أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - السينما السريالية عند رأفت الميهي- السعيد عبدالغني















المزيد.....

السينما السريالية عند رأفت الميهي- السعيد عبدالغني


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 7601 - 2023 / 5 / 4 - 09:03
المحور: الادب والفن
    


بينما كنت أكتب طرأ في ذهني فيلم على القائمة بعنوان" سمك لبن تمر هندي" لرأفت الميهي الذي قرات عنه بعض الغرابة في أعماله، لذلك شدتني هذه الهالة الغامضة للمشاهدة.
فالغرابة دلالة على تجريب، والتجريب دلالة على إرادة في رؤية مغايرة، حتى لو لم اتفق او اتفقت معها إلا أنها مختلفة.
الرموز السريالية عند رأفت الميهي

الفيلم مجموعة من الرموز التي تمثل القوى الممكنة من السلطات، السلطة السياسية، الدينية، السلطة الاجتماعية، الخ.
بطله محمود عبدالعزيز وربما أنا أيضا شخصية رأفت الميهي الذي يرفض أن يكون أبيه وأخيه.
أخيه وهو حسن سبانخ بطل فيلم الافوكاتو (عادل إمام) الذي يتاجر بكل شيء.
بينما أحمد سبانخ يريد ان يكون ذاته، ولكن ذاك صعب في هكذا واقع.
تم تغيير اسم الفيلم من سبانخ الى سمك لبن تمر هندي بسبب الرقابة والاسمان يعبران عن حالة التعويم للمتضادات والمتناقضات.
الاستعارات اللغوية
١. ف"سمك لبن تمر هندي" تعبر عن الميوعة وعطف ما لا يمكن اجتماعه.
٢. "سبانخ" عن ما يسميه أيضا الإنسان المُشيء أو الإنسان السائل (وجه منه) لزيجمونت باومان.
وال "سبانخ" تعبر عن عدم الصلابة، الميوعة، الانسحاق الهوياتي.
القابل لفعل كل شيء وبلا أيه أخلاق، التحالف مع أي سلطة لمنفعته.
٣. "إدارة" معالي زايد وهي تمثل "إدارة" وهي حبيبته منذ عشر سنوات يدفع له مهرها أبوه المسافر بالقسط،؛والاسم يدلل على أهميتها في إدارة تلك العلاقة
القصة
محمود عبد العزيز يمثل دور أحمد سبانخ وهو طبيب بيطري، يمارس مهنته بشكل كامل وبدون أن يأخذ أية رشاوي.
بل يتعامل بأخلاق وهكذا مع كل شيء فيما يرى في رحلته جميع الانتهاكات الممكنة ويرفض أن يكون مثل أخيه "حسن سبانخ" ومثل الممرض.
إدارة الشريك الاخر والتي تمثلها معالي زايد تساعده، تكتب على الآله الكاتبة باستمرار حتى تقرحت أصابعها وهي مثله في التعامل مع العالم، بالأخلاقية الكبيرة..

يظهر البطل في حالة الحصر دوما، كل شيء يدفعه ويحصره نفسيا في مكان ضيق يضطر ويضطر ويضطر.
يصله خبر وفاة والده ومن هنا يتحول السرد إلى سرد سريالي لأن ضابط انتربول يُسمى "ملاك" وهذه استعارة أخرى شك أنه إرهابي.
وتبدأ رحلة القبض عليه وإيداعه في مستشفى تغسل الأدمغة لتحول هؤلاء الإرهابيين ولأخذ الاعترافات على أدلة واهية.
توظيف المستشفى كمسرح سريالي
المستشفى هي المسرح السريالي لرأفت الميهي، ربما لقدرة المستشفى كمكان على اللعب في الأعضاء أو الحركة التي يمكن أن تغوي وتنفَذ عليها السريالية.
الضابط يخونه من معه، يقارب من التحول لشخص مطلوب ومتهم، "إدارة" تذهب إلى الجنة ومحمود عبدالعزيز يهرب.
السرد المتتابع للسيرة المشابه للسريالية
هناك مشابهة لنفس المتن في ظهور السريالية التي ابتدأت لغويا وشِعريا حتى تحولت إلى شكل بصري.
السريالية بدأت كمجموعة أدبية من قبل ظهور الفن السريالي.
وأيضا رأفت الميهي كاتب سيناريو أولا ولم يدرس الاخراج في أكاديمية بل علّم نفسه من الكتب.
ويظهر في ذاك أيضا المعالجات السينمائية لروايات واهتمامه بهذا الجانب.
وفي1981 كتب وأخرج فيلم "عيون لا تنام" من بطولة أحمد زكي ومديحة كامل وهذا أول اخراج له وحده.
ومع كم المعالجات تلك هو مُطلِع بشكل كبير، بحكم دراسته للأدب الانجليزي.
التكوين السردي لرأفت الميهي
لا يوجد مذهب فني أو حركة تظهر وحدها بدون أسباب.
السريالية كحركة في بدايتها، قامت ضد تهاون الطبقة الوسطى بعد الحرب العالمية الاولى، لأن الطبقة الوسطى شاركت في الحرب بالصمت أو بالفعل.
ورأفت الميهي مطلع على الفلسفات، العبثية، السريالية.. إلخ. فنزعته قامت أيضا كلوم ما إلى كل ما كوّن حالة بطله في الفيلم محمود عبدالعزيز.
حيث لا يمكن التعامل بمنطق مع كم المدركات المختلفة الغريبة الضاغطة مع السمك واللبن والتمر الهندي ليُخرِج شخصية صحيحة.
النزعة السريالية كنزعة في الفِكر
ليس هذا السبب الوحيد لظهورها كمذهب.. هناك أسباب كثيرة على حسب زاوية النظر، أولها، حاجة الفنانين لخلق قوالب فضفاضة بدون حدود.
قدرتهم على الوقوف من فوق لأعلى المجتمع ورؤية العلاقات والتفاصيل، والربط البصري والمفاهيمي.
أفلامه التي أخرجها كانت سريالية في أغلبها، يمكن تأويلها بالكثير مع احتوائها الى أفق دلالي يصل إلى الانسان العادي.
الكوميديا السوداء

يُسموه أصحابه المكتئب الأعظم كما قال مجدي محمد علي. فكآبته ليست بشكل مباشر بل بشكل رمزي في الكوميديا السوداء.
وتمرير تلك السريالية بالاعتماد على الكوميديا السوداء التي ليست حالة دعائية للفيلم، بل يعتمد عليها الفيلم" تعتمد إمكانية حل هذا التعقيد، بإحلال نوع من من التوافق بين هذه القوى، يعيد المياه إلى مجاريها" [2]
لا يوجد مذهب من المذاهب الفنية يظهر هباءً وحده. دائما هناك أبعاد كثيرة تساهم في ظهوره، مثل الظروف الاجتماعية والسياسية والاحداث الكبرى.. بالإضافة إلى أن أي مذهب فني جديد يقوم في الأساس على تطوير أو تعديل الأشكال الفنية التي قبله.
وتبني هذه المذاهب كذلك في واقعنا المعاصر العربي صعب كونها بعيدة جدا عن المتلقي في السبعينيات لذلك طعّمها بالكوميديا التي على أساس تراجيدي والتي تخدم السياق.
الأحلام عند رأفت الميهي
كما استخدم السريالون الأوائل الأحلام والخيال لكي يعبروا عن ذاتهم، واستخدموا أيضا وسائط كثيرة، استخدم رأفت الميهي.
" اعتمدت(السريالية) على قوة اللاوعي، أهملوا تماما العقلانية والواقعية الأدبية، وكانوا يتعاملوا معه بنوع من الازدراء"
لكن طريقة تعامله مع المعقول والمنطقي لم تصل إلى حد الازدراء، بل السريالية طريقة لفهم الواقع والتعبير عنه.
رأفت الميهي والبرج العاجي؟
ومع ذلك لا نستطيع أن نقول أن رأفت الميهي، رومانسي ومن أصحاب الأبراج العاجية.
فهو يعتقد أن الوحي ممكن نجده كما السرياليين في كل مكان في الشارع والحياة اليومية وهذا ما فعله، بتوظيف الحياة اليومية لمفاهيم كبرى.
خصائص السريالية
تحققت الكثير من خصائص السريالية في أفلام رأفت الميهي وخصوصا فيلم " سمك لبن تمر هندي" منها

1. المزج بين الواقع والحلم(الاحداث التي تجري في المستشفى)
2. بين المرئي واللامرئي(حديثهم مع الشباك الأسود)
3. الاحتفاء بالمدهش (مفهوم الجنة في ذهاب إدارة)
4. تحرير اللاوعي (الآباء سواء لأحمد سبانخ أو الضابط ملاك)
5. السعي لتعرية المجتمع وصدمه عبر زعزة ثقته بالواقع وبمؤسساته القائمة التي تسعى لتكبيل حريته وطمس حقيقته(سلطة السياسة وسلطة الدين)
6. استكشاف ممالك الحلم والرغبة باعتبارهما منبعين للإلهام السريالي
السريالية من نظرة أخرى
فالسريالية في تعريف ٱخر هي ثورة على النظم والسرد المعهود سينمائيا لكنها قبليا هي طريقة في تناول العالم تعتمد على (تحطيم جميع الحواجز التي تحدد الفرد، جاعلة منه غريباً عن ذاته. فالسريالية ترفض الموانع، و التعارضات الثنائية ( عقل – جنون، واقع – استيهام، طفل – بالغ، يقظة – حلم…) إنها تفترض اولياً انساناً استعاد وحدته، في حالة ابتكار وخلقٍ دائمين)). [3]
فأحمد سبانخ طفلا في مشاهد يحدث ابيه، وانتقال الأدوار كدور ملاك وإدارة في الاستجواب، لتلغي الثنائية أو الحدود بين الشخصيات تماما، بين المعترِف والمذبح.
سبانخ كزاردشت
ولا يمكن تمرير الفيلم بدون نظرة فنية ميثولوجية، وهي عبور محمود عبدالعزيز على حماره جاذبا المريدين بلغته، كما فعل زرادشت، لكنه زرادشت المصري.
فيما اختار بعضهم الانضمام له ولم يلقي له البعض بالا كونهم غير مهتمين من الاساس بفعل الثورة.
فلا يمكن معرفة هل هذه أحلام أو واقعية؟ هل هذه فانتازيا خالصة أم فانتازيا من متن واقعي وتعبيرا عنه؟ إن هذه الأسئلة هي التي تغني سينما رأفت الميهي.
المراجع:
1. الانسان السائل مقال د. محمد عبدالله القواسمة
2. هينيري اجيل، علم جمال السينما
3. الصوفية والسريالية، أدونيس



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد أن أكون إنسانا طبيعيا - السعيد عبدالغني
- قصائد خلقت أفلام 1- السعيد عبدالغني
- تاريخ القبل- ماريا بوبوفا ترجمة السعيد عبدالغني
- إلا إن هجر الراوي أو اشترك - السعيد عبدالغني
- أتحدث في رأسي مع شعوب - السعيد عبدالغني
- الإيروتيك العربي والبورنوغرافيا 1 - السعيد عبدالغني
- الدلالات مقررة سلفا - السعيد عبدالغني
- تجربتي مع الاكتئاب 1
- اللهم إني أُشهدك
- التشبيب في التاريخ العربي - السعيد عبدالغني
- أنا عجوز الآن صاخب بأحلام الطفولة - السعيد عبدالغني
- كتابات السعيد عبدالغني - الشاعر محمد قيس
- مراجعات القراء لرواية قرية الجدة عشتار ل السعيد عبدالغني
- المجموعة القصصية محيطات التيه ل السعيد عبدالغني
- المغلوطات عن القراءة والقارىء - السعيد عبدالغني
- المغلوطات العشر عن الكتابة - السعيد عبدالغني
- المغلوطات العشر عن الثقافة - السعيد عبدالغني
- تاريخ اتباع التريند: إنه الطبيعة والأصول 1- ترجمة السعيد عبد ...
- دوغلاس سميث وراسبوتين - ترجمة السعيد عبدالغني
- أحلم بأجنحتي الملونة المكسرة في المقهى حولي - السعيد عبدالغن ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - السينما السريالية عند رأفت الميهي- السعيد عبدالغني