أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام سعد حسن - الحداثة العربية ( التائهة) … هل ستعرف السبيل يوماً الى الشرق ؟














المزيد.....


الحداثة العربية ( التائهة) … هل ستعرف السبيل يوماً الى الشرق ؟


حسام سعد حسن
كاتب

(Husam Saad Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 7610 - 2023 / 5 / 13 - 06:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحداثة العربية ( التائهة )…هل ستعرف السبيل يوماً الى الشرق ؟
د. حسام سعد حسن

منذ قرن ونيف من الزمان و المفكرون العرب ومن مختلف المشارب ( العلمانية القومية الماركسية ….) فضلا عن دعاة التنوير الديني الذين ظهروا في العقدين الماضيين ، كل اولئك يبشرون ويحلمون بحداثة عربية ذات ثقافة و هوية اسلامية تحتفظ لنفسها بمسافة ( بعيدة نسبيا) عن حداثة الغرب ( الاوربي- الامريكي) وتحافظ ( قدر الامكان) على خصوصيتها الدينية ( الاسلامية ) والمجتمعية ( العربية ) .
هذه البشارة او هذا الحلم لم ير النور لغاية الان ، فلم يقدم اي مفكر عربي لغاية اللحظة تصوره ( الناجز) عن هذه الحداثة الموعودة ، فيما يكتفي اولئك المفكرون على شتم التحجر والتقليد المسيطر على الذهنية العربية والشرقية عموما دون الذهاب ابعد من ذلك .
يرى ناصر الرباط * ان الثقافة العربية المعاصرة، على عكس غيرها من ثقافات العالم المُستعمَر سابقاً، ما زالت تفتّش عن حل لعلاقتها المعقدة مع الحداثة، على الرغم من مضي أكثر من قرن ونصف على انطلاق الدعوة للحاق بركب الثقافة العالمية في العالم العربي على أيدي المجدّدين الأوائل، من أمثال الشيخ حسن العطار وبطرس البستاني ورفاعة الطهطاوي وغيرهم، والتي فُهمت حينها على أنها ثقافة "عواصم النور" الأوروبية، وعلى الرغم من تحرُّر غالبية الدول العربية من الاستعمار المباشر خلال الربع الثالث من القرن العشرين، وعلى الرغم من ظهور ثقافات وطنية عربية خلّاقة ومعبّرة وفاعلة على كافّة مساحة العالم العربي غيّرت من منحى ومعنى الحداثة نفسها في محيطها العربي.
بل ربما أصبح الأمر أكثر حدّية الآن مع صعود تيارات عقائدية إسلامية ترفض الحداثة من أساسها، بل وحتى تناضل ضدّها بعنف غير مسبوق وحمية لا تفتر على أساس أنها "ضد الدين، وضد التراث، وضد القديم، وأنها تحرُّرٌ مطلق من القيود الضابطة من دين أو خلق أو حتى عرف اجتماعي قبلته الأذواق السليمة"
الخوض في اسباب ركود الفكر العربي عن تكوين او اطناع حداثة (عربية ) امر شائك و معقد ، تختلف فيه الرؤى و تتعدد الاجتهادات في تفسير ذلك الركود ، بدءا من تعريف الحداثة نفسها وانتهاءا برسم حدودها وضبط مؤثراتها على حركة ودينامية المجتمعات العربية و مرورا بدور الدين (سلبا او ايجابا) في تحقيق تلك الحداثة ، اللافت للنظر ان البوصلة الفكرية العربية طالما اتجهت شمالا وغربا في محاولاتها لبناء حداثتها الموعودة متجاهلة النمو السريع للحداثة الناشئة في شرق اسيا ( الصين ، اليابان ، كوريا، ماليزيا، سنغافورة ،….) والذي يبدو ان غزو الحداثة الغربية لمجتمعاتها بعد الحرب العالمية الثانية لاقى تفاعلاً ايجابياً من قبل تلك المجتمعات مع نجاحها ( الكبير ) بالاحتفاظ بهوياتها الشرقية التاريخية دون صراع او صدام .
الظروف التاريخية ( المعاصرة ) لشعوب شرق اسيا تشبه الى حد كبير ظروف مجتمعاتنا العربية كرزوحها تحت نير الاستعمار ، او وجود ارضية دينية ( روحية و صوفية ) مشتركة بين الشعوب الاسيوية و الاسلامية ، تلك عوامل قد تقود الى نشوء مقدمات لحداثة عربية بامكانها محاكاة الحداثة الاسيوية والسير في ذات الدرب الذي سلكته دون الوصول الى ذات النتائج بالضرورة بل بقدر ما تختط الشعوب العربية لنفسها طريقا مستقلا الى الحداثة.
المشكل الرئيس للوعي و الفكر العربي في فهم و هضم التجربة الاسيوية يكمن في حاجز اللغة ( الحديدي) في ظل غياب اي ترجمات عن اللغات والثقافات الاسيوية للعربية ، بخلاف امكانات التجربة العربية في النقل عن اللغات الاوربية الحية ( الانكليزية الفرنسية الالمانية …
الامر الذي يجعل فكرنا و حداثتنا العربية ( الموعودة ) اسيرة في دورانها في فلك الحداثة الغربية ( الاوربية ) ، وبالتالي استمرار هواجس الذات العربية من تكوين حداثة عربية تؤدي الى الذوبان في الاخر ( الغربي) او البقاء تحت رحمة و نير استبداد
الاصوليات الدينية او تراثها السحيق
——————————
* ناصر الرباط / الحداثة ايضا و ايضا ، مقال ، مجلة العربي الجديد



#حسام_سعد_حسن (هاشتاغ)       Husam_Saad_Hasan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الاديان في البشرية …آصرة اجتماعية وافق لخلاص الانسان
- تأثير الاديانزفي البشرية…آصرة اجتماعية و افق لخلاص الانسان
- فلسفة الفرد و الجماعة , و جدل الانا والهوية
- الائمة الاثني عشر …جدل التاريخ و المعتقد


المزيد.....




- الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب ...
- منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي ...
- إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي ...
- ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
- شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
- السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل ...
- الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين ...
- الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
- -حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام سعد حسن - الحداثة العربية ( التائهة) … هل ستعرف السبيل يوماً الى الشرق ؟