كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 08:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أكثر من 61 مستشفى خرجت عن الخدمة في الخرطوم وحدها، وباتت الأوضاع الصحية في أسوأ حالاتها، خصوصاً مع تصاعد وتيرة العنف في حرب الجنرالين في بلد يحتاج فيه 15 مليون مواطن إلى المساعدة، أي ثلث تعداد السكان. فحصدت الحرب مئات القتلى من المدنيين، ونحو 4000 جريح حتى الآن. بينما تعاني المستشفيات من نقص الأكسجين، وانخفاض مخزون الأدوية، وتفاقم المشاكل في مراكز غسيل الكلى، وشحة سيارات الإسعاف، وانخفاض مخزون الدم بشكل كبير فى أماكن الخدمات الطبية، وانقطاع التيار الكهربائي عن العيادات والمراكز. وما زاد الوضع الصحى تعقيداً، هو تباعد المسافات بين المناطق المنكوبة والمتضررة، الأمر الذى يجعل من الصعب انتقال سيارات الإسعافات، وصعوبة وصول المرضى والمصابين إلى محطات الطوارئ، اما المستشفيات التي ما زالت تعمل فانها متعثرة وتعمل بأقل من كفاءتها بنسبة 50%، وتعاني من صعوبات لا حصر لها بتوفير أبسط الأدوات الطبية، ناهيك عن النقص الكبير في الكوادر الطبية، من أطباء وممرضين وغيرهم. في حين تواجه المنظمات العالمية والمحلية، التي تعمل في الخرطوم، تحديات كبيرة بسبب عدم توقف إطلاق النار، وعدم أدراك الجنرالين المتحاربين لخطورة الاوضاع الصحية المتردية. .
يموت السودانيون الآن من الجوع والخوف والحزن والألم، حيث تحاصرهم النيران، وتخنقهم سحب الدخان. ويطاردهم الرصاص والقصف، فلا ملاجئ تحميهم، ولا ملاذات آمنة تأويهم، ولا منظمات إنسانية تمد لهم يد العون والمساعدة، وتنقذهم من هذه الازمات المتلاحقة. .
قديما كانت الحروب تدور رحاها في الصحاري والبراري وفي الثغور الحدودية البعيدة عن المناطق المأهولة، لكنها تتفجر الآن في الأسواق وبين البيوت وخلف جدران المساكن. ولا سبيل للوصول إلى المستشفيات والصيدليات. .
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟