|
القانون الثاني أو العكسي _ مشكلتنا المشتركة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 13:36
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ماذا تريد الحياة مني ، ومنك ، ومن غيرنا أيضا ؟!
يعلق غالبية البشر في السؤال الأولي ، البدائي والمشترك : ماذا أريد من الحياة ؟! وهو سؤال الطفولة والمراهقة ، المشترك بين الجميع . بعد الأربعين ، يتأخر من لا يطرح على نفسه السؤال العكسي : ماذا تريد الحياة مني ؟! تمثل السلوكية ، بنسختها الفجة : ( مثير _ استجابة ) ، الموقف الأول . ويعتبر فيكتور فرانكل ، من أهم من عالجوا السؤال العكسي أو الثاني : ماذا تريد الحياة مني ، خاصة في كتاب العلاج بالمعنى أو الانسان يبحث عن المعنى ، وهو مترجم للعربية . .... السؤال الثاني ( ماذا تريد الحياة مني ) سقف السؤال الأول ( ماذا أريد من الحياة ) وعتبة السؤال النهائي : ماذا أريد من بقية حياتي _ سؤال النضج المتكامل والحكمة ، أو النضج المتعثر لبقية العمر . .... على مستوى السؤال الأول ، تبدو الحياة مثل ثدي هائل أو مائدة عامرة بكل ما لذ وطاب ، ....ولا أظن أحدا يجهل صدمات ذلك الموقف ، مهما بلغت به درجة البلادة واللامبالاة . السؤال الثاني والعكسي أو سؤال النضج والمسؤولية ، يمثل الحل المشترك لثنائية اضرب أو اهرب ، والتي ما تزال الكثير من العقول البشرية عالقة بها إلى اليوم : كل شيء أو لا شيء . من ليس معي عدوي ، وغيرها من العبارات ( الشعارات ) القطعية والدغمائية بطبيعتها . السؤال الثالث يمثل ، الانتقال الفعلي من الفكرة الثابتة إلى التفكير الإبداعي _ الارادي بطبيعته . آمل ، أن تكون تكملة المناقشة منطقية ، وتثير الاهتمام والتفكير ، وأن لا تكون مضيعة لوقت وجهد القارئ _ ة . .... التركيز والتأمل ميراثنا المشترك الأجمل ، والأهم . ..... حياتنا المشتركة ؟! ( العنوان محاكاة لعنوان كتاب تودوروف العميق ، والملهم ) 1 العيش على مستوى الحاجة ، واللذة فقط ، مثال 1 عام ومزدوج : يصل أحدنا إلى الكراج العمومي ، ويجده شبه فارغ من الركاب . ينظر إلى الحافلة التي قصدها ، وفيها راكبين أو ثلاثة . يختار أحد المقاعد بضجر ، وتبرم .... تصل سيارة أجرة ، وينزل منها عدة ركاب يتجهون مباشرة إلى الحافلة . يشعر الراكب _ ة المنتظر ( أنت وأنا ) بالراحة ، والسرور ، وبقية المشاعر الإيجابية تجاه الركاب الجدد . في يوم آخر ، يحدث العكس : الكراج مكتظ بالركاب ، الذين ينتظرون وصول الحافلة . تصل سيارة أجرة ، وينزل منها عدة ركاب يتجهون إلى موقف الانتظار . يشعر المنتظر _ة ( أنت وأنا ) بالانزعاج والعدوانية وبقية المشاعر السلبية تجاه الركاب الجدد . مثال 2 : يصعد أحدنا إلى الحافلة شبه الفارغة ، ويبدأ التنقل بين المقاعد لاختيار اكثرها راحة وملائمة . يجلس في أحدها وهو يتلفت حواليه بقلق ، وغير راض . في يوم آخر ، يحدث العكس : يصعد أحدنا إلى الحافلة المزدحمة ويتطلع بقلق ، عن مقعد فارغ ، ثم يجد مقعدا خربانا ومكسورا ، يجلس عليه بسرور ورضا . توجد أمثلة غير منتهية ، على الإزدواج الشعوري ، الذي نخبره جميعا خلال المراهقة والشباب الأول خاصة . والسؤال لماذا يحدث ذلك ، وما علاقته بمشكلة ازدواج المعايير والنضج ؟ يتحدد نمط عيش الانسان البالغ ، كما أعتقد ، في أحد المستويات الأربعة للعيش ( المعروفة اجتماعيا ) ، من الأدنى : 1 _ مستوى الجشع . يتمثل بعدم الكفاية ، وانشغال البال المزمن . 2 _ مستوى الطمع البسيط . يرغب الجميع ، أن نعامل باحترام وثقة . وننتبه أننا لا نتعامل دوما مع غيرنا باحترام ، ولا مع أنفسنا أحيانا . 3 _ مرحلة النضج المتعثر ، أو بالعكس النضج المتكامل . بين الثانية عشرة ، وبين الثلاثين أو الأربعين . شخصيا ، بعد الخمسين تعرفت بخبرة النضج المتكامل . قبل 23 سنة كتبت مقدمة " نحن لا نتبادل الكلام " : احتجت أربعين سنة لأدرك أنني أعيش في جهل تام . يمكن باختصار ، تلخيص نمط العيش المتعثر أو اتجاه المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد . والعكس تماما : اتجاه النضج المتكامل ، والصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس وأسوأ من الغد . 4 _ النصر الذاتي . ( نهاية الغضب والضجر ) لم أكن لأصدق قبل الخمسين ، أن ذلك حقيقي وممكن ! ويستطيع شخص ضجر ، ومكتئب ، لدرجة حسين عجيب أن يعيش بثقة ، ورضا حتى في بلاد مثل سوريا ... سنة 2008 و 2018 ( حين بدأت النظرية الجديدة بالتبلور ) . تكفي عناوين الدواوين الثلاثة ( وهي مخطوطات أيضا ، ولا أظنها ستطبع خلال حياتي ) : 1 _ اشباه العزلة : 1994 . ( رفضها الأستاذ أنطون مقدسي ، ضمن منشورات وزارة الثقافة ) . 2 _ نحن لا نتبادل الكلام : 1998 _ 2002 ( لم تسمح الرقابة السورية بنشرها ، ويعرف ذلك بشكل ، شخصي ، ومباشر العديد من الأصدقاء والصديقات ) . 3 _ بيتنا 2006 . منشور على الشبكة بمساعدة صديقات وأصدقاء ، لهم كل الشكر والامتنان .....وخاصة ة / س . 2 لماذا لا يعيش الانسان بسعادة ؟ الجواب البسيط ، الحقيقي والواضح لدرجة لا تصدق : " لأنه لا يعرف كيف يعيش بسعادة " وهو الجواب الذي قدمه معلموا التنوير الروحي ، منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة " أكان أحد ليختار الشقاء ! " . بالطبع لا . والسؤال الثاني : لماذا لا يعرف الانسان البالغ ، بعد الثلاثين أو السبعين ، وبعدها أيضا كيف يعيش بسعادة ؟ الجواب البسيط ، وإلى درجة يصعب تصديقها أيضا : لأنه لا يعرف نفسه . وقد ناقش السؤال ، المشكلة سقراط خاصة " اعرف نفسك " وغيره من المعلمين القدامى والجدد ... ( أدين بشكل شخصي لأريك فروم والدلاي لاما وفرانكل ) . والسؤال الثالث : لماذا لا يعرف نفسه الانسان البالغ ،... والمتعلم وغيرهما ؟ الجواب الصادم أيضا : لأنه لا يحب نفسه . والسؤال الرابع ، لماذا لا يحب الانسان نفسه ؟ هنا تتعدد الأجوبة ، والأفكار والحلول ...للبحث تتمة 3 القانون العكسي لا يجهله أحد ، ولا يعرفه أحد بشكل فعلي . .... عندما يقرر أحد السهر يغمره النعاس فجأة ، والعكس صحيح عادة . يحكى في العلاج النفسي عن مشكلة التأتأة ، حيث اكتشف العلاج بالصدفة ، عندما يريد الشخص الذي يعاني من التأتأة أن يمثل الدور بالفعل ، يفشل . وهذه الفكرة ، الخبرة ، نعرفها جميعا بأشكال متعددة ، وغير منتهية . .... في الحب والعلاقات العاطفية كلنا نتذكر ، بمرارة أو بمرح ، الطرف الذي ينهي العلاقة غالبا يندم . في الحقيقة لا أصلح للكلام في هذا المجال ، حيث يلبسني الفشل بالكامل . .... كلمة أخيرة حول القانون العكسي ، لقد كان له الدور الأساسي في اكتشاف الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . وقبل ذلك وبعده أيضا ، يلعب الدور الأساسي في حياتي ....اليوم السيء والصعب ، يصير الماضي المفيد . والعكس دوما ، اليوم اللذيذ والهانئ ، يتحول بغمضة عين إلى كابوس . ( لا أظن أحدا يحتاج للتذكير بذلك ، نحن جميعا خبراء كبارا في الألم ) .... ليس المهم فقط ما يريده أحدنا من حياته ، بل غالبا يكون ما لا يريده الأهم . لنتذكر أن القرار بعدم فعل شيء ، من أصعب القرارات الواعية بطبيعتها . .... بعد مرور فترة من الوقت .... ربما تكون خبرتي الشخصية ، حول القانون العكسي ، مفيدة للقارئ _ة أو مسلية.. وهي تتركز حول العلاقة العكسية ، بطبيعتها ، بين اللذة والسعادة . لا يمكن تحويل اللذة إلى سعادة ، بينما بسهولة يمكن تحويل الألم أو الصبر إلى سعادة وراحة بال . المثال الأبرز ، التدخين لذة ، والتوقف عن التدخين سعادة . ( أعتذر من الصديقات والأصدقاء ، عن صراحتي القاسية ) . 4 هل يمكن التمييز بين العادة الإيجابية ، والسلبية ، وبين العادة المحايدة ؟! جوابي البسيط والمباشر والنهائي نعم ، وبشكل دقيق وموضوعي . العادة السلبية مثالها النموذجي الإدمان ، او العادة الانفعالية . العادة الانفعالية أو السلبية لا فرق ، تتميز بصفات السلبية الثلاثة : لاواعية وغير شعورية ولا إرادية . العادة الإيجابية ، ومثالها النموذجي الهوايات ، تتميز بالعكس بصفات الإيجابية الثلاثة : واعية وشعورية وإرادية . العادة المحايدة صفة ، أو سمة ، تتعلق بالشخصية وليس بالموضوع . الشخصية الناضجة ، والتي حققت الانسجام بين العمر البيولوجي والعمر العقلي والعمر العاطفي _ الاجتماعي _ الثقافي بالضرورة ، تكون كل العادات محايدة بالنسبة لها . .... كيف يكتسب الأصحاء عادة جديدة ؟ بالتقليد الإيجابي أو المحاكاة الايجابية ، والتعلم والصبر . كيف يكتسب المرضى عادة جديدة ؟ بالتقليد الأعمى ، أو المحاكاة السلبية ، والغفلة والخداع الذاتي أولا . 5 لماذا لا يحب الانسان نفسه ؟ الجواب البسيط ، الدقيق والموضوعي معا ، لأنه لا يعرف ما هو الحب . الحب الحقيقي ، أو الإيجابي ، نقيض التعلق السلبي ، والذي نعرفه جميعا . .... ....
العيش على مستوى العادة ( العيش في الماضي أم في المستقبل أم في الحاضر )
1 كلنا نتذكر أيام المراهقة والشباب الأول ، ... الذروة والقاع بلحظة واحدة . كتب محمود درويش عن تلك الأيام : حلقت ذقني مرتين لمعت نعلي مرتين ولم تجئ من واعدتني في الخامسة .... المهم الموعد نفسه ، وليس الفتاة والفتى سوى وسيلة أو أداة بتلك المرحلة . نظن أن زر القميص أو لون الحذاء ، أو تفصيل تافه ، هو السبب ... لم تأتي ، ولن تأتي أبدا . .... الويل لمن يبقون بتلك المرحلة . الويل لك الويل لك الويل لك " مشاعرك مسؤوليتك " .... لو كنا نعرف قبل عشرين سنة ، يكمل صديقي ، بدون أن ينتبه أنه عبر بوضوح ( وفصاحة ) عن أهم فكرة ليس في العربية فقط ، وفي الثقافة الإنسانية بلا استثناء . من يعرف حدود جهله ؟ من يعرف نفسه ! .... ليست دعوة للعدمية ، أو للتخلي عن العقل . " العقل زائدة دودية " كان صديقنا غسان لايقة يكرر عبارة هرمان هيسة ، وننقسم بسرعة إلى فريقين مع وضد : " الشقاء في العقل ، والسعادة في العقل أيضا " أغلب من تعرفت بهم سواء بشكل شخصي ، أو عبر القراءة فقط ، من معلمي التنوير الروحي كانوا يتجاهلون النصف الثاني ( والأهم كما أعتقد ) من وصية بوذا . ويستمر السؤال المفتوح لماذا ، وإلى متى ! .... لا يوجد رجل من الغباء ، ليحب امرأة بسبب لون ثيابها . ولا توجد امرأة غبية كذلك ، والعكس هو الصحيح : " أحب فيك ما ينقصني " بيير داكو بترجمة وجيه اسعد . .... القيم الإنسانية واحدة ، ومشتركة بلا استثناء في مختلف الثقافات واللغات . لن تجد شخصا يفخر بغباء من يحب ، أو جهلهم : يا عيني ( عليها او عليه ) لا يعرف كيف يفك الحرف ، ولم يفتح كتابا في حياته أو حياتها . أو يفاخر بجشع أهله وأحبابه : لو قرأت أحدا يكتب عن زوج _ه أو عشيقه _ ت : لا يشبع ، يريد كل شيء دفعة واحدة ، الكلام والطعام والمال والسلطة ... حتى الأبله يدرك السخرية في العبارة السابقة . ومع ذلك تجد حتى اليوم ، من يعتبرون أن القيم هي نفسها الأخلاق وتختلف بين ثقافة وأخرى ، بل بين شخص وآخر ! مثال كتاب " هل العلم خلو من القيم " تأليف هيو ليسي ، وترجمة نجيب الحصادي . القيم والفهم العلمي ؟! بعد اكثر من ثلاث ساعات ، مكابدة حقيقية .... إنه أسوأ كتاب قرأته في حياتي ، والترجمة أسوأ من الكتابة أيضا !؟ .... يعتقد أريك فروم ، بوجود مجتمع مريض وآخر سليم .... وهو كان يعتبر أن الرأسمالية أقل سوءا من الستالينية ، ومن النازية والفاشية بالطبع . وهو أيضا كان يعتقد أن القيم والأخلاق واحد ، وتختلف بين مجتمع وآخر وبين شخص وآخر . رغبتي اللاشعورية بقتل الأب ، دفعتني لنقد أريك فروم . والنتيجة كانت صدمة حقيقية . كان كولومبوس يشعر ، ويعتقد ، أنه يجرب طريقا مختلفا إلى افريقيا . كل الاكتشافات متشابهة ، النتيجة موجودة سلفا ، والأهم الطريق الجديدة . الاختراعات مختلفة ، وهي نوع من الخلق الحقيقي . أعتقد أنني اكتشفت بالصدفة ، مع بعض الحظ والجهد ، أن علاقة القيم والأخلاق أقرب للتناقض منها للتشابه . ( البحث منشور بالكامل على الحوار المتمدن ، وأعتقد أنه جدير بالقراءة والاهتمام ، خاصة لمن لديهم هواجس أخلاقية وقيمية ) . .... سوف أعود لقراءة الكتاب المذكور : القيم والفهم العلمي ؟ وسوف أعطيه أكثر من ساعة قراءة جديدة ، كما فعلت بالضبط مع كتاب باشلار " جدلية الزمن " ... أرجو ، وآمل أن يتعامل القارئ _ة الجديد أيضا ، بنفس الطريقة مع النظرية الجديدة . إن وجدت فكرة واحدة ، جديرة القراءة والاهتمام ، سأعتذر علنا وبشكل مكتوب وأنشره أيضا على صفحتي وعلى الحوار المتمدن معا . وفي حال العكس سوف أهمل الموضوع ، وأرجو من الأصدقاء المشتركين توصيل القراءة ( القاسية ) أو الرسالة المفتوحة للأستاذ نجيب الحصادي ، لولا المقابلة على فرانس 24 لما ضيعت ساعة مع الكتاب . 2 العادة الجديدة جيدة بطبيعتها ، أو لها فضيلة الشك بالأقل . .... يعيش أغلب البشر ، في نسخة غير شخصية ... اجتماعية أو عائلية أو دينية أو فكرية وغيرها . هؤلاء المرضى العقليون . لقد دمروا العالم مرارا وتكرارا ، بعدما افسدوا حياتهم الشخصية : نماذجهم موسوليني وهتلر وستالين ( بتحفظ ) . وعلى النقيض : غاندي ومانديلا والدلاي لاما . .... عليك ( القار ئ _ة ) الآن .... مغادرة الحظيرة العائلية بعد العشرين . بلا تردد أو تفسد _ ين حياتك بالفعل . .... يلخص أريك فروم تاريخ العلاج النفسي ، وأنواعه ، بالتسلسل : 1 _ تغيير المرء لسلوكه ، وعاداته الانفعالية خاصة . 2 _ تنمية الاهتمام بالعالم . 3 _ تعلم التفكير النقدي . 4 _ تعلم مهارة : التعرف على الجسد الشخصي ، واحترامه . 5 _ فهم وتفهم اللاشعور الشخصي . 6 _ فهم النرجسية الذاتية ، ثم تجاوزها إلى الموضوعية . 7 _ التركيز والتأمل . 8 _ التحليل النفسي الذاتي . .... أريك فروم معلمي الشخصي ، حاول الجمع بين ماركس وفرويد ، وفشل . 3 الحب مهارة ، ويشبه اللغة الأجنبية الأصعب على المرء . الحب مهارة جديدة ، فردية ، ومكتسبة بطبيعتها . الحب هو المشكلة وعلاجها بالتزامن .... للبحث تتمة تلك الأيام... .... ....
العلاقات الإنسانية والاجتماعية ... ( بين المفارقة ، والمغالطة ، والمنطق )
لحظة الولادة يصير الانسان ، وكل كائن حي ، في موقعين بالتزامن : الحفيد _ ة والابن _ ة . بقية المواقع ، أو الأدوار ، الاجتماعية الأخرى احتمالية بطبيعتها . من أمثلتها : الأخ _ ت ، العم _ ة ، الخال _ ة . وخاصة موقع ، أو دور ، الأب _ الأم ( ومعه الجد _ة ) ، من حيث كونه دور إرادي بصورة عامة ، ونقيض دور الابن _ ة والحفيد _ ة الحتمي والسلبي ، بطبيعته . .... أقترح على القارئ _ة المتابع أيضا ، التأمل لدقائق قبل تكملة القراءة ... 1 ما هي العلاقة الحقيقية بين الأحفاد والأجداد ؟!
لنتذكر ، ان أقدم الديانات الكبرى تتمثل بعبادة الأسلاف والماضي . الأجداد يأتون من الماضي بالطبع . الأحفاد أيضا ، يأتون من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا . .... لكن الفقرة السابقة ، تنطوي على مفارقة ومغالطة بنفس الوقت . _ المفارقة تتمثل بأن الماضي مصدر ثابت للحاضر ، لكن ليست الوحيدة . _ المغالطة تتمثل في اعتبار الماضي المصدر الثابت ، والوحيد . 3 ما هي الحركة الإنسانية ، ولماذا بقيت مجهولة في الثقافة العالمية ( الحالية ) إلى اليوم ، وربما يستمر الجهل والتجاهل طوال هذا القرن ؟! أعتقد أن التفسير العلمي ، المنطقي والتجريبي معا ، على الشكل التالي : للإنسان نوعين من الحركة : 1 _ الحركة الموضوعية 2 _ الحركة الذاتية . الثانية أو الذاتية يعرفها الجميع ، ويعتقدون أنها الحركة الوحيدة للإنسان . وهي اعتباطية بطبيعتها ، ولا يمكن التنبؤ بها ومعرفتها مسبقا . سوى في حالة خاصة ، واستثنائية جدا حتى الآن ، تتمثل بالأفعال والحركات الارادية فقط ، ونموذجها الالتزام ( لا يوجد عاقل _ة يجهل صعوبة الالتزام والصدق ) . وأما الحركة الموضوعية للإنسان ، وهي جزء من الحركة الموضوعية للحياة ولا تنفصل عنها ، وتتمثل بعملية التقدم بالعمر . بكلمات أخرى ، الحركة الموضوعية للحياة ثابتة ومطلقة ، ولا تختلف بين كائن وآخر . وتتمثل الحركة الموضوعية للحياة ، بالتقدم في العمر وهي _ نفسها _ حركة التناقص في بقية العمر ، لكن بشكل معاكس بالاتجاه والاشارة . هي نفس الحركة ، التقدم بالعمر ، بالنسبة للإنسان ولغيره من بقية الأحياء . 4 من اين يأتي الأحفاد ؟ ليس السؤال سطحيا كما يخيل للقارئ _ة الجديد خاصة ، ولأول وهلة . الحياة تأتي من الماضي ، ومن الحياة الأسبق . ( الحياة استمرارية ، ظاهرة بشكل دقيق وموضوعي ، ومؤكد ) . الحياة تأتي من الأزل المطلق ، إلى الماضي الموضوعي أو المستمر ، ووصولا إلى الماضي الجديد _ حيث نختبره جميعا مع بقية الأحياء . الماضي الجديد ، أو الحاضر المستمر ، أو المستقبل القديم ، ثلاث تسميات لمرحلة واحدة ، ناقشتها في نصوص ومنشورة سابقا على الحوار المتمدن . الزمن أو الوقت بالعكس ، يأتي من الأبد ، إلى المستقبل الموضوعي أو المستمر ، وصولا إلى المستقبل القديم أو البسيط ، والمباشر . وهو نفسه المستقبل القديم ، أو الحاضر المستمر ، أو الماضي الجديد ، الاختلاف فقط في الإشارة والاتجاه ، المتعاكس ، بين الحياة والزمن . ( حيث تأتي الحياة من الماضي والأزل ، بينما يأتي الزمن والوقت من المستقبل والأبد ) . تتمثل ( استمرارية ) الحياة بالنسبة للإنسان ، وغيره ، بالعمر الفردي . وتتمثل ( استمرارية ) الزمن أو الوقت الإنساني ، أو الشخصي ، ببقية العمر . ( يأتي الأحفاد من الماضي والمستقبل بالتزامن ، أين هم الآن ؟! ) بينما الأجداد ، جاؤوا من الماضي ، وانتهوا في الماضي . ( الفكرة تحتاج ، وتستحق ، المزيد من الاهتمام والمناقشة ) . لنتخيل مولد شخصية إنسانية بعد قرن ، سنة 2123 مثلا ، أين هي أو هو الآن في الماضي أم في المستقبل ، ام في الاثنين بالتزامن ؟! قبل ولادة الفرد بقرن ، او أكثر ، يكون موزعا بالفعل بين الماضي والمستقبل ، بالتزامن : 1 _ تكون حياته وعمره الحي ( الحالي والكامل ) ، أو مورثاته ، في الماضي عبر سلاسل الأجداد . 2 _ يكون زمنه أو وقته ، بقية عمره أو عمره الزمني ، في المستقبل المجهول بطبيعته . 5 أعتقد أن الجواب عن الأسئلة السابقة قد تكشف بالفعل ، بدرجة متقدمة في الدقة والموضوعية معا وبالتزامن . ربما ، من المبكر أو السابق لأوانه الاستمرار في طرح الأسئلة الجديدة ... طالما أن الثقافة العالمية ، والعربية أكثر بالطبع ، في حالة من الخدر واللامبالاة المعرفية غير المسبوقة بحسب تجربتي الشخصية . 6 الحركة الذاتية للإنسان خاصة ، عكوسية نسبيا أو نظريا بتعبير أصح . لكن الحركة الموضوعية للحياة ، وللإنسان أيضا ، غير عكوسية مطلقا . ( أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين ) ذلك حدس هيراقليط ، وزينون ، وغيرهم .... وما يزال ، بمثابة سؤال مفتوح في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ، ويدل بصورة مؤكدة على أن الانسان القديم كان يدرك ، ولو بصورة غامضة ، وجود نوعين من الحركة للإنسان وللحياة بصورة عامة . الحركة الموضوعية ( أو التعاقبية ) للحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر بالطلع ، وهي تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر بالطبع . .... ملحق 1 الظاهرة 3 أو أصل الفرد : 1 _ قبل ولادة الفرد ، تكون حياته في الماضي عبر مورثاته وسلالات الأجداد ، وبالتزامن يكون زمنه ، أو بقية عمره في المستقبل . 2 _ خلال حياته ، بين الولادة والموت ، يكون في الحاضر فقط . 3 _ وبعد لحظة الموت ، يصير الفرد في الماضي إلى الأبد . .... الأزل حياة ، الماضي حياة سابقة أيضا . الأبد زمن ، المستقبل زمن سابق أيضا . هذه الفكرة جديدة ، وما تزال في مرحلة الحوار المفتوح ... .... ملحق 2 الأدوار الاجتماعية ، الأربعة ، تقبل الإضافة والزيادة ولا تقبل الاختصار . 1 _ دور الابن _ ة ، ... الحفيد _ ة . وهو دور سلبي بطبيعته ، يولد مع الفرد ، وسابق عليه بالفعل . 2 _ دور الأخ _ت ، ... الصديق _ ة . دور المساواة والتكافؤ ، يتحقق عبر النضج المتكامل . 3 _ دور الزوج _ة ، ... العشيق _ ة . دور الاختلاف والتميز ، مزيج اللذة والألم . 4 _ دور الأم _ الأب ، .... دور إيجابي بطبيعته . 5 _ دور الجد _ة ، يمكن اعتباره من الأدوار الثانوية ، مثل العم _ة والخال _ة ، وغيرها . .... هل يمكن تحقيق التجانس ، والانسجام الحقيقي ، بين الأدوار الخمسة ؟! ربما تكون مهمة الفرد الأساسية ، خلال عملية النضج المتكامل . ليست سهلة ، وليست مستحيلة بالمقابل . ..... أعتقد أن أهم علامات الصحة العقلية _ أو النضج المتكامل _ تتمثل بتحقيق الانسجام بين العمر البيولوجي والعمر العقلي والعمر العاطفي . .... هل يمكن أن يكون الانسان جيدا في أحد أدواره الاجتماعية وسيئا في دور ( أو أدوار ) أخرى ، وبنفس الوقت ؟ هل يمكن أن يكون ، أو تكون : الأخ _ت ، أو الابن _ة أو الحفيد _ة أو الأب أو الأم ، جيدا مع أحد الأبناء ، وسيئا مع الآخر وبنفس الوقت ؟ أعتقد أنها أسئلة جديرة بالاهتمام والحوار . .... من نتعامل معهم خلال حياتنا أحد نوعين : الأول نرغب بالقرب الدائم منه ، ويؤلمنا فراقه والابتعاد عنه . والثاني على النقيض ، يزعجنا ويؤلمنا القرب منه ، ونرغب بمغادرته ، والابتعاد عنه بأسرع وقت ممكن . ولا يوجد حل سهل ومباشر لهذه المشكلة ، على حد علمي وتجربتي الشخصية ، سوى الصبر والتعلم . .....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العيش على مستوى العادة
-
حياتنا المشتركة
-
المخطوط الرابع _ الكامل جديد
-
المخطوط الرابع _ الكامل
-
المخطوط الرابع _ الفصل السابع والأخير
-
هل الزمن ، والوقت أيضا ، فكرة أم طاقة أم يوجد احتمال ثالث ؟!
-
الانسان بين الحياة والزمن
-
المخطوط الرابع _ الفصل السابع
-
طبيعة الواقع ، وحركته الثابتة والمتكررة _ تتمة ....
-
طبيعة الواقع ، وحركته الثابتة والمتكررة
-
المخطوط الرابع _ الفصل السابع مقدمة
-
المخطوط الرابع _ الفصل السادس
-
مشكلة التزامن ، بدلالة العلاقة بين الزمن والحياة
-
المخطوط الرابع _ الفصل الخامس ( النص الكامل )
-
المخطوط الرابع _ الفصل الخامس ...هوامش
-
المخطوط الرابع _ الفصل الخامس
-
المخطوط الرابع _ القسم 1 و 2
-
أزهر اللوز
-
أفكار جديدة حول العلاقة بين الماضي والمستقبل
-
المخطوط الرابع _ القسم 2 الفصل 4
المزيد.....
-
قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها
...
-
فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط
...
-
حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز
...
-
قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف
...
-
أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن
...
-
اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح
...
-
بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال
...
-
أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل
...
-
بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز
...
-
الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|