أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - -الهدايا المسلحة-














المزيد.....


-الهدايا المسلحة-


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"الهدايا المسلحة"
أفرزت أخلاق التفاهة وما تزال تنجب تفاهات على مقاساتها وصفاتها.
في الدول الراسخة المستقرة ذات العمل المؤسساتي والحضارة والثقافة العلمية والواقعية يتبادل الرؤساء والسياسيون والشخصيات العامة الهدايا بمناسبات مختلفة. نعم. لكن هدايا جميلة بسيطة حضارية. مثل الكتب والأزهار واللوحات الفنية والمنحوتات وأقلام الكتابة وغير ذلك كثير. وأنا شخصيًا أتابع بدقة نشاط رؤساء الدول المتحضرة وأراقب مثلا لقاءاتهم. واهتم بسلوكياتهم الشخصية والاجتماعية. لكنني لم أرَ يوماً ان بين الهدايا التي يتبادلها السياسيون المتحضرون والشخصيات العامة قطعة سلاح واحدة لا صغيرة ولا كبيرة ولا حديثة ولا كلاسيكية.
وعندما التفت الى قادة بلداننا العربية والعراق أولها نجد ان لا هدية " مال أوادم " يتبادلونها غير المسدسات والرشاشات والسيوف والخناجر. هل لهذا الفارق من معانٍ او دلالات ؟ ارجوكم اعزائي قرّاء هذه السطور الإدلاء بدلوكم عن هذه الأسباب. لكنني أرى أن من بينها ما يلي:
• ان ثقافة الساسة العراقيين ثقافة ترفع من قيمة السلاح الى مصاف الرجولة والبطولة. يتبادلها حتى الجبناء فيتبجحون بها لتغطية خوفهم وقلقهم وللظهور بمظهر البطل "المسيطر جدا".
• من ناحية أخرى تفقد الحاجات الأخرى كل قيمتها ومعانيها مثل الكتب والورود والاقلام وغيرها كثير بما ان لا علاقة لها بالرجولة الذكورية والبطولة المزيفة. تغدو الهدايا "غير المسلحة" عديمة الوزن في التعامل مع "أخوة عليه". البعض يدعي ان تراثنا العربي والاسلامي يقوم على السلاح. كم اتمنى لو ان أحداً دلّني على حالة تبادل الأسلحة كهدايا. على العكس فان الغالب على تراثنا الشعري وعموم الأدبي هو الثقافة والحضارة. ثم حتى لو ان هذا الإدعاء فيه نوع من الصحة فإلى متى نبقى أسرى ثقافة المئات من السنين الماضية ان لم نقل ألآلاف؟ وهل ان اوربا ليس لديها تراث حربي مليء بالأسلحة؟ نعم. لكنهم اكتشفوا أخيرًا ان ابسط خدمة يقدمها السلاح هي الجريمة وان السلاح لا علاقة له بالشجاعة او بـ"المرجلة".
• عندي قناعة ان عشاق السلاح في بلادنا تخلو بيوتهم من مكتبات شخصية لكنها عامرة "والصلاة على النبي " بشتى انواع السلاح مع احتياطي هائل من الرصاص والعتاد حتى ان الكثير منهم خصصوا غرفا للأسلحة صارت بمثابة مشاجب.
السلاح ايها السادة أداة للقتل وسفك الدماء وإرهاب الناس وكل من يدرب الاطفال على استخدام السلاح بدلا من الكتب والدفاتر والأقلام انما هو يرتكب جرما بحق هذا الانسان الصغير وبحق المجتمع لاحقا. وكل من يتأبط سلاحا فهو يتأبط شرّا ويغدو مشروع قاتل.
وان من أشرف الأعمال التي يمكننا جميعا القيام بها هي ان ننشر ثقافة نزع السلاح والتخلي عنه والاعتماد على الدولة التي علينا بناؤها لتصبح هي المدافع عن الوطن والمواطن. وفي يومنا هذا تتحمل وزارة الداخلية مسؤولية توفير الأمن وحماية الناس من السلاح وعليها المباشرة فورا في نزع السلاح الفردي من كل من هو خارج السلطات الرسمية "الدفاع والداخلية".
وليكن من بين قرارات الحكومة منع تبادل الاسلحة كهدايا بين المسؤولين وتذكير الناس بإن هذه الهدايا لا علاقة لها لا بالشجاعة ولا بالبطولة ولا "بالمراجل" ولا بالكرم بل هي رمز للفوضى وسفك الدماء.



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءات عن الإنسان في الطبيعة
- إضاءات في الفكر والسياسة 1
- زلازل عراقية
- المسؤول
- الأكراد.
- السلاح – أفكار بسيطة.
- الفضائية في بلادنا.
- العشوائية في بلادنا.
- صوت من أجل الوطن
- -الأصنام-.
- السلاح
- - التغيير-
- أطالب بإلغاء المفوضية مع الانتخابات كلها
- التحالفات في العراق
- المشهد السياسي المعارض في العراق
- مات الأخضر وما ماتت مشاغله!
- قدس الأقداس
- سفر الفقراء
- عقدكم السياسي مرفوض أيها السادة!!!.
- من أسس الأحداث


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - -الهدايا المسلحة-