|
الطريق لعودة سوريا الى الجامعة العربية . هل هي سالكة
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 7604 - 2023 / 5 / 7 - 15:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الطريق لعودة سوريا الى الجامعة العربية. هل هي سالكة ادهم ابراهيم
بعد اكثر من اثني عشر عاما من الازمات والحروب في سوريا ، تبادر بعض الدول العربية لاعادتها الى محيطها العربي . ورب سائل يسأل هل كانت الصراعات فيها عبثية وحان الوقت لتجاوزها ، ام ان هناك اسبابا جديدة تفرض نفسها على الوضع السوري . خصوصا بعد المصالحة السعودية الايرانية والحرب الاوكرانية ؟ ام الرغبة في اخراج الوجود الايراني والتركي من سوريا لاعتبارات عربية ودولية ؟
النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا ، مازال معزولا عن محيطه العربي والاقليمي ويعاني من عقوبات امريكية واوروبية لايمكن تجاوزها . ومخلفات حرب اهلية تسببت في هجرة الملايين الى الدول المجاورة واوروبا تتطلب حلولا جذرية لاترقيعية .
وقد كانت هناك مبادرات عديدة في الخفاء والعلن لإيجاد حل سياسي للصراع الاقليمي والدولي فيها باءت كلها بالفشل . سوريا المقسمة فعليا من الناحية الواقعية بين مناطق نفوذ امريكية وروسية وايرانية وتركية ، اصبحت الان محط انظار الدول العربية ، وخلفها المصالح الدولية والاقليمية .
ويبدو ان بعض الفرقاء المعنيين بالوضع السوري اصبح لديهم الرغبة في عودة سوريا الى الحضن العربي مجددا . قد تكون سياسة المملكة العربية السعودية فيما يخص تصفير الازمات في المنطقة ، هي الدفعة التي يبحث عنها النظام السوري ، من الناحية الاقتصادية على الاقل . ولكن ذلك لن يأتي دون ثمن مما يتطلب بالتأكيد ان تنأى دمشق بنفسها عن طهران .
وقد كانت هناك دعوات متقطعة للمصالحة مع النظام السوري، عندما قامت البحرين بتبادل السفراء . وكذلك اعادة فتح المعبر الحدودي مع الاردن لتعزيز التبادل التجاري بين الاردن وسوريا . كما كانت زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بمثابة تغيير في العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين .
ورغم ذلك فمازالت الولايات المتحدة ترفض التطبيع مع النظام السوري .
لا احد يعلم مآل التحركات الجارية لعودة سوريا الى الجامعة العربية . وقد اختصر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان هذا الموضوع بقوله "لا يوجد بعد مسار واضح لتحقيق كل أهدافنا ، ومن هنا ضرورة تحقيق هذا الهدف من خلال الحوار مع سوريا".
ويأتي التقارب السوري مع الدول العربية في أعقاب المصالحة السعودية الإيرانية ، خصوصا بعد رغبة النظام السوري للتقرب مع الإمارات ودول الخليج الأخرى .
ولكن كيف سيلتزم النظام السوري بالشروط المطلوبة كحد ادنى . فهل سيتخلى عن الوجود الايراني اوالعلاقات الاقتصادية الوثيقة معها ؟ وهل لديه الرغبة الحقيقية لإبعاد حزب الله اللبناني والميليشيات الموالية لإيران عن الساحة السورية ؟
وهل هو قادر فعلا على ضبط الحدود وايقاف او منع تهريب الكبتاغون الى الدول المجاورة ؟
اواجراء مصالحة حقيقية ، والسماح للاجئين بالعودة إلى مدنهم وقراهم؟
كل هذه الاسئلة مازالت بحاجة الى ايجاد اجوبة عليها !
وفي المقابل تأتي زيارة الرئيس الايراني لسوريا مؤخرا لتأكيد الوجود الايراني في سوريا ، واشارة واضحة للدول العربية بعدم تجاوز او اهمال العلاقات السورية الايرانية الوثيقة . خصوصا وأن الدول العربية ليس لها نفوذ فاعل داخل الاراضي السورية ، على عكس روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة ، التي اوجدت لها قواعد وقوات في مختلف مناطق الدولة .
من كل ذلك يتضح صعوبة احراز تقدم كبير في عودة سوريا بالكامل الى محيطها العربي في الوقت الحاضر . وان الامر يتطلب جهدا" كبيرا" على المستوى العربي والإقليمي ، خصوصا وان بعض الدول العربية مازالت رافضة للتطبيع معها . رغم ان الحاجة لضمان الامن العربي ومواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية تتطلب اعادة اللحمة العربية . ولكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
ادهم ابراهيم
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العودة إلى صراع الجنرالات في السودان
-
أهمية التدريب
-
تهافت الاعجاز العلمي للقرآن
-
اصلاح النظام المصرفي في العراق
-
الانفراج السعودي الإيراني هل سينهي ازمات المنطقة؟
-
في بلداننا أصبح نضال المراة اكثر تعقيدا
-
مائة عام من النضال ومازال النفوذ الاجنبي مستمرا
-
تحول العراق الى دولة ريعية
-
المبالغة في الترويج للمثلية
-
احتمالات المواجهة مع ايران
-
تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال
-
كأس الخليج . . هل سيعيد العراق الى محيطه العربي؟
-
الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق
-
التجارب المريرة للاخوان المسلمين
-
عمليات التجميل . . تقليد اجتماعي ام هوس
-
العدالة المفقودة والافلات من العقاب
-
في العراق يحاولون اسكات الصوت الحر
-
الديموقراطية في العراق.. لاتبادل سلمي للسلطة
-
تأثير الاعلام الامريكي على صياغة الرأي العام
-
الحد الفاصل بين القدر وحرية الارادة
المزيد.....
-
في تركيا.. ماذا يُخبّئ هذا -الوادي المخفي- بين أحضانه؟
-
جورج كلوني منزعج من تارانتينو بعد أن شكك بنجوميته
-
فيديو جديد يظهر تحرك القوات الأوكرانية داخل روسيا مع تقدم تو
...
-
الخارجية الروسية: نظام كييف الإجرامي يأمر بإطلاق النار على ا
...
-
تدريبات بالذخيرة الحية للقوات الأميركية والكورية الجنوبية لت
...
-
كيف يمكن أن تساعد -ممرات الهواء البارد- على خفض حرارة المدن؟
...
-
-البحر يغلي- ـ درجات حرارة قياسية في المتوسط للسنة الثانية
-
سموتريتش يعلن إقامة مستوطنة جديدة جنوب القدس ويتعهد بمواصلة
...
-
المخابرات الأوكرانية تعلن عن سرقة أموال مخصصة لتطوير حماية ا
...
-
مصر.. تعديلات مفاجئة على عدد مواد الثانوية العامة
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|