أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - السوبر تعددية المعرفية














المزيد.....

السوبر تعددية المعرفية


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 02:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المعرفة التقليدية مرتبطة بالاعتقاد الصادق في عالَمنا الواقعي. ولكن عالَمنا الواقعي مجرّد عالَم ممكن من بين أكوان ممكنة متوازية مختلفة ومتعدّدة ما يستدعي دراستها. من هنا، السوبر تعددية المعرفية معتمدة على دراسة كل الأكوان المتوازية بينما المعرفة التقليدية تعتمد على دراسة عالَمنا الواقعي فقط. على هذا الأساس، السوبر تعددية المعرفية تؤكِّد على أنَّ المعرفة هي كل المعتقدات الصادقة في كل الأكوان الممكنة المتوازية والمتعدّدة ما يضمن المساواة المعرفية والحرية الفكرية.

بالنسبة إلى السوبر تعددية المعرفية، تتكوّن المعرفة من كل المعتقدات الممكنة الصادقة في الأكوان المتوازية المختلفة. وبذلك تتعدّد المعارف وتتنوّع وتختلف وتتعارض ولكنها صادقة رغم تعارضها لكونها صادقة في أكوان متوازية مختلفة. تقول السوبر تعددية المعرفية إنَّ المعارف متعدّدة ومختلفة ولكن كل المعارف المختلفة والمتعارضة صادقة وبذلك كل المعارف المتعارضة تملك القيمة المعرفية نفسها رغم اختلافها لكونها صادقة في أكوان متوازية مختلفة. هكذا تبني السوبر تعددية المعرفية المساواة المعرفية الكامنة في اعتبار أنَّ كل النماذج المعرفية المختلفة متساوية في قيمتها من جراء صدقها في أكوان متوازية مختلفة. و بما أنَّ كل المعارف متساوية و إن اختلفت، إذن كل البشر يتساوون بمساواة معارفهم المختلفة. على هذا الأساس، تضمن السوبر تعددية المعرفية المساواة بين كل البشر ما يجعلها فلسفة إنسانوية بامتياز.

كما تضمن السوبر تعددية المعرفية المساواة تضمن الحرية أيضاً. فبما أنَّ، من منطلق السوبر تعددية المعرفية، المعرفة هي مجموع كل المعتقدات الممكنة الصادقة في الأكوان المتوازية المختلفة، إذن يحق للباحث العلمي والفلسفي أن يدرس أكواناً متوازية مختلفة أو كل الأكوان المتوازية المختلفة أو أيّ كون منها بدلاً من أن يُسجَن في دراسة عالَمنا الواقعي فقط. وبذلك يتحرّر الباحث العلمي أو الفلسفي من سجون بناء نظريات صادقة أم محتملة الصدق فقط في عالَم ممكن واحد كعالَمنا الواقعي الممكن فينطلق نحو صياغة نظريات متعدّدة ومختلفة صادقة أو محتملة الصدق في أكوان متوازية مختلفة تشبه عالَمنا الواقعي أو تختلف عنه ما يضمن حرية الباحث في اختيار الأكوان التي يريد أن يدرسها و ما يؤدي بدوره إلى تنوّع النظريات التي ينتجها من جراء دراسة أكوان متوازية متنوّعة. هكذا السوبر تعددية المعرفية تضمن الحرية الفكرية والعلمية كما تضمن التنوّع الفكري والعلمي ما يجعلها نموذجاً إنسانوياً للفكر والتفكير. كل هذه الفضائل تشير إلى صدق السوبر تعددية المعرفية.

إن كانت المعرفة تتكوّن من كل المعتقدات الممكنة الصادقة في الأكوان المتوازية المختلفة فحينئذٍ لا بدّ من دراسة كل الأكوان المتوازية المتعدّدة والمتنوّعة ما يضمن استمرارية البحث الفكري والعلمي. و هذه فضيلة أخرى للسوبر تعددية المعرفية التي تعرِّف المعرفة على أنها كل المعتقدات الممكنة الصادقة في الأكوان المتوازية المتعدّدة والمختلفة. و إن كانت المعرفة تتشكّل من كل المعتقدات الممكنة الصادقة في الأكوان المتوازية المتعدّدة والمختلفة بحقائقها وقوانينها الطبيعية وظواهرها فحينئذٍ دراسة هذه الأكوان المتوازية تضمن إكثار المعلومات وازديادها من جراء دراسة كل الأكوان المتوازية المتعدّدة والمختلفة بقوانينها وحقائقها. و إكثار المعلومات فضيلة معرفية. وبذلك تمتلك السوبر تعددية المعرفية هذه الفضيلة الإضافية الكامنة في إكثار المعلومات.

مثلٌ على السوبر تعددية المعرفية هو التالي: حين ندرس الأكوان المتوازية الشبيهة بعالَمنا الواقعي والمتكوِّنة من معلومات فعندئذٍ نشكِّل معرفة بأنه من المحتمل أنَّ عالَمنا الواقعي يتكوّن من معلومات. و عندما ندرس الأكوان المتوازية الشبيهة بعالَمنا الواقعي والمتكوِّنة من معادلات رياضية مجرّدة فحينئذٍ نشكِّل معرفة بأنه من المحتمل أن يكون عالَمنا الواقعي متكوِّناً من معادلات رياضية مجرّدة. هكذا تتنوّع المعارف و تتعدّد ضمن فلسفة السوبر تعددية المعرفية ما يضمن إكثار المعلومات وتنوّعها فيضمن بذلك استمرارية التطوّر الفكري والعلمي.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البلاغالوجيا فلسفة البلاغة العلمية والأدبية
- كُن اللا أحد
- العرفانُلوجيا دراسة العرفان علمياً
- البنيالوجيا فلسفة البنية الأدبية
- البنيالوجيا فلسفة البنية العلمية
- العقيدالوجيا دراسة العقائد علمياً
- الفحوالوجيا عِلم المعاني والدلالات
- اللغالوجيا عِلم المعلومات المتوارثة والمُبتكَرة
- العدالة المتعالية
- سيادة السوبر تخلف
- الكونلوجيا التحوّلاتية : عِلم الأكوان المتحوِّلة
- الأنسنالوجيا فن إنتاج الحقوق و المعارف
- الكينونالوجيا فن بناء الهوية و الماهية
- الحريالوجيا فن إنتاج المعتقدات و السلوكيات الإنسانوية
- الحداثالوجيا و ما بعد الحداثالوجيا
- الهويالوجيا فن القرارات الإنسانوية و الشخصية
- الحقيقالوجيا فن الاحتمالات الممكنة
- الحكمالوجيا و المعرفالوجيا
- الفلسفالوجيا و الماهيالوجيا
- المعادلاتية و الحقل المعرفي


المزيد.....




- زعيم مجموعة -تعبد- الشيطان حاولت إقامة قداس أسود.. إليكم ماذ ...
- تركيا في مفترق الطرق ـ ديموقراطية الشعب أم ديكتاتورية أردوغا ...
- في هذا السن نعاني من أكثر الأزمات النفسية حدّة.. لماذا؟
- وزير الإعلام السوداني: ولاية الخرطوم تحررت تماما من سيطرة ال ...
- بنما تشطب 107 سفن خاضعة للعقوبات من سجلها للملاحة البحرية
- زيلينسكي: لن نعترف بالمساعدات العسكرية الأميركية كقروض
- أطفال القدس.. حتى أسطح منازلهم لم تعد آمنة
- غزة بلا حماس.. حين تحل الكارثة
- القضاء يمنع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين ويعلق إغلاق إذاعة - ...
- -لن يقول لك وداعا-.. هل يقع الإنسان في حب الروبوت؟


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - السوبر تعددية المعرفية