فعادت البنية التحتية وعمل مؤسسات الدولة الى الصفر بفعل الضربات العسكرية والسرقات، وفيما بعد دخلت القاعدة وبتمويل قطري ومساعدة تركية واضحة وفكر اخواني ظاهر للعيان، وطبعاً كانت الشعارات طائفية لكن كان الهدف سياسياً، في جعل العراق بلد ضعيف مستهلك لسلع وبضائع الدول الاخرى، وبعدها تم ادخال داعش بسلاح اقوى ودمار اكثر وكان التمويل سعودي خليجي واضح ، وغض النظر من الولايات المتحدة الامريكية، بل هي من سمحت بغضاً بالحكومة في وقتها لأنها دارت ظهرها لهم، ومساعدة تركيا بوقتها لدخول الارهابيين للعراق، والهدف نفسه، واصحاب السلطة كل همهم جمع المال وترميم القصور وزيادة عدد الحمايات.
فتعطلت المصانع برغم انها كانت معطلة اصلاً، وتوقفت الزراعة لان المستورد مليء السوق، لان رجال السلطة تحولوا الى مقاولين وتجار للدول الاخرى، ومع الاسف لازال هذا العمل مستمراً لحد اليوم، فلازال الاستثمار يعطل، والمصانع والمشاريع الكبيرة تمنع من العمل، والمحاصيل الزراعية تحرق ولا يعرف من يحرقها، وبالرغم من ان قانون الاستثمار قد شرع عام 2006، ولكن ما فائدة القانون من دون مستثمرين، وبرغم تجاوز الموازنات السنوية (1,37 ) ترليون دولار منذ اول موازنة بعد 2003، والتي يذهب اغلبها للرواتب وجيوب الفاسدين، ولم يتم بناء اي مشاريع استراتيجية في الدولة، فهناك اكثر من (9) الاف مشروع متوقف حسب قول سها النجار رئيس الاستثمار السابق في زمن الكاظمي، والسكان يزداد عددهم مليون شخص سنوياً، والجامعات تخرج الالاف سنوياً يذهب اغلبهم لطابور العاطلين، ويتم ادخال اعداد كبيرة من السيارات والشوارع والجسور على حالها، بل وادخلوا ( التك توك) والدراجات النارية التي زادت من الازدحامات وبدون تخطيط او حلول، والسبب في تعطل الاستثمار وتوقف المشاريع الكبيرة، الفساد في الاستثمار نفسه، فاغلب رجال الاعمال والشركات لا يمكن محاسبتها لأنها واجهات لجهات سياسية نافذة، والوضع الامني غير المستقر ، وغياب سلطة القانون، بوجود قوات وجهات مسلحة تابعة لأحزاب لا تخضع للدولة ورئيسها بل تخضع لأوامر الدول المحيطة بالعراق والدول المؤثرة في الشأن العراقي كالولايات المتحدة الامريكية.
لذلك يجب على الحكومة الحالية بقيادة السوداني التفاوض مع الكبار وترك الصغار، فهؤلاء الصغار في الداخل ما هم الا ادوات واتباع للكبار، فهاهي الولايات المتحدة الامريكية تمدد العمل بالطوارئ في العراق ، وهذا دليل بعدم ثقتها بالساسة في العراق ، فعليها التفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية وتخيرها بين دخول شركاتها للعمل في العراق بصورة مباشرة او السماح لشركات الدول التي تريد ان تستثمر في العراق، والتفاوض مع تركيا مباشرةً من دون وسيط ، والسماح لشركاتها العمل في العراق، ونفس الامر مع ايران والدول العربية وخاصةً السعودية والامارات ، فعندما تكون مصالح كبيرة للدول في اي بلد لا تسمح تلك الدول ان تحدث فيه حروب او فوضى، لذلك ترى دولة الامارات مستقرة لان اغلب دول العالم مستثمرة في الامارات وفي مختلف المجالات، وانهاء مظاهر التسلح سواء لدى الجهات التي ترى نفسها اقوى من اجهزة الدولة الامنية وحكومتها، او العشائر التي تستخدم مختلف انواع الاسلحة، وانفاذ القانون والسماح للقطاع الخاص بالعمل بحرية، وحماية المستثمرين ودعمهم وتسهيل الاجراءات الادارية والابتعاد عن الروتين، ومنح سلطة وقوة ودعم للرقابة المالية للسيطرة على هدر الاموال وغسيلها، وهيئة النزاهة لمحاسبة الفاسدين، وبدون التفاوض مع الكبار ومجاملة الصغار، سوف تبقى الحكومة تراوح مكانها ولا تحقق ما وعدت به من برامجها، ربما تبني جسراً هنا وتفتتح طريق هناك ولكن دخول شركات عالمية واحداث طفرات نوعية، صعبة في دولة فيها اكثر من جهة تعتبر نفسها فوق القانون والمحاسبة.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحزاب السياسية وضريبة البقاء في القمة
- احتلال ام تحرير وغزو ام تغيير؟!
- من يعطل المشاريع في العراق؟!
- لماذا لانبيع نفطنا بالدينار بدل الدولار؟
- السوداني والطبقة السياسية ودولتها الرخوة
- السوداني بين حاجات الناس ورغبات الكتل السياسية
- بلاسخارت بالوجه مراية وبالظهر سلاية للاحزاب السياسية!!
- جنة اليوم والله كريم على جهنم باجر
- السوداني ما بين الاطار والتيار وخلطة العطار
- لماذا يختارون الضعيف بدل القوي الامين؟
- خطاب السيد جعفر الصدر بين الواقع والطموح
- ازمة تقاسم الكعكة وأزمة توفير الخبزة
- من الذي يقود الراي العام ام السياسة؟
- البيوتات السياسية وفوبيا المعارضة البرلمانية
- اما توافق او اغلبية او حل البرلمان والمستقلون بيضة القبان
- الاحزاب الإسلامية والفشل في الحكم
- حكومة الأغلبية مجرد لعبة سياسية
- الحكومة بين الاغلبية والتوافق
- شعبية التيار الصدري تستحق رئاسة الوزراء
- الانتخابات والمرشحون قبلها خدام وبعدها ظلام


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - لاينجح الاستثمار الا بالتفاوض مع الكبار