أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عدوية السوالمة - ما العلاقة بين الشرف والتحرش؟















المزيد.....

ما العلاقة بين الشرف والتحرش؟


عدوية السوالمة

الحوار المتمدن-العدد: 7604 - 2023 / 5 / 7 - 19:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الارتباط المعقد بين مفهومي التحرش والشرف يعود في بداياته الى تشكلات السلطة النفسية والاجتماعية القائمة على حصار الاقوى وتمتعه بالقدرة على فرض منظومة مفاهيمية ما ئعة لما هو جائز وما هو غير جائز وفق تقديراته المنسجمة مع مصالحه الخاصة القاضية بزج الاضعف في دوامة البحث الدائم عن دليل براءته وطهره وإلباسه ثوب العار الابدي لمجرد انه خلق كجنس مختلف .
هجوم نفسي استباقي بتأييد اجتماعي واسع يضمن هيمنة كاملة على الاضعف اي المرأة ,فتبدي بما يبدو وكأنه تعبيرا عن ارادة حره نوعا من تشكلات نماذج سلوكية تمجد فيها الخضوع حتى تسكت صوت الاثم داخلها كونها مصدرا للخزي والعار لمجرد انها انثى.
مجتمعاتنا الأبوية بالاساس تنتظم حول كل ما يجده الراعي مناسبا ,سواء اكان شطحات خيال بلا منطق , او يتبع اسس معينة تلزمه خطابا عقلانيا . وبكل الاحوال الامر عائد الى ما يروق له وهو ما نراه انطلاقا من رب الاسرة على الصعيد الفردي حتى راس الهرم المجتمعي الكل عليه ان يتبع راعيه دون الكثير من التفكير وبالتالي فان الكثير من اللامنطق والتضارب المعرفي يصبح مقبولا وسائدا بلا اي محاولة للمراجعة وإلا كيف اتفق ان نجد ذلك الالتقاء بين مفاهيم متضاربة كالتحرش والشرف في ذات الوقت .

في البحث بطبيعة العلاقة التي تربط بين كلا مفهومي الشرف والتحرش نجد اننا امام شيئين متناقضين ولكنهما متساوقين فنبيح التحرش وندين كل مايسيء للشرف , فكيف يمكنك ان تتحدث عن الشرف في حين ان التحرش مباح ضمنا وعلنا في مجتمعاتنا . كيف يمكن ان نأبى الحديث عن امهاتنا او اخواتنا ونرفض حتى التلميح بشأنهن وفي نفس الوقت نتباهى امام انفسنا والاخرين كذكور بشتى انواع التحرش .
ومع ان الشرف كمفهوم اشمل يشير الى مجموعة صفات حميدة في آن معا كالصدق والامانة والشجاعة والنزاهة وغيرها من الصفات التي تعتبر كهاد اخلاقي لنا في حياتنا إلا أن الشرف بالعموم في مجتمعاتنا يشير حصرا الى السمعة المتأتية عن السلوك النسوي المتعلق بنمط العلاقة المحرمة مع الذكور مع الاخذ بعين الاعتبار انه سابقا كان مجرد الحديث الى الذكور يصنف في باب المحرمات ايضا .
بالمفهوم الاخلاقي العام لدينا الكذب الغش المكائد السرقة كل ذلك يعتبر جزءا من الخصال الاخلاقية السيئة ولا يشير الى انعدام الشرف . يتأذى الشرف فقط عندما يتعلق الامر بمسلكيات النساء التي لها علاقة بطبيعة التعاطي مع الذكور الاخرين . يمكننا ان نلاحظ ان الاحساس بالاستقواء المشرعن قد دفع باتجاه استسهال خلق فصل في عرى المنظومة الاخلاقية الاتفاقية طالما انها تتعلق بالنساء بحيث صار هناك منظومة اخلاقية تخضع النساء فقط للمسائلة بشأنها ولا يهم طبيعة التضاد التي تشكلها طالما أنها خصصت لفئة همشت وأبيح استغلالها .
الخلط والضبابية الاخلاقية المفاهيمية تجعل من مرتكبي هتك الحرمات في حل من المسائلة الاخلاقية الذاتية والمجتمعية .
في المنظومة المفاهيمية الاخلاقية يعتبر التحرش انتهاكا صارخا لها وليس شيئا منفصلا عنها ولكنه سقط مع سبق الاصرار منها كونه متعلق (بشيء) يجب أن يتم ضمان خضوعه لمنقحي القوانين الاخلاقية طالما أنهم الرعاة لها .
الامر الذي يدفعنا للقول بوجوب اجراء ثورة مفاهيمية تطيح بكل طرح يشجع على عصيان القوانين الاخلاقية بمجملها دون محاباة لأي جهة أو جنس .ثورة مفاهيمية تترجم بقوانين على ارض الواقع ونظم سلوكية تؤسس لها المؤسسات التربوية بعيدا عن التغافل الذي يؤكد على الاستعلاء الذكوري .
فالمتحرش منتهك الحرمات يجب ان تنزع عنه سمة الشرف وليس منحه لقب (صياد باعتبارها تسمية محببة يوسم بها الذكور المتحرشين بين اقرانهم )تمجيدا له على قدراته في استغلال ظروف الاضعف ودفعه نحو الرضوخ .
لايمكن ان تكون هناك مروءة يتخللها استغلال وضع ,وفرض سيطرة لا يمكن من الاساس ان يكون هناك تضاد في النظم الاخلاقية ولا أن يكون للذكور امكانية صياغة خطابهم الاخلاقي االخاص بهم .
التشجيع على الصمت تجاه التحرش بحجة الحرص على السمعة هو اقرار ضمني بوجوبه , ودفع النساء بالقبول به دون اعتراض والحفاظ على استمراريته المستقبلية دون اي تفكير بتبعاته .
التشجيع على الصمت تعني ان جميع النساء بلا استثناء مهما حاولنا فرض اجراءات احترازية سيتم التعرض لهن بشكل او بآخر وبالتالي مجتمعاتنا ستكون فاقدة للشرف طالما أن الشرف قد حوصر بزاوية ضيقة جدا نحاول حمايته بطرق مبدعة بالسطحية .
في التربية من المهم ان نقوم بايلاء عناية كبيرة لترسيخ مفاهيم مثل احترام الذات واعلاء قيمة الذات لكونها مفاهيم تقي من اي انهيارات محتملة ولكونها قادرة على وضع حدود للتعامل فيه مع الذات والاخرين وهو ما يجب التركيز عليه اثناء التنشئة وخاصة للاناث فهي مفاهيم يمكنها أن تصوغ تعاملاتهن مع انفسهن وتعيد اعتبارهن لانسانيتهن التي تسحق في حادثة التعدي عليهن .مفاهيم تضع كل من يحاول الاساءة أو الالغاء موضع مسائلة ومحاسبة بدون اي محاولة للتغاضي او التجاهل او السماح بالاساءة كنتيجة لفهم يدور حول أحقيته باعتباره الاقوى نفسيا ومجتمعيا فتصبح حتى كلمة لا صعبة او غير واردة لكونها ترجمة لتمرد منع من الاستخدام اصلا في سنوات الطفولة التي رسخت طاعة المرأة وحرصت على تناول كلمة حاضر لأي فتاة يكثر طالبيها للزواج من قبل الذكور وامهاتهم مستخدمين عبارة (إلها تم ياكل ما إلها تم يحكي ).
الفم الذي لا يتكلم لن يتكلم حتى عندما يجب ان يتكلم ويدافع عن ملكيته لجسده الذي تعلم ان يقول دائما نعم لن يستطيع قول لا لأنه ببساطة غير قادر على الدفاع عن نفسه .
من غير اللائق بمجتمعات توسم بالمحافظة ان تدفع باتجاه الصمت والتستر واخفاء جرائم التحرش حتى وان كانت مجرد كلمة ومن غير اللائق ان نمارس تنشئة للفتيات تسهل جعلهن ضحايا مستقبليات تحت مسمى (مطيعة) ومن غير اللائق الاشارة الى الرجولة على انها قدرة اخضاع نسوي واستغلال ظرف ومن غير اللائق تحشيد قوى مجتمعية لاسكات من تعرضت لانتهاك حرمة بتهمة الفضيحة او درءا لصراع تزج به ذكور قبيلتها .
بالنهاية الاخلاق لا تجزأ ولا يمكن ان تكون منحازة لعرق او جنس وجدت في قالب واحد لتحمي الجميع بعيدة عن اهواء ورغبات الاقوى وتضعه في حيز المساواة مع الاضعف .



#عدوية_السوالمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وأنتن بخير ....تبا لانسانيتنا
- العلاج الكلامي في مواجهة الحرب على الذات
- الكرة عربية ام امازيغية
- العلاقة بين التمكين والخراب الاسري
- هل علينا شنق القهوة أم اعدام الفناجين
- سيكولوجية متفردة للنساء
- كيف اساعد طفلي
- أنماط سلوكية جديدة يفرضها الزائر الغاضب كورونا
- النساء..تريد..اسقاط النظام
- لا يقلقنا تعدد الزوجات........ولكن
- هذيان في مهمة سماوية
- نحو تعزيز دور الشبكات النسوية العربية
- قصص من ذاكرة امرأة ( الوأد يقبع في أعماقنا )
- قصص من ذاكرة إمرأة ( عروس لتحسين )
- تجارب نسائية مريرة (2) الطلاق والبعبع المنتظر
- عدوية السوالمة - كاتبة وناشطة نسائية ومدير عام مركز آمن للتأ ...
- علم النفس الاعلامي والوعي بتقديم الذات الفلسطينية
- تعديل سلوك للكبار وهدايا حب لكل الاطفال
- شيخوخة القهر لدى النساء
- جدلية الارتباط العاطفي والاشباع النفسي الطفلي


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عدوية السوالمة - ما العلاقة بين الشرف والتحرش؟