أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - اليسار الفلسطيني فهلوة الفكر وسذاجة الحكاية














المزيد.....

اليسار الفلسطيني فهلوة الفكر وسذاجة الحكاية


سليم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليسار الفلسطيني فهلوة الفكر٠٠ وسذاجة الحكاية
في عمّان النهار قائم والمطر لم يتوقف، أسير في شارع السلطان بتلاع العلي، ألتقي بصديق قديم يتبنى فكر اليسار أو هكذا يُعرّف عن نفسه، يرتدي معطفاً أزرقاً أنيقاً، ولا يرتدي قبعة، وجهه شاحب وعيناه منطفئتان، يسير ببطء ويتمتم بشيء ما.
اقترب منه، أجده متجهماً صموتاً وتغلب الكآبة على مظهره بالكامل.
أهمّ بالانصراف لكنه لا يتركني، أساله: هل أنت على ما يرام؟ هل تشعر بالمرض؟
ويجيبني بانزعاج: ولماذا تعتقد ذلك؟ هل مظهري سيء؟
ثم يضحك فجأة قائلا: الأمر أني هرمت ياصديقي العزيز من مواقف جماعتك؛ يعقدون اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، يتوقف قليلا من الوقت، ثم يقول: أنتم اليمين الفلسطيني دائما في خدمة أهداف الإمبريالية الأمريكية، وهذا الاجتماع مشبوه من أوله حتى آخره.
يتوقف صديقي "اليساري" عند مدخل البقّال لابتياع باكيت دخان مالبورو٠٠
ابتسمت قليلا، ولم أفرط بهذا السلوك لاعتبارات أيديولوجية٠٠٠ ولم يَعر ابتسامتي أي اهتمام على اعتبار أنّي من أهل اليمين٠٠٠
بادر بالقول: دعنا نذهب للجهة المقابلة إلى المقهى، لن يطول بنا الوقت هناك.
ندخل المقهى، نجد صاحبه ينتظرنا على أحر من الجمر لقلة الزبائن؛ فنحن نعيش في عصر الكورونا، والجميع خائف ومرتعش من الذهاب إلى الأماكن العامة.
يقول صديقي شيئاً ما للنادل، فيأتيه الأخير بفنجاني قهوة، علماً أنه لم يأخذ رأيي بما أريد؛ بالفعل ديمقراطية من الطراز الرفيع.
طلبت منه مواصلة حديثه، لسبب ما يوافق على ذلك بسهولة، ويشعر أيضا بالفرح.
ويبدأ بكيل الاتهامات لليمين الفلسطيني، تمر دقيقة ثم يقف صديقي ويقرأ من قصائد محمود درويش القصيرة.
قبل أن نغادر المقهى طلبت منه السماح لي بالحديث، فوافق على الفور، وبهجة محياه تطلب مني الحديث!
إن النظرة النضالية إن فُصلت عن أفقها التاريخي الموضوعي تدور حول نفسها، وإذا كنت سجنياً لفكرك فأنت بلا مستقبل، وإن كل إنسان يعلم أن النقد يتولد من المعرفة، وليس من وسائل الإعلام التي تنبثق من المقابلة من أشياء عادية ليس من علاقة ظاهرة بينها. وأنا أتساءل كيف أفصل بين ما ذكرته من مواقف والواقع، بتعبير آخر فإن صوتك ومواقفك، صوت شرطي، يبحث عن أي موقف لمخالفة صاحبه.
شعرت أنه تردد قليلاً قبل الإجابة عليّ٠٠ -هكذا أنتم تبررون موافقكم "الخيانية" كأنكم لم تفعلوا شيء!
- أرجو أن تعذروني، فأنا مضطر للتحدث هنا عن أمور معروفة للقارئ المثقف.
إن الصبغة الفكرية التي تزعمون أنها ملكية خاصة بكم، سواء كانت طبيعية أو كانت تلويناً في معارك النضال الفلسطيني من أجل التحرر الأممي والاجتماعي واقع مدحوض ينتمي الى تاريخ الأمس واليوم. فالشروح والتفاسير من "انغلز" إلى"جاك بيرك" أضحت كلاسكيات. وفي فلسطين وعلى مرأى من الملأ؛ تضفي فتح تماسكاً حيوياً على عمليات النضال الفلسطيني واستعادة هويتنا العربية والوطنية وتحرير ما يمكن تحريره ضمن الظروف الموضوعية، فالوجود على الأرض الفلسطينية مدخل أساسي لتحقيق فكرة الكينونة الفلسطينية، التي في جوهرها كينونة عربية نضالية تنويرية، تتعاطى مع الواقع على اعتبار- وكما ذكر القائد والمفكر خالد الحسن- السياسة فن الممكن. ونحن لسنا هواة عبادة الفكر، الذي تحول من قِبل اليسار الفلسطيني بجميع أطيافه إلى أصنام وثنية!
وواصلت الحديث: بوضوح كانت ومازالت هناك عناصر، أو بالأحرى، جوّ عَربي يتدعي تفكّراً أشدّ يقظة. وبصراحة لا نسعى إلى التركيب الكلامي الخفي للتعبير عن العجز الذي تُعانى منه، كما أننا لسنا من عشاق سرقة الرسائل والحكايا الفكرية التي يتم السطو عليها من تجارب سياسية لها ظروفها وخصوصياتها. ولا نريد الحفظ على ألسنتنا ذكر المومياءات المحفوظة في كتب التاريخ الرسمي لتلك التجارب، والتي جعلت منها نبراساً لكم.
قاطعني وقال: حسنا لن نتجادل حول الأمر، وطلب النادل بصوت مرتفع وأصرّ على دفع الحساب وغادر دون ان يلقي عليّ السلام!



#سليم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية حكاية صابر للأسير محمود عيسى
- حماس حقيبة بلا يد
- فتنة الموقف في رواية كويت بغداد عمان
- سماسرة الجهل
- حمار الحراسة حين يغفو!
- الثقافة العربية بين حانا ومانا
- مفكرون بلا حدود
- الإعلام بين الإنحياز والموضوعية
- الإخوان المسلمين على طريق جهنم
- غسان كنفاني رعد ونحن بلا أمطار
- هواجس في ذكرى استشهاد صلاح خلف أبو إياد
- الإخوان المسلمين شياطين الماضي.. شياطين الحاضر
- فلسفة ثقافة القبح للإخوان المسلمين
- الإخوان كذبة الإسلام هو الحل
- حماس ....طفح الكيل
- شخصية الإخواني...بهلوانية وأوهام لا تموت
- حماس كذبة وصدقناها
- نحت في الذاكرة
- إوار النار قصة الأسير ثائر حماد
- حماس/حكاية اللص الشاطر أبو زهري


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم النجار - اليسار الفلسطيني فهلوة الفكر وسذاجة الحكاية