كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 10:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا إنقلبت الأمور رأساً على عقب في الباكستان، وأصبح رئيس الوزراء الأسبق عمران خان هو المطلوب رقم واحد، وهكذا خذلت العدالة رئيس حزب الإنصاف، فاقتادوه مكبلاً بالاصفاد من داخل قصر العدالة، في الوقت الذي جاء بنفسه ليقف أمام المحكمة على خلفية طلب الإفراج عنه بكفالة. فداهمته قوة مؤلفة من مسلحين، انهالوا عليه بالضرب، وساقوه بأسلوب مهين إلى سيارة مصفحة كانت بانتظاره أمام المحكمة العليا. وباعتقاله تكون أزمة الخلافات بينه وبين الحكومة الحالية وصلت إلى ذروتها، والتي بدأت عقب عزله عن منصبه، وقيادته لسلسلة مظاهرات واحتجاجات حاشدة للمطالبة بانتخابات مبكرة تعيده إلى الحكم. .
لقد استبق عمران خان الأحداث، ويبدو انه كان على علم بتداعياتها اللاحقة، فنشر خطاباً صوتياً موجهاً للشعب، جاء فيه: (أيها الباكستانيون، حين تصلكم هذه الرسالة سأكون خلف القضبان بإتهامات كيدية ملفقة، واعلموا حينئذ ان الحقوق الدستورية في الباكستان لم يعد لها وجود). .
وسبق لعمران خان ان حذر الشعب الباكستاني من توسع نفوذ الجيش الذي يعد السادس في العالم، وكان وراء ثلاثة انقلابات عسكرية منذ استقلال البلاد عام 1947، واستحوذ على الحكم لأكثر من 30 عاماً. وشهدت البلاد سنوات طويلة تمثلت بغياب الديمقراطية، وسوء الإدارة المالية، واختلال التوازن السياسي والاقتصادي، وتدهور الاوضاع بسبب أزمة الطاقة، ناهيك عن الفيضانات المدمرة التي أغرقت ثلث البلاد، ودمرت المزارع والبنى التحتية. .
تعد الساعات القادمة خطرة للغاية من الناحية الأمنية، خاصة وأن ردود أفعال أنصار (خان) بدأت فور إشاعة نبأ اعتقاله، بخروجهم في مظاهرات عارمة، استهدفت مقرات الجيش وقادته، ومنها منزل قائد فيلق لاهور. وستكون الايام القادمة حبلى بالمفاجئات والتقلبات التي يصعب التكهن بنتائجها. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟