|
عطسة تشرفياكوف
عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 14:57
المحور:
كتابات ساخرة
_ حساسية كافكا : يعمل الموظف الصغير كافكا في شركة تأمين بيروقراطية منضبطة روتينية إلى حد البرم والعبث.يسأله رئيسه عن تذبيج تقرير حكومي.يرد كافكا بأنه انتهى من كتابته، وسلَّمه للجهة المختصة.الرئيس يعتبر كافكا غير محترم للقواعد الادارية البيروقراطية المعمول بها لعدم مرور التقرير عليه أولاً كرئيس مباشر (أسطورة السلم الاداري) ثم يردد على مسامع الموظف الصغير كافكا قاعدة القواعد الشهيرة التي نجد أصولها في رواية "القلعة/القصر" للكاتب كافكا، وحتى في رواية المحاكمة التي يمكن معاينتها فيلما من اخراج اورسن ويلز (أحياناً _ يقول رئيس كافكا الموظف_ وهو أمر نادر الحدوث،يضيع تقرير إلى الأبد، لمجرد عدم الالتزام بترتيب صعوده للجهة المختصة.تسليم التقرير لي أولا، هو بمثابة ختم حكومي، ختم بقاء وحفظ للتقرير أولاً، وبقاء لك في العمل ثانياً وترقية في السلم الاداري العجيب .. هذه الترقية التي حرم منها الموظف كافكا رغم أقدميته في الادارة،لأنه لا يحسن التعامل ليست لديه لباقة التواصل التي خولت لكثيرين الترقي رغم حداثة تجربتهم الادارية .. انه ببساطة كائن غير اجتماعي .. كافكا الموظف الصغير في الحقيقة يسكنه كافكا كاتب بلا حدود فالموظف كافكا لا يبالي بعمله في شركة التأمين بقدر ما يهتم بكتاباته التي يراها والده تافهة.يبحث كافكا عن صديقه إدوارد رابان الذي قُتِل في اللقطات الأولى من الفيلم. أثناء البحث يتهرب كافكا من أصدقاء له، بحجة أنه مشغول بالكتابة عن رجلٍ يستيقظ من نومه، فيجد نفسه فجأةً وقد تحوَّل إلى حشرة كبيرة .. الخ الخ الخ ...
_حساسية زفرة : أطول طريق يستطيع الإنسان أن يسير فيه على كويكب الأرض هو من أول صفعة يتلقاها سقوط قفاه في حجر الفراغ الى آخر زفرة تطلقها أَليتاه ...
_حساسية تشرفياكوف : وصل تشرفياكوف إلى منزله وهو يشعر بالذنب لأنه عطس وبلل الجنرال، تمدد تشرفياكوف على سريره، وفي دقائق صامتة مات.(١) _ تقرير صحي حول الحساسية : تعتبر حساسية غباوة الإخلاص في العمل من أكثر الحساسيات انتشارا في آلمجتمعات الهشة، وتحدث عندما يتعرض الجهاز الإدراكي للفرد والجماعة لتحسس زائد عن الحاجة بموجبه يبذل المريض جهدا مياوما دائما لإرضاء البيغبوسات بطريقة تزيد البيغبوسات صحة وعافية وتودي بتوازن العامل البدني والعقلي والحسي الحركي .. مما يخلف عطاسا حادا مزمنا ينتشر خصوصا في مواسم الأعياد وأيام العطل .. تختلف أعراض حساسية العطاس من حالة لأخرى وتشمل :
1-إفراط مزمن في ما يعرف بالإخلاص 2-سيلان دائم للكرامة 3-احتقان نفسي لا يعرف المريض سببه 4- تراكم مفرط في منسوب الإخلاص في العمل إلى درجة لا يحتملها بدن ولا نفسية المريض 4-مما يجعل المريض يستسلم للعطاس من أجل التنفيس عن شحناته العاطفية المتطرفة 5-حكة في الدماغ والقلب وباقي الحواس 6-احمرار وتورم في الإحساس بالكرامة 7-الشعور بالدونية نتيجة ضيق وعسر التنفس 8-التهاب الجيوب وثقوبها المتزايدة 9-السعال الجاف نتيجة آشتداد ضنك العيش 9- الإحساس بالتعب والضعف العام ولا جدوى المجهود المبذول 10-طفح الكيل فما العمل .. من الأسئلة التي يطرحها المصاب قبيل آنهياره .. 11- النهاية : وسام وصفعة ..
●للوقاية من حساسية العمل المفرط يمكن اتباع بعض الإجراءات البسيطة، وتشمل:
1- مراقبة المجهود المبذول بالمقارنة مع المردود 2-مراعاة الحالة الخاصة وملاءمتها مع ما يراد منها وما تقدر عليه 3-تجنب محبة المشغلين 4-تجنب تصديق حكمة العمل عبادة وما لف لفها من شعارات زائفة مفرغة من معناها 5-عقلنة العلاقة التي تربط المشغَّل بفتح الغين ومشغِله بكسرها في آنتظار كسر نظام الشغل بأسره 6-الإكثار من الاستفادة من أيام العطل وإن لم توجد يجب العمل على إيجادها 7-الإكثار من الاستفادة من رخص الوعكات الصحية لا للاستشفاء وانما للهرب من أماكن التشغيل وأجوائها عبر الابتعاد ما أمكن من مقرات العمل لأن في أجوائها الملوثة تكون كمية المسببات للحساسية عالية جدا. 8- الاستعانة بنظارات ملائمة لحماية العيون من غبار وسموم الإفراط في العمل 9-الاستعانة بساعات دقيقة لتدقيق أوقات نهاية الأشغال عوض الانغماس في نوافل الأشغال 10-محاولة تأهيل صحة الذات النفسية والعاطفية والمهاراتية تمهيدا لاستقلالها الذاتي من أجل بناء مشروع شخصي لا يكون فيه العامل تابعا لأحد 11-تجنب النزول في المناطق المفتوحة للحكومات والأحزاب والرياح العاتية للسياسيين وأتباعهم، حيث يكون تواجد غبار سعار شعار الإخلاص في العمل منتشرا في الهواء أكثر. 12-الاحتفاظ بنوافذ الذات مغلقة وأبوابها محصنة موصدة ضد كل التيارات الفاسدة .. 13-يجب التأكد بعد هذه الاحتياكات كلها من ضرورة استشارة القيم الإنسانية الحقيقية المختصة في محاربة ومواجهة الفاسدين والمفسدين
●وفي حالة وجود أعراض حساسية شديدة ومزمنة في الإفراط والإخلاص في العمل، ما على المصاب إلا العطس ثم العطس في قفا المسبب للعطس وفي وجهه مباشرة لأنها الوسيلة الوحيدة المكتشفة لحد الآن للشفاء التام من هذا الوباء
_من أغاني آلصغار لا علاقة لها بما سبق :
_أبي أبي _ماذا تريد ياولد _لِمَ لا أعمل في الاطفاء _هذا عمل فيه عناء _أرجوك ابي _لا لا لا _هناك حريق _لطيف لطيف _ماذاا _هناك حريق في البلد _ما دخلك انت يا ولد _أحب الخير أحب الناس _اسعدني هذا الاحساس _هل ستوافق يا ابي _على ماذا يا ولد _أن اعمل في الاطفاء _مااااذاااا _ضد الجمر وضد الشر _مع أن الطلب سخيف سأفكر طبعا في الأمر _هوهوهو أحبك ابي _ماذا تقول؟ _إلى اللقاء يا ابي _إلى اين يا ولد _سأصبح رجل إطفاء _اين الماء يا ولد _لا يهم يا أبي _كيف ستطفئ الحريق يا ولد _بسيييطة يا أبي _ماذا ستفعل يا ولد _سأعطس يا أبي سأعطس مزيدا من الحريق الخ الخ الخ
☆إشارات : ١_تشيخوف/قصة: وفاة موظف
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اَلْأَمَازِيغِيّ
-
أَجْطِيطْ إينُو
-
وَداعًا سَأغادرُ نَحْوِي
-
سُنُونُوَةُ نِيسَانَ
-
هامش حول الإحساس بالزمن
-
إِيدَامِّنْ نْتَقْبيلْتْ / دماء آلْقَبِيلَة
-
لعبة آلقطْعان التي تعيش
-
هِيَ أشْياء تحدثُ وكفى
-
زُحَلُ وطَائرُ آلْعَسَلِ
-
عيد شهيد
-
لَمَّا تَمُوتُ آلْأُمْنِيَّااااتُ
-
كورونيات
-
أَغِيلَاسْ
-
لَا خيارَ لَدَيْنَا
-
طُفُولَةٌ بِلَا عَرِين
-
مَوْتُ أَبِي آلْخَيْزُرَانِ
-
مَارِسِ آلْجُنُونَ قَبْلَ يُمَارسَكَ آلْجُنُونُ
-
طَبْلُ أُوسْكَار
-
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى آلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى
-
اَلزَّطْمَا
المزيد.....
-
لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ
...
-
بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع
...
-
مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا
...
-
مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر
...
-
عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا
...
-
قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
-
بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
-
وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
-
فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..إما أن نَنتَصر أو ن
...
-
مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|