|
لمحات من حياة القديس مارمرقس مؤسس الكنيسة المصرية
هاني جرجس عياد
الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 04:48
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المقدمة تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيدين للقديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية: أحدهما عيد استشهاده يوم 30 برمودة، والثاني يوم 30 بابة وهو تذكار تكريس كنيسته وظهور رأسه بمدينة الإسكندرية. والقديس مرقس الرسول هو أحد رسل يسوع المسيح السبعين، وبعد أن حل الروح القدس على التلاميذ صار من نصيب القديس أن يبشر في بلاد مصر وشمال افريقيا. وأسس الكنيسة القبطية وهى التي تعرف بكنيسة الإسكندرية فهو أول بطريرك لها. وقد سمى جميع البابوات من بعده خلفاء القديس مرقس وكرسي البطريركية يسمى بالكرسي المرقسي نسبة إلى القديس مرقس. وهذا القديس هو أحد الإنجيليين الأربعة الذين بشروا بأناجيلهم العالم اجمع، كما أنه وضع القداس الذى عرف فيما بعد باسم القداس الكيرلسي. وتحتفظ الكنيسة القبطية برفاته في القاهرة، وبرأسه المقدس في الإسكندرية. ومارمرقس هو الذى أسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية (الإكليريكية). وتقترن صورة مارمرقس دائما بصورة أسد: إما لأن أولى معجزاته هي قتل أسد ولبؤة باسم الرب. وإما لأن إنجيله يبدأ بصراخ الأسد "صوت صارخ في البرية" وإما لأن إنجيله يمثل السيد المسيح في جلاله وملكه على اعتبار أنه الأسد الخارج من سبط يهوذا. يسمى القديس مرقس كاروز الديار المصرية، هذا من جهة كرسيه الأصلي ولكن كرازته امتدت إلى آفاق واسعة، لذلك صدق الأنبا ساويرس عندما قال عنه "ذلك القديس العظيم الذى لم يضيء مصر فحسب بل العالم كله". لقد عاش مارمرقس في منتصف القرن الأول الميلادي واستشهد سنة 68م في الإسكندرية. نشأة مارمرقس القديس مارمرقس الرسول هو يهودي من سبط لاوي، نشأ في أسرة متدينة، أبوه يدعي ارسطوبولس ابن عم "أو عمة القديس بطرس الرسول" ولد مرقس في مدينة القيروان أحد الخمس مدن الغربية من أسرة ميسورة الحال، تعلم اللغات اليونانية واللاتينية والعبرية، فأتقنها جميعا، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن القبائل الهمجية المتبربرة هجمت علي أملاك أسرته في القيروان ونهبتها، وكان ذلك في عهد أغسطس قيصر، فهاجرت الأسرة إلي فلسطين، وتروي بعض كتب التاريخ أنهما كانوا سائرين في الطريق تقابلا مع أسد، فقال له والده أهرب يا أبني لتنجو بنفسك، واتركني أنا ليلتهمني الوحش، فقال مرقس لأبيه إن المسيح الذي بيده نسمة كل واحد فينا هو ينجينا، ثم صلي قائلا (أيها السيد المسيح أبن الله اكف عنا شر هذين الوحشين) فأستجاب الله لصلاته وانشق الوحشان. وهناك تقابل الأسرة مع السيد المسيح، فصار بيته هو أول كنيسة في العالم، ففيه تم العشاء السري، وفيه حل الروح القدس علي التلاميذ في يوم الخمسين، ويذكر التقليد الكنسي أن الرجل الحامل جرة الماء الذي أشار إليه الإنجيل هو مارمرقس الرسول نفسه (مر14 :13- 15؛ لو 22 :10-12). ويعتبر الأسد هو رمز مارمرقس لعدة أسباب: 1- قصة المعجزة التي حدثت مع الأسدين 2- الآية التي وردت بإنجيله "صوت صارخ في البرية " 3- لأن إنجيله يمثل السيد المسيح في جلاله وملكه على اعتبار أنه يمثل الأسد الخارج من سبط يهوذا (رؤ 5 :5). مجيء مارمرقس الرسول إلي أرض مصر عندما وصل مارمرقس الرسول إلي الإسكندرية كانت تعتبر العاصمة الثقافية للعالم كله، ففيها مدرسة الإسكندرية بمكتبتها العالمية الشهيرة، وفيها الديانة الفرعونية بكل آلهتها إيزيس وأوزيريس وحورس وآمون وإبيس وحتحور تحت زعامة رع كبير الآلهة. وفيها أيضا العبادة اليونانية تحت زعامة "زيوس" كبير آلهة الإغريق؛ وحدث نوع من التقارب بين العبادتين كانت من نتائجها عبادة الإله الوثني العظيم "سيرابيس" وفيها أيضا العبادة الرومانية تحت زعامة "جوبيتر" كبير آلهة الرومان، وفيها أيضا العبادة اليهودية، وتمت فيها الترجمة السبعينية للكتاب المقدس في عهد بطليموس فيلادلفوس، ولقد تعددت الآراء التي تذكر تاريخ مجيء مارمرقس الرسول إلي مدينة الإسكندرية، ولكن الأغلب الأعم أن مارمرقس الرسول قد جاء إلي الإسكندرية بين عامي60 ،61م تقريبا، والقصة المعروفة لنا جميعا أنه بينما كان يتجول علي البحر مفكرا ومتأملا من أين يبدأ في هذه المنطقة، تمزق حذاءه فذهب إلي إسكافي يدعي "انيانوس" وفيما هو يصلح حذاءه فجأة دخل المخراز في يده فصرخ قائلا "ايس ثيئوس" اي "يا الله الواحد"؛ فتفل مارمرقس علي الطين وطلي به يد انيانوس فشفي في الحال؛ فطلب انيانوس من مارمرقس أن يزوره في المنزل، فزاره هو وأسرته وكلمهم عن السيد المسيح حتي آمن أنيانوس هو وأهل بيته أجمعين، وبعدها قام مارمرقس بتأسيس مدرسة لاهوتية لمواجهة المدرسة الوثنية، وعهد بإدارة المدرسة إلي القديس يسطس الذي صار الأسقف السادس لمدينة الإسكندرية. كما قام بوضع القداس الإلهي، ثم سام انيانوس أسقفا حوالي عام 62 م تقريبا، كما سام معه ثلاثة من الكهنة وسبعة من الشمامسة. تأسيس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية عندما حضر مارمرقس الرسول إلي الإسكندرية، كانت الإسكندرية مركزا هاما للثقافة الوثنية، فمن مدرستها الشهيرة تخرج العديد من الفلاسفة والعلماء، كما خرجت منها الترجمة السبعينية للكتاب المقدس Septuagint، فكان لزاما علي القديس مرقس الرسول مواجهة هذه المدرسة فأسس مدرسة لاهوتية كان التعليم فيها يقوم على طريقة السؤال والجواب Catechism وكان يدرس فيها إلي جانب اللاهوت الفلسفة والمنطق والطب والهندسة والموسيقى، وأول مدير لهذه المدرسة هو العلامة يسطس وهو "البطريرك السادس" ثم أومانيوس "البطريرك السابع" ثم مركيانوس "البطريرك الثامن" وياروكلاس "البطريرك الثالث عشر" وديونيسيوس "البطريرك الرابع عشر". ومن أشهر علماء هذه المدرسة العلامة أثيناغوراس، والقديس بنتينوس، والقديس كليمندس السكندري، والعلامة أوريجانوس، والقديس ديديموس الضرير. استشهاد القديس مارمرقس حقد الوثنيون كثيرا على مارمرقس بسبب نجاحه الشديد في جذب النفوس إلي الإيمان المسيحي، وفي ليلة 29 برمودة 68م، كان المسيحيون يعيدون بعيد القيامة، وتصادف في نفس الليلة كان الاحتفال الوثني بعيد الإله سيرابيس، فهجم الوثنيون على الكنيسة، وسحلوه في شوارع الإسكندرية كلها حتي تخضبت الأرض بالدماء الطاهرة التي لمارمرقس، ثم سجنوه في سجن مظلم حتي الصباح، فقضي مارمرقس الليلة في السجن وهو مهشم الجسد، ولكن روحه كانت متعلقة بالرب، فظهر له ملاك الرب ليقويه ولمسه وقال له (يا مرقس أيها الخادم الصالح: قد أتت ساعتك، وستنال مكافأتك حالا، تشجع فقد كتب أسمك في سفر الحياة) وبمجرد أن أختفي الملاك ظهر له السيد المسيح وقال له "يا مرقس، يا تلميذي؛ يا إنجيلي، ليكن السلام لك". وفي صباح الغد30 برمودة رجع الوثنيون مرة أخري، وأخذوه من السجن وربطوا عنقه بحبل غليظ، وكرروا ما فعلوه في الليلة السابقة، وهو في كل ذلك كان يصلي طالبا لهم المغفرة، وأخيرا قطعوا رأسه ونال أكليل الشهادة ونال معه ثلاثة أكاليل هم: اكليل الشهادة، اكليل الرسولية، اكليل البتولية. علي أن موته لم يهدئ ثائرة الوثنيين وحقدهم، ففكروا في حرق الجسد الطاهر فجمعوا حطبا كثيرا، وأعدوا نارا لحرقه، ولكن في تلك اللحظة هبت عاصفة شديدة مصحوبة بمطر غزير، فتفرق الشعب وانطفأت النيران. فأتي مجموعة من المؤمنين وحملوا الجسد، وصلي عليه خليفته القديس انيانوس مع الأكليروس والشعب كله، ودفنوه في قبر نحتوه له داخل الكنيسة، وفي نفس مكان دفنه استشهد القديس بطرس خاتم الشهداء "البطريرك السابع عشر" في سنة 310م. رأس القديس مارمرقس الرسول ظل جسد مارمرقس ورأسه معا في تابوت واحد حتي عام 644م، وكان هذا التابوت محفوظا في كنيسة بوكاليا (دار البقر) وكانت تطل علي الميناء الشرقي للإسكندرية، ولما حدث الانشقاق المسكوني عام 451م؛ ونفى البابا ديسقوروس من كرسيه، تعرضت الكنيسة لاضطهاد مريع من أصحاب الطبيعتين، فأستولي الملكانيون على كنائسنا ومنها كنيسة بوكاليا، ويذكر سنكسار8 طوبة أن رئيس المراكبية دخل الي الكنيسة ووجد رأس القديس مارمرقس فأخذها وخبأها في مركبه، وعندما عزمت المركب علي المسير، تقدمت المراكب كلها وخرجت من الميناء ما عدا المركب التي يوجد بها الرأس المقدس، فأمر عمرو بن العاص بتفتيش المركب، فوجدوا الرأس مخبأ، فلما أخرجوه حالا سارت المركب، فأستحضر عمرو بن العاص من كان سببا في سرقة الرأس ووبخه توبيخا شديدا، ثم سأل عن بابا الأقباط ولما علم أنه هارب من الاضطهاد البيزنطي أمر بعودته فورا وأعطاه الأمان، ثم سلمه الرأس المقدسة وأعطاه 10 ألاف دينار لبناء كنيسة عظيمة علي أسم صاحب الرأس. وهكذا أصبح الرأس مع الأقباط والجسد مع الروم. إلي أن جاءت حادثة سرقة الجسد عام 828 أو829 م تقريبا أن أتصل أحد البنادقة بالكهنة اليونانيين حراس الكنيسة، وعندما طلب حراس المركب تفتيش السفينة غطوها بمجموعة كبيرة من الخنازير، ولما كان البحارة يعتبرون الخنزير حيوان نجس، تركوا السفينة وبذلك تم تهريب الجسد إلي فينيسيا، وبنوا له كنيسة كبري تعتبر من أفخم كنائس العالم، وتباري في بنائها كبار فنانين العالم وزينوها بلوحات فنية رائعة. وفي عام 1968 تمت اتصالات بين البابا كيرلس السادس والبابا بولس السادس لإرجاع جزء من رفات مامرقس؛ وفي البداية رفض بطريرك فينسيا العرض جدا وقال أن جسد مارمرقس هو مجد فينسيا، فتوسط البابا بولس السادس في الأمر وطلب اقتسام الجسد بين الكنيستين، فوافق بطريرك فينسيا على منح جزء من الرفات للكنيسة القبطية، وسافر وفد من الكنيسة القبطية إلي روما لتسلم الرفات يوم السبت الموافق 22 يونيو 1968، وتسلموا الرفات من البابا بولس السادس حتي عادوا بالجسد إلي القاهرة يوم الاثنين، وفي يوم الأربعاء الموافق 26 يونيو تمت إقامة أول قداس في الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس وبعدها تم إيداع الجسد أسفل المذبح وما زال محفوظا هناك حتى الآن. رحلة كرسي مارمرقس من الإسكندرية إلي العباسية بدأ الكرسي المرقسي من الإسكندرية أولا؛ ومنذ القرن الحادي عشر وفي عهد البابا خريستوذولوس البطريرك 66 (1047- 1077) تم نقل الكرسي المرقسي إلي كنيسة المعلقة. ومن المعلقة نقل إلي كنيسة أبو سيفين بمصر القديمة. ومن القرن الرابع عشر وحتي القرن السادس عشر نقل إلي كنيسة العذراء حارة زويلة. ثم نقل بعدها إلي كنيسة العذراء حارة الروم. ومنذ عام 1799 وحتي عام 1971 نقل إلي الكنيسة المرقسية بكلوت بك ومدفون بها الآباء البطاركة (البابا مرقس الثامن – البابا بطرس السابع "الجاولي" – البابا كيرلس الرابع "أبو الإصلاح" – البابا ديمتريوس الثاني – البابا كيرلس الخامس – البابا يوأنس التاسع عشر – البابا مكاريوس الثالث – البابا يوساب الثاني). وفي عهد قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث - نيح الله نفسه في فردوس النعيم - نقل الكرسي المرقسي إلي أرض الأنبا رويس بالعباسية وما زال بها حتى الآن. إنجيل مرقس أجمع معظم علماء الكتاب المقدس أن إنجيل القديس مرقس هو أقدم الأناجيل، ولقد ذكر ابن كبر أنه كتب في سنة 45م، والقديس ايريناوس أسقف ليون يذكر أنه كتب بعد استشهاد بطرس وبولس الرسولين أي بعد سنة 67م، كما ذكر القديس يوحنا ذهبي الفم أن الإنجيل كتب في مصر؛ ولقد كتب القديس مرقس إنجيله للأمم؛ والأدلة على ذلك هي: أ- ترجمته للكلمات الآرامية التي كان يستخدمها مثل: بوانرجس "ابني الرعد" (3 : 17) وطليثا "صبية" (5 :14) وأن كلمة "أفثا" معناها "أنفتح" والوي الوي لما شبقتني ومعناها "إلهي إلهي لماذا تركتني" (15 :34) و"جلجثة "معناها "جمجمة". ب- شرح عادات اليهود وأماكنهم وطوائفهم مثل: أيدي نجسة معناها "غير مغسولة " وعندما تكلم عن الصدوقيون قدمهم للقارئ الروماني بمعني "الذين يقولون ليس قيامة". ج- قلة اقتباسه من العهد القديم. د- عندما علم أن الرومان أهل عمل لا فكر؛ قدم لهم المسيح في عمله وقوته؛ واهتم بتسجيل أعماله أكثر من أقواله فسجل (سلطانه علي الشياطين – سلطانه علي الأمراض – سلطانه علي الطبيعة.... الخ). ومن أحدث الكتب التي صدرت أخيرا عن القديس مارمرقس الرسول، كتاب "مارمرقس كاروز الديار المصرية" والصادر عن "مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي" وهو مجلد ضخم يقع في حوالي 259 صفحة تقريبا من الحجم الكبير. ويضم العديد من الأبحاث والدراسات القيمة مثل (سيرة مارمرقس وكرازته في العالم للدكتور أشرف إسكندر صادق – مارمرقس والهوية القبطية للدكتور صموئيل قزمان معوض– النسخة القبطية في انجيل مرقس الرسول للأستاذ هاني تكلا – العلم اللاهوتي في إنجيل مرقس الرسول– للأب باسيليوس المقاري – القديس مرقس في الليتورجية القبطية للدكتور يوحنا نسيم يوسف– القديس مرقس الإنجيلي في التقلييد الأثيوبي الأريتيري للأب تادرس أبرها– القديس مرقس في التراث العربي المسيحي للأب وديع عوض– مارمرقس في الفن القبطي للدكتور جودت جبرة – مارمرقس الرسول والخمس مدن الغربية للدكتور إسحاق إبراهيم عجبان) وتتصدر الكتاب مقدمة لقداسة البابا تاوضروس الثاني أطال الله حياته وثبته علي كرسيه سنين عديدة وأزمنة سالمة مديدة. أما أحدث خبر أثلج صدر جميع المصريين عموما والأقباط خصوصا، هو افتتاح مزار القديس مارمرقس الرسول بعد تجديده بأرض الأنبا رويس بالكاتدرائية الجديدة بالعباسية، وكان ذلك صباح يوم السبت 7 نوفمبر 2020 م بحضور الآباء الأحبار الأجلاء (نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي– وسكرتير المجمع المقدس– نيافة الأنبا أرميا الأسقف العام ومدير المركز الثقافي القبطي– نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس قطاع مصر القديمة وأسقفية الخدمات– نيافة الأنبا ميخائيل الأسقف العام لقطاع حدائق القبة والوايلي ووكيل الكلية الإكليركية). ولقد ذكر قداسته في كلمته أن هذه التجديدات تأتي بعد إنشاء المزار في عام 1968 علي يد قداسة البابا المتنيح القديس البابا كيرلس السادس، لكن بعد مرور52 سنة المزار الي تجديد، فقام ابونا مكسيموس الأنطوني ومعه فريق عمل كبير بتجديد وترميم الأيقونات الموجودة بالمكان. ألقاب القديس مارمرقس الرسول 1- الانجيلي: لأنه كتب انجيل مارمرقس الخاص به. 2- البشير: لأنه بشر وكرز بالمسيح في أكثر من بلد ومكان كما أنه كتب لنا البشارة الخاصة به. 3- الشهيد: لأنه استشهد وسفك دمه في شوارع الإسكندرية على اسم المسيح. 4- كاروز الديار المصرية: لأنه يرجع له الفضل الأكبر في الكرازة باسم المسيح في مصر. 5- الرسول: لأن السيد المسيح اختاره ضمن السبعين رسولا. 6- الكرسي الطاهر الرسولي(البطريرك): لأنه أول رئيس كهنة في الإسكندرية. وأول من رسم بها رتب كهنوتية وبحسب البطاركة المتبع في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو الأول. 7- مبدد الأوثان: في كل مكان وفى كل موضع ذهب إليه مارمرقس كان يضئ نور المسيح ويفتح طريق الملكوت أمام الجميع، حيث إن كل موقع وكل بقعة وطأت عليها أقدام مارمرقس كان يبدد ويسقط الأصنام، ويقيم مذبحا للرب القدوس، ففي أرباع الناقوس نقول "السلام لابينا مرقس الانجيلي مبدد الأوثان". 8- ناظر الإله: لأنه يعد من أكثر التلاميذ الذين عاشوا حياة سيده المسيح ومعجزاته عن قرب. يعتبر القديس مار مرقس الرسول أول من أدخل المسيحية إلى مصر جاء إلى مدينة الإسكندرية على الأرجح سنة 60 م، من الجهة الغربية قادما من الخمس مدن. واختفت شخصية القديس مرقس في سفر الأعمال حيث سافر إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولا إلى موطن ميلاده "المدن الخمس" بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61 م. من بابها الشرقي. وألخص لكم حياة القديس مارمرقس مؤسس الكنيسة المصرية في 12 لمحة فقط كالتالي: 1. مارمرقس، بحسب الكنيسة هو يوحنا الملقب مرقس الذي تردد اسمه كثيرا في سفر الأعمال والرسائل. 2. حمل اسمين: يوحنا وهو اسم عبري يعني "يهوه حنان"، ومرقس اسم روماني يعني "مطرقة". 3. ولد القديس مرقس في القيروان إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، في بلدة تدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين من سبط لاوي، اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين في أورشليم. 4. تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها. 5. إذ هجمت بعض القبائل المتبربرة على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلي وسكنوا بأورشليم. نشأ في أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانا بالمسيحية وخدمة لها. 6. يقال إن منزل أسرته هو الذي شهد عشاء المسيح الأخير مع تلاميذه الذي أسس فيه أول قداس إلهي وسر التناول. 7. كان القديس مرقس أحد السبعين رسولا الذين اختارهم السيد للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفانيوس. 8. بدأ خدمته مع بطرس الرسول في أورشليم واليهودية، وانطلق مع الرسولين بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى وكرز معهما في إنطاكية وقبرص ثم في آسيا الصغرى، كما تعاون مع بولس الرسول في تأسيس بعض كنائس أوروبا وفي مقدمتها كنيسة روما. 9. دخل مصر عام 60 ميلادي، وبدأ هناك التبشير بالمسيحية وكان أنيانوس أول مصري بالإسكندرية يقبل الإيمان المسيحي على يد مرقس. 10. هو كاتب الإنجيل الذي يحمل اسمه (أنجيل مرقس)، وهو واضع القداس المعروف حاليا باسم القداس الكيرلسي نسبة للقديس كيرلس عمود الدين البطريرك السكندري الرابع والعشرين لأنه كان أول من دوّنه كتابة وأضاف إليه بعض الصلوات. 11. يعود له الفضل في إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، التي ذاع صيتها في العالم المسيحي كله شرقا وغربا. 12. يقال إنه استشهد على يد الوثنيين في الإسكندرية عام 68 ميلادي، وسرق بعض التجار في ميناء البندقية بإيطاليا جسده عام 827 ميلادي وبنوا عليه كنيسة في مدينتهم، أما رأسه فلا تزال في الإسكندرية حتى اليوم حيث بنيت عليها الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. الخاتمة مار مرقس أو مرقص، ويطلق عليه اسم "مرقس البشير"، كان الكاتب للسفر الثاني من العهد الجديد إنجيل مرقس ولذلك يلقب بالإنجيلي. يعتبر بحسب التقليد الكنسي الإسكندري البطريرك الأول. ولد في قورينائية بإقليم برقة. وهو ابن أخـت برنابا. يظهر المسيح في الإِنجيل الذي دونه مرقس بمظهر المخلص الذي جاء ليفدي الإِنسان. فبدافع محبته الفائقة، ينهمك في أعمال الرحمة؛ فيسد حاجة الإِنسان، ويخفف من أَحزانه، ثم يبذل نفسه فدية عنه. ومن هنا تركيز مرقس على معجزات المسيح أكثر من تركيزه على تعاليمه. وينتهي هذا الإِنجيل إلى الحديث عن نهاية الزمان وما سيحدث عند رجوع المسيح ثم يسرد الأحداث المتعلِقة بآلام المسيح وموته وقيامته وصعوده إلى المجد، ويؤكِد على مساندة المسيح لتلاميذه فيما هم ينشرون البشارة في العالم أَجمع. وفق التقليد الكنسي، فإن العشاء الأخير أقيم في بيت مرقس، وخرج مع بولس الطرسوسي وبرنـابا ثم رجـع. وفي الرحـلة الثانية خرج مع برنابا إلى قبرص. كان المغرب الأدنى أول موطن للدعوة المسيحية في القارة الإفريقية، على يد القديس مرقص القادم من صحبة المسيح عبر اليونان، ثم انطلق ليضع اللبنة الأولى للمسيحية في مصر سنة 55م، لكنه سريعا ما عاد إلى برقة ثانية بعدما خاف الكهنة منه، إذ انتشرت المسيحية بقوة وسط القبط. استشهد في الإسكندرية سنة 68م. سرق جثمان القديس مار مرقس الرسول من الإسكندرية وذهبوا به إلى إيطاليا. لكن استعادت الكنيسة القبطية جسده عام 1968 في أيام البابا كيرلس السادس. وفي صباح الأربعاء 26 يونيو 1968 احتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية المرقسية، وفي نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مرقس إلى حيث أودع في مزاره الحالي تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية. المراجع 1- البابا شنودة الثالث - كتاب ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول القديس والشهيد. 2- الأنبا أبرام أسقف الفيوم - كتاب شخصيات من الكتاب المقدس (1) القديس العظيم مارمرقس الرسول. 3- أمير نصر - كتاب ناظر الإله الإنجيلي القديس مارمرقس الرسول في حياتنا الكنسية. 4- إبراهيم صبري معوض – كتاب تاريخ حياة القديس الشهيد مار مرقس الإنجيلي.
#هاني_جرجس_عياد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية الوصم (الجذور التاريخية والافتراضات النظرية)
-
إدارة التنوع في الموارد البشرية
-
العواطف في العمل
-
النسوية العربية: رؤية نقدية
-
الفرق بين المهارات الصلبة والمهارات الناعمة
-
«العربية» في أفريقيا
-
الجامعات الافتراضية: إيجابياتها وسلبياتها
-
أنواع دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع
-
معوقات الموهبة لدى الأطفال والحلول المقترحة للعلاج
-
الرعاية اللاحقة للمفرج عنهم إحسانا أم التزاما تتحمله الدولة؟
...
-
جرائم الاتجار بالبشر : المفهوم – الأسباب – سبل المواجهة
-
الزواج السياحي في مصر
-
المال السياسي ونزاهة الانتخابات البرلمانية في مصر
-
في عالم خارج نطاق الحياة : سكان القبور أحياء بدرجة أموات
-
التحرش الجنسي بالمرأة العاملة : مأساة تتكرر فصولها كل يوم
-
حوار الثقافات في زمن العولمة : هل هو ممكن ؟
-
ماهية الحوار الثقافي
-
المسؤوليات الأمنية بين الشرطة والمجتمع (الشرطة المجتمعية )
-
المطلقة وتجربة الزواج الثاني
-
تعالوا إلى كلمة سواء: الدور الوطنى للمشير لا يؤهله للرئاسة
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|