كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 00:41
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ربما كانت الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق ثاني مصرية تحمل لقب جنرال بعد الامبراطورة كليوباترا زوجة الجنرال بطليموس الثالث عشر. والشيء بالشيء يذكر ان الاميرة (فوزية بنت الملك فؤاد) كانت امبراطورة أيضاً بعد زواجها من شاه إيران، لكنها انفصلت عنه في الخمسينيات. .
اللافت للنظر ان اسمها تردد هذه الأيام في خضم المعارك المتفجرة بين الاخوة الاعداء في السودان، وبخاصة عندما وقع المصريون في قبضة عناصر قوات الردع السريع، فشتموهم بالقول: (أنتم جيش فوزية) الأمر الذي أغضب العرب في كل مكان، لأن عناصر (دقلو) اساءوا إلى الجنود الذين قال عنهم رسول الله (ص): أنهم خير أجناد الأرض وهم فى رباط إلى يوم القيامة. .
ولكن من أين جاءت عبارة (جيش فوزية) ؟. فكل القصة وما فيها ان الاميرة فوزية كانت تحمل رتبة (فريق) وكانت حريصة كل الحرص على تقديم الدعم والاسناد للشعب السوداني، ولها مواقف إنسانية مشهودة وموثقة، وكان من الطبيعي ان تكون زياراتها للقرى السودانية مصحوبة بكتيبة من الجنود والضباط، فتحمل معها في كل مرة كميات كبيرة من الأدوية والأغذية والملابس والكتب والمستلزمات المنزلية تقدمها لسكان القرى والارياف، وكان السودانيون يفرحون بقدومها، ويستقبلونها بالحفاوة والترحاب، حتى انهم خصصوا لها وجنودها مقراً لإقامتها بينهم، اطلقوا عليه (استراحة أولاد فوزية)، ومفردة أولاد أو (ولاد) مفردة لطيفة للتعبير عن حب السودانيين واحترامهم لهذه المرأة المحسنة رحمها الله. لكن المزاجات السياسية المتقلبة والمنحرفة هي التي تتلاعب أحياناً بالمفردات التاريخية لتحقيق نواياها الدنيئة في التراشق ونشر ثقافة الاساءة للغير حتى لو كان هذا (الغير) من الذين كانت لهم مواقف تستدعي التقدير والاحترام والشكر والثناء. .
اما ما حصل في مطار مروي فكان من التصرفات التي لا تليق بأصول الضيافة أو البروتوكولات العسكرية. سيما ان القوة المصرية المتواجدة في المطار لم تكن قوة محتلة أو غازية، وانما كانت مكلفة بواجبات التأهيل والتدريب ونقل الخبرات بموجب اتفاق بين البلدين. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟