|
لدينا فلافل مستوردة
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 09:27
المحور:
كتابات ساخرة
من فيكم يصدق اننا نستورد الفلافل ؟، هذه الأقراص البسيطة الرخيصة المتكونة من بقوليات منقوعة بالماء، ثم تُطحن وتُعجن وتُبهّر، وتًُقلى بالزيت الحار على شكل أقراص. صرنا نستوردها الآن من خارج العراق. . انا شخصيا لم اكن أعلم اننا وصلنا إلى المرحلة الفلافلية التي اصبحنا نستورد فيها الحمص بطحينة والبابا غنوج والبورك والفلافل والكبة نية، والحلبية واختها الموصلية من خارج العراق، ولم اكن أعلم ان منتجاتها المعروضة في المولات والاسواق جاءتنا منقولة عن طريق البحر والبر، وتجشم من اجلها التجار مشقة السفر بحثاً عنها في تركيا ولبنان وقبرص من أجل جلبها إلينا. لم اكن أعلم بهذه المعضلة حتى جمعتني الصدفة على متن طائرة مع تاجر من شبابنا كان يدقق في منفست المواد، فوقع بصري على مادة الفلافل في جدول المواد المستوردة. سألته مستغرباً: هل استوردت فلافل ؟. فابتسم بلطف وقال نعم يا عماه، فانا استوردها من عدة مناشئ، وأحقق فيها ربحاً مقبولاً. فقلت له: ولماذا لا تنشئ معملاً صغيراً لإنتاجها محلياً في بغداد أو المحافظات من دون حاجة للسفر وتحويل المبالغ لشرائها من تركيا أو قبرص؟. ألا ترى ان ذلك أفضل وأسلم وأوفر وأبسط ؟. فاطلق الشاب حسرة طويلة، ثم قال لي: يبدو انك لا تعلم بحجم المشاكل والمتاعب التي تواجهك عندما تفكر بإنشاء معملاً إنتاجياً. ولا تعلم بحجم المنغصات التي تواجهك بعد إنشاء المعمل، لأنك سوف تتعرض لأبشع أنواع الابتزاز والاستفزاز. ولا تدري كيف تتكالب عليك اللجان بزياراتها اليومية المزعجة. . قلت له: هل تقصد الرسوم والضرائب والاجور والعوائد والمستحقات المالية الأخرى ؟. . فضحك مستاءً بصوت عال، معبراً عن دهشته. قال لي: عن أي رسوم تتحدث يا عمي. خليها سكتة - الله يخليك. المشتكى عند الله. حاول ان تستفهم من أصحاب المصانع والمعامل لعلك تأخذ منهم الأجوبة التي تشيب لها رؤوس الرضعان، فكل المؤسسات لها حصة في معملك، وكل الجهات تشاركك في الربح وفي المبيعات، وكلها تطالبك بمواصلة الدفع، وكلها تستغلك وتستنزفك وتركب فوق ظهرك. ولا وجود لبرامج الاستثمار والتنمية. فالمعامل أبقار حلوبة ترعى في حدائق الجهات الرسمية وغير الرسمية. فعلى الرغم من متاعب استيراد الفلافل من بره، لكنها أرحم مليون مرة من تصنيعها محلياً. . ولله في خلقه شؤون. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيوت فوق سكة القطار
-
مكتبات متنقلة فوق سطح البحر
-
شفاهيات الأهوار: شهامة محيسن السويعدي
-
مواقف صنعتها رواسب الخوف
-
دراما مسيئة لأبناء الأهوار
-
مقابر سومرية مبعثرة
-
أهوارنا التي طواها النسيان
-
العدالة في عالم الحيوان
-
حكاية من أعماق الاهوار
-
عمران: اعتقال تعسفي داخل المحكمة
-
آخر أحفاد جلجامش
-
استهدفوه لأنه من كوكب آخر
-
القيم النبيلة عند الدواب والبهائم
-
فرنكشاين في تونس
-
بحرٌ مات عطشاً
-
الليلة التي تسبق الإبحار
-
المتأسلفون وخرافة الأرض المسطحة
-
عندما يصبح التعسف منهجاً وقاعدة
-
نواقيس الخطر في البحر الاحمر
-
جهود فردية لتشجير سواحلنا
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|