أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إلياس شتواني - عندما باع السلطان حفيظ المغرب للاستعمار الفرنسي ب40000 فرنكا














المزيد.....

عندما باع السلطان حفيظ المغرب للاستعمار الفرنسي ب40000 فرنكا


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7601 - 2023 / 5 / 4 - 02:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




شهد عام 1912 نهاية استقلال المغرب، وعلى الرغم من أن الأمر الطبيعي هو الشعور بالندم والأسى، إلا أن نهاية استقلاله بشكل عام كانت مسألة تهنئة للسلطان المغربي.
كتاب المغرب الذي كان من تأليف الصحفي الإنجليزي والتر هارس يحكي باستفاضة الظروف التي عايشها المغرب قبل فترة الإستعمار و ما واكب ذلك من تطورات، حسب تجارب الكاتب الشخصية في البلاط الملكي.
لقد أهدر مولاي عبد العزيز، السلطان الشاب والمُسرف، عائدات البلاد وأفرغ سنداتها بمشتريات عديمة الجدوى. كان عهده حقبة بذخ حقيقي، حيث التقى الرحالة في فاس من جميع الموانئ البحرية، حاملين أقفاصًا من الحيوانات البرية، والتشكيلة الأكثر روعة من كل التحف و كل ما يمكن تخيله من الفخامة والذوق الرفيع. هذا الإنفاق، والتقليد الأعمى لنمط العيش الأوروبي، والضعف الذي أدار به حكومته، أدى إلى اضطرابات داخلية و في الأخير الى حدوث تمرد. نصب أخوه غير الشقيق، مولاي عبد الحفيظ، نفسه سلطاناً في العاصمة الجنوبية مراكش.
كانت الحرب بين السلطانين مملة ورتيبة. بدا أن الهدف الرئيسي لكليهما هو كيفية تجنب المواجهة، وقد اكتفا بإصدار مراسيم حرمان متبادل، و ركزوا بشكل أساسي على الحصول على الدعم المالي و ذلك عن طريق نهب القبائل، بغض النظر عن ولاء هذه الأخيرة و حيادها السياسي. في الأثناء، تضاءلت الموارد، و تضاءلت الجيوش بشكل متبادل إلى درجة الاختفاء تقريبًا. في الواقع، كلا الطرفين كانا يعتمدان على الفارين من قوات بعضهما البعض.
في عام 1908 غادر مولاي عبد العزيز فاس جنوبا إلى مسرح التمرد، وسار ببطء في مسار حذر للغاية، لتجنب أي مواجهة محتملة مع العدو. في الأثناء، كان مولاي عبد الحفيظ قد قهر الشمال أيضًا، وخرج في طلب فاس. في الأخير، كان كل واحد منهم قد وصل بنجاح إلى عاصمة الآخر دون وجود أي عوائق. بعد بضعة أشهر استسلم السلطان عبد العزيز لصالح مولاي عبد الحفيظ، الذي، مع قلة من الأتباع، تمكن من قلب السلطة لصالحه.
لم يكن مولاي عبد الحفيظ هو الرجل الذي يعيد المغرب المحتضر إلى عافيته. لقد تبنى الأساليب الصارمة نفسها ضد المغاربة، وصارت حالة المغرب أسوأ من ذي قبل. في الأشهر الأولى من عام 1912، حاصرت قبائل فاس السلطان. ناشد مولاي حفيظ الفرنسيين، المثبتين بالفعل في الدار البيضاء على ساحل المحيط الأطلسي. تم إرسال بعثة استكشافية على عجل إلى فاس، وبعد أسابيع قليلة تم التوقيع على معاهدة الحماية الفرنسية، على أن يتبعها على الفور قرار التنازل عن العرش. انتقلت السلطة السياسية إلى الرباط، على الساحل، وهناك حدثت المشاهد الأخيرة لاستقلال المغرب، في أكثر صور الجشع و المساومة من جانب السلطان، و ذلك من أجل الحصول على أفضل الشروط الممكنة لنفسه.
هذه الشروط قد كلفت 40000 فرنك، و التي أعطيت له كشيك. غادر عبد الحفيظ بعدها رصيف الميناء في الرباط متوجهاً إلى السفينة الفرنسية التي كان من المقرر أن تأخذه في زيارة إلى فرنسا. في الأثناء، سلم إلى المقيم الفرنسي العام الوثيقة النهائية لتنازله عن العرش.

المصدر
كتاب المغرب الذي كان من تأليف الصحفي الإنجليزي والتر هارس.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد العمال: إجابات صغيرة على الأسئلة الكبيرة
- عقلانية الْمُعْتَزِلَةُ بين فشل الماضي و مقتضى الحاضر
- الجوانب السياسية لرمضان
- الاختلافات بين الطوائف المسيحية
- صلاة التراويح: بدعة عمر بن الخطاب
- العدالة البيئية Environmental Justice
- الفلسفة المثالية لأفلاطون
- من هرطقات البخاري: حديث إن أحدكم يُجمع خلقه
- من يحكم العالم
- المرأة و أصل العائلة
- رواية الطاعون: عبثية الإله و الوجود
- معاهدة واد راس: وصمة عار في تاريخ المغرب
- الفكر النسوي Feminism: مقدمة قصيرة
- بيان سايبورغ: مجتمع المدينة الفاضلة
- ما بعد الإنسانية Posthumanism: مقدمة قصيرة
- النسوية الإيكولوجية Ecofeminism: مقدمة قصيرة
- عقلي هو كنيستي
- التطور الفكري والديني للبشرية على الأرض
- حكم الرِّدة في الإسلام: بين حرية الفكر وإرهاب الدولة
- النظام الملكي في المغرب: إسلام السلطة و المال


المزيد.....




- غادروا البلاد بـ-معرفتهم الشخصية-.. الداخلية المصرية تصدر بي ...
- تونس.. بطاقات إيداع بالسجن لمتورطين في ملف -التسفير لبؤر الت ...
- الرئيس السوري يتبادل التهنئة مع رئيس دولة الإمارات بعيد الأض ...
- فيديو: مبابي يستأنف التدريبات مع منتخب الديوك بعد إصابته بكس ...
- الدبابات الإسرائيلية تتوغل في عمق رفح.. ونزوح للمرة السابعة ...
- وفيات بالمئات.. مصريون يروون لـ DW عربية -فاجعة- الحج
- مراسلنا: سقوط 12 قتلى وإصابات حرجة في قصف إسرائيلي طال لجان ...
- -حماس- تطلب من بايدن تقديم خدمة جديدة وأخيرة لنتنياهو من أجل ...
- RT ترصد دمار المواقع الأثرية بقطاع غزة
- -كتائب القسام-: أطلقنا طائرة -زواري- الانتحارية تجاه القوات ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إلياس شتواني - عندما باع السلطان حفيظ المغرب للاستعمار الفرنسي ب40000 فرنكا