أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - غزل في صواريخ غزة!!














المزيد.....

غزل في صواريخ غزة!!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7614 - 2023 / 5 / 17 - 06:10
المحور: كتابات ساخرة
    


اعتذرتُ إلى مَن لامني في ذروة الحرب على غزة يوم 11-5-2023م لأنني لم أكتب مُعلَّقةً غزل شعرية، أو مقطوعة أدبية محكمة في مدح صواريخ غزة! قال: ألم تُثرك أشرطةُ الفيديو وهي تنشر خوف ورعب الإسرائيليين من هذه الصواريخ؟! قال: كم تغنيتَ ببطولات غزة، فهي اليوم تُنتج من جراحاتها وآلامها مصانع للصواريخ والمسيرات، وتتحدى بحصارها مُحاصرَها! لماذا صمتَ قلمُك؟ لا وقت للحياد والوقوف على مفترق الطرق، فالصمت خيانة وطنية، عليك أن تُؤلف من موسيقى صواريخ غزة سيمفونيات عالمية! أين قلمك مما يجري، لم يبقَ في العمر ما يُؤسف عليه؟!
رددتُ: أعتدتُ أن أتغنى ببطولات شعبنا، بحبهم للحياة والإنتاج، بصمودهم، وقوة إرادتهم، فأنا لم أطلب منك أن تناضل وفق مقياس نضالي الشخصي، فلماذا تطلب مني أن أُناضل وفق مقاييسك أنت؟!
ألا تذكر أنك ودعتُ غزة ذات حربٍ وقررتَ ان تكون تلك الحربُ آخر الحروب في حياتك وحياة أبنائك؟! هل نسيتَ كيف كنتُ تطلبني بالهاتف عدة مراتٍ في إحدى الحروب لتطمئن على تحقيق التهدئة لتتمكن من مغادرة غزة، قلتَ لي مراتٍ عديدة: "أصبح أملي أن يكون هذا آخر صاروخ نُطلقه المقاومةُ من غزة"!
سأظل أتذكرُ معاناتك في غربتك، وأنت تنتظر الإقامة الدائمة، ثم الجنسية، وما إن حصلت على الجنسية الأجنبية حتى أعلنتَ فرحتك بجنسيتك الجديدة، والتي شبهتَها بأنها فرحة العمرالأخيرة!
كثيرون كانوا يتمنون أن تكون لهم تجارةٌ ورصيدٌ كبير من النقود مثلَك تماما، وأن يتحول راتبهم التقاعدي الكبير إلى عملة الدولار في بلدٍ يشهد ارتفاعا في سعره كل يوم، وأن يُعلموا أبناءهم وأحفادهم كما تفعل، وأن يشتروا بيتا يشبه قصور الأمراء، وأن يفخروا أمام أبناء وطنهم الفقراء مثل فخرك بأحفادك ممن تزوجوا أجنبيات وحصلوا على جنسيات زوجاتهم، وأصبح الدولار هو هُويتهم الوطنية!
أعلمُ ضائقتَك النفسية في بلاد الغربة، وأنكَ تظلُّ فردا مجهولا في غربتك مهما بلغت ثروتُك، تعيش على هامش الحياة كآلةٍ من الآلات، وتحيا غريبا يَنظر إليك محيطُك كأجنبي غريب، مع العلم أنك ستبقى مقيما من الدرجة الثانية، مهما علا شأنُك وارتفع دخلُلك المادي!
فأنت تودُّ أن تخرج من ضائقتك النفسية بأن تعود معنويا إلى وطنك، تود أن تسبك من صمود غزة تاجا على رأسك تزهو به، وأن تغزل من شرايينها عباءة للفخر والانتشاء!
لن أحرمك من أن تخرج من ضائقة الاغتراب على أكتاف غزة، لأن هذه العنقاء لا تشبه مدن العالم، فأكتاف العنقاءُ القوية هي من ألماس التجارب، ومن أفران صقل الأزمات، وهي قادرةٌ على أن تحتمل الدمار مراتٍ ومرات، غزة تتحول بسرعة البرق إلى شلال من الدم يبعث الحمية في نفوس العالم كله، دائما كنتُ أردد: "غزة هي الوحيدة التي تنجح في إجراء عملية قسطرة خاطفة، بلا مشارط أو أطباء تُزيل أماكن التجلط في الشرايين العربية والدولية، بواسطة روافد دم أطفالها ونسائها وشيوخها، هذه الروافد الدموية المتدفقة هي دوما القادرة على إزالة أيَّ انسدادٍ في شرايين الحمية والعزة والكرامة "
لكنني في الوقتِ نفسه لن أسمح لك بأن تمتطي ظهري الشخصي المثقل بالألم والحصار، وأن تجعل من قلمي فلاشا سريعا في صفحاتك الرقمية لتهتف في شوارع غربتك: "أنا ابن العنقاء" ثم تعلق قصيدتي الشعرية المطلوبة على أستار بستان قصرك كميداليا، باعتبارها الدليل الوحيد لإخلاصك لمدينتك، العنقاء!
لذا فإنني أنصحك أن تكتبَ أنت قصيدة (اليتيمة) في مدح الصواريخ، لعلك تُخفف من ضائقتك، وتعيد الاعتبار لوطنيتك الصادقة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاك ما برفسور في جامعة تل أبيب!
- أنواع المنفرات في صفحات التواصل!
- لأنه يساري لم يؤبنه نتنياهو!
- هل شهر رمضان شهر الشهوات؟!
- جمعيات تستقطب إلى الأوطان، وجمعيات تطرد أهل الأوطان!
- حي بني براك الأصولي، يحتل مدينة تل أبيب العلمانية!
- طرائف أدباء الجزائر
- عنصريان، ماكرون، سموترتش!
- قصة مستوطنة إسرائيلية عنصرية!
- هنيبال إسرائيل!
- كاوبوي المستوطنين!
- جرائم القرصنة الرقمية
- زلزال أغادير وشحن العواطف!
- التعليم العملي!
- التنقيب عن القبائل المفقودة!
- كتيبة القمع والتعذيب في جيش إسرائيل!
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج!
- قصتان في عهد حكومة الحاخامين!
- الانتقام من مناهج التعليم!
- من إبداعات الشاعر إيليا أبو ماضي!


المزيد.....




- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...
- بالفيديو.. لحظة وفاة مغني تركي شهير على المسرح
- كيف تحولت السينما في طرابلس من صالونات سياسية إلى عروض إباحي ...
- بالفيديو.. سقوط مطرب تركي شهير على المسرح ووفاته
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- قدمت آخر أدوارها في رمضان.. وفاة الممثلة التونسية إيناس النج ...
- وفاة الممثلة التونسية إيناس النجار إثر مضاعفات انفجار المرار ...
- فيلم -وولف مان-.. الذئاب تبكي أحيانا
- الفنانة التونسية إيناس النجار تودع الحياة بعد صراع مرير مع ا ...
- وفاة الفنانة إيناس النجار بعد إصابتها بتسمم الدم


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - غزل في صواريخ غزة!!