|
السودان في حرب الجنرالين من أجل السلطة خدمة للمخططات الامبريالية و الصهيونية و الشعب السوداني يدفع الثمن من هذه الحرب المدانة
محمد جواد فارس
الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 12:23
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
في جمهورية السودان و المتعارف عنها جغرافيا هي تقع في القارة السمراء أفريقيا و هي فعلا سلة الغذاء لافريقيا، لما فيها من الثروة الحيوانية و كذلك أرضها المعطاء في الزراعة و وجود نهر النيل العظيم ، ويتمتع السودان بموقع جغرافي وله ميناء على البحر الأحمر بور سودان ، و هو عضو فعال في الجامعة العربية ، و لكن السودان ابتلى في الانقلابات العسكرية بدء من انقلاب الفريق ابراهيم عبود ، و قامت الأنظمة الدكتاتورية التي جاءت بعد انقلاب جعفر نميري صاحب صفقة الفلاشة مع دولة الكيان الصهيوني ، قد اراد العسكر إنهاء حكم النميري بأنقلاب عسكري قام به هاشم العطا ورفاقه ، وابوبكر النور و لقيت الحركة تضامن جماهيري واسع لتغير الوضع في السودان وتم اعتقال النميري و قدر للحركة أن تفشل و ذلك بفعل العقيد معمر القذافي زعيم ليبيا ، عندما انزل الطائرة التي كانت تقل الثوار ، وسلمهم إلى نظام النميري بعد أن هرب من المعتقل وتم اعدامهم ، وكانت الحركة قد حصلت على تأيد ودعم الحزب الشيوعي السوداني بقيادة عبد الخالق محجوب ولجنة الحزب المركزية و المكتب السياسي للحزب و تم اعتقال القادة ومنهم عبد الخالق محجوب امين عام اللجنة المركزية للحزب و القائد العمالي الشفيع أحمد الشيخ و جوزيف كرنك ، و جرت محكمتهم بمحكمة عسكرية شكلية و تم إصدار أحكام الإعدام و نفذت الأحكام بهم ، و لو قدر لهذه الحركة النجاح لتم حل المشاكل المجتمعية في السودان ومنها القضية القومية في دارفور ، و اما انقلاب الجنرال سوار الذهب و الذي أنهى حكم جعفر نميري ، ولكنه لم يقبل بالسلطة و أراد تسليمها لتكون دولة مدنية ، تنجز مهمات اقتصادية و اجتماعية لتغير الأمور في أقامة دولة ذات سيادة و لكن العسكر لم يقبلوا و جرت محاولة من قبلهم ، و استلمها العسكري عمر حسن البشير وحولها إلى نظام ديني ، قريب لحزب أخوان المسلمين علما بأن هناك مسحيين يعيشون في جنوب السودان مما طالب العقيد جون كرنك بانفصاله عن السلطة المركزية ، و تمرد على السلطة و قاتلها لحين حصل جنوب السودان على حكم ذاتي و أصبح لها كيان مستقل ، و اليوم بعد أن خرجت جماهير الشعب السوداني بتظاهرات عارمة في الخرطوم وأم درمان و كل محافظات السودان ، كانت تهتف بسقوط حكم العسكر شاركت في هذه التظاهرات كل القوى الوطنية السودانية ، واحزابها و منظماتها المهنية من المحامين و الأطباء و المهندسين ، وقد لعب الحزب الشيوعي السوداني دورا هاما في قيادة التظاهرات و صياغة الشعارات الوطنية ، من أجل لقمة عيش الشعب السوداني وسيادة الوطن ، و كانت التظاهرات تطالب بحكومة مدنية و أسقطت حكومة عمر البشير والذي نخرها الفساد الإداري والمالي و فرطت بوحدة الأراضي السودانية و شارك الجيش الشعب في انتفاضته ، و قامة حكومة بقيادة حمدوك و لكن المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان تامر على الانتفاضة ، وقدم حمدوك استقالته و أصبحت السلطة كلها بيد المجلس العسكري والذي يقوده البرهان باسم مجلس السيادة ٠ واليوم القتال القائم بين الجنرالين البرهان يقود الجيش ومحمد حمدان دقلو المعروف بأسم( حميدتي ) يقود قوات التدخل السريع و وقود هذه الحرب هم من الطرفين أبناء الشعب من المجندين و كذلك المدنيين و الذين تساقطوا في ساحات الحرب وازقة الخرطوم ، نتيجة القصف العشوائي، بالمئات من القتلى و بالألف من الجرحى ، والمستشفيات دمرت و بعضها اغلقت نتجة قلة الكادر الطبي و هروبه نتيجة قصف المنشأت الطبية ، وعدم وجود الادوية ، و الجثث في الشوارع و الازقة في الخرطوم هولاء القادة هم يريدون تسليم السودان الغني بثرواته الطبيعية الذهب واليورانيوم إلى الامبريالية الأمريكية ودولة الكيان الاسرائيلي متسابقين من يفوز بهذه الجولة ، و لكن الشعب السوداني يعاني من حربهم الأمرين، لا ماء للشعب للشرب ولا كهرباء خيم الظلام على العاصمة الخرطوم ومدن بحري و لا وقود و ارتفعت اسعار السلع الضرورية والغذاء ورغيف عيش المواطن أصبح من الصعوبة بمكان الحصول عليه و كذلك حليب الأطفال ، الأسعار للمواد الغذاية كالدقيق و الرز و الزيت خيالية ، أصبح الكثير من الناس يهربون مشيا على الأقدام إلى مناطق بعيدة عن القتال والسودانين شعب طيب ومضياف و كلهم متضامين متكاتفين مع بعضهم يتقاسمون العيش ( رغيف الخبز ) و قسم منهم هجروا البلد إلى بلدان الجوار ، و البعثات الدبلوماسية اغلقت سفاراتها و رحلت رعاياها هربا من الموت ٠ وقد اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في بداية الأحداث بيانا هذا نصه : بيان إلى جماهير شعبنا الصدام العسكري المكثف العنيف المتبادل بين جنرالات اللجنة الامنية و القوات التابعة لهم يضع جماهير شعبنا تحت خطورة و رعونة مطامع القوى المعادية للثورة و للمزيد من سفك الدماء ٠ هذا الصدام نتيجة للانحراف القوى العسكرية و المدنية التي تصدت لقيادة البلاد وحكمها منذ بداية الثورة في أبريل 2019 إلى الآن ٠ ضحية استمرار العنف و العنف المضاد هي الجماهير الشعبية الصامدة والتي ظلت تناضل من أجل استمرار الثورة و الوصول الى السلطة المدنية الديمقراطية الكاملة ، طريق العودة إلى الحياة الطبيعية يبدأ بالايقاف الفوري الشامل لتبادل إطلاق النار وخروج الجيوش و المليشيات من المدن والقرى و البعد عن تجمعات المواطنين في القرى و الأرياف ٠ ما يجري الان هو استمرار للصراع حول السلطة و ثروات البلاد بتشجيع من بعض القوى الأجنبية وتنفذه الجيوب المسلحة لهذه القوى الخارجية ٠ البدايات الدموية واستمرارها هو ما كان يحذر منه حزبنا و أدي و يؤدي إلى ارباك وترويع المواطنين ٠ وفي هذا الإطار يرى الحزب ضرورة في حل جميع المليشيات وجمع السلاح المنتشر في المدن والأرياف و إعادة تكوين الجيش الوطني القومي المهني الموحد ٠ يدعوالحزب الشيوعي السوداني إلى تراص الصفوف من أجل وقف إطلاق النار الفوري وخروج الجيوش و المليشيات و إنقاذ البلاد من صراعات الجنرالات الدموية ٠ وحدة شعبنا وكل القوى الوطنية و قوى التغير الجذري و لجان المقاومة حول أهداف الثورة و إعادة السلام والأمن و الاستقرار هو مطلب الساعة ، و الأرضية الوحيدة للخروج من الأزمة الحالية لاسترداد الثورة و تأسيس سلطة الشعب ٠ حرية سلام و عدالة ومدنية قرار الشعب ٠ وفي هذا الإطار يتوجه الحزب الشيوعي السوداني لشعوب العالم و القوى الديمقراطية و الشيوعية لرفع رايات التضامن مع نضال الشعب السوداني وغل يد القوى المعادية لثورة ديسمبر المجيدة ٠ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني في اجتماعها المعقد بذات التاريخ 15 أبريل 2023 م 䀣 أن شعب السودان اليوم يعاني من اقتتال العسكر بينهم ، و شعبه يدفع ثمن الاحتراب و الصراع من أجل السلطة، و بدفع من قوى اجنبية لها مصلحة بتفتيت وحدة السودان و نهب ثرواته، لذا أن كل القوى الديمقراطية و الشيوعية مدعوه لرفع صوتها من أجل وقف القتال والعودة إلى الشعب في أقامة حكومة مدنية ، و عودة العسكر إلى ثكناتهم للدفاع عن سيادة البلد ٠ طبيب و كاتب
#محمد_جواد_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيوعيان خالدان من الموصل الحدباء ام الربيعين ، عبد الرحمن ال
...
-
كارل ماركس غادر الحياة ، و لكن الماركسية كنظرية بقيت ترفعها
...
-
قرأة في كتاب عبد الحسين شعبان عصبة مكافحة الصهيونية و نقض ال
...
-
الحرب الروسية الاوكرانية ودخول أمريكا و الناتو على خط التأجي
...
-
يوم الشهيد الشيوعي العراقي 14 شباط
-
ساسون دلال الإبن البار لشعب العراق ، الشيوعي الذي توجه إلى أ
...
-
الحدث التاريخي يكتب بمصداقية و أمانة ،ولن يكون قابل لإلغاءه
...
-
صفحات في السيرة الذاتية للمناضل الخالد ثابت حبيب العاني ( أب
...
-
الشهيد المهندس سامر مهدي صالح شهيد معارك الاهوار
-
صاحب محمد حسين نزر (أبو زمان )
-
العملية السياسية التي جاءبها الاحتلال و ما الت به من تدمير ل
...
-
أوراق مطوية: في الحركة الشيوعية العراقية يقلب صفحاتها المناض
...
-
نقد العقل الديني لمؤلفه الفقيه أحمد الحسني البغدادي
-
العمل التطوعي لخدمة الانسانية و المجتمع
-
ثورة 1920 العراقية كانت حافزا لوثبات و انتفاضات وثورة الرابع
...
-
فلسطين قبلة العرب ومدرسة النضال من أجل انهاء الاستيطان في ال
...
-
تسعة عشر عاما بعد تدمير العراق واحتلاله ومعاناة شعبه مستمرة
-
الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو يدفعون أوكرانيا لأن ت
...
-
الزعيم حسن عبود عسكريا لامعا ومناضلا شجاعا
-
الشيخ عبد الكريم الماشطة أحد رواد التنوير في العراق للكاتب أ
...
المزيد.....
-
الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق
...
-
البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
-
مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
-
المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور)
...
-
ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة
...
-
السجن مع وقف التنفيذ لنشطاء مغاربة مناهضين للتطبيع مع إسرائي
...
-
OnePlus تودع عام 2024 بهاتف مميز
-
70 مفقودا بينهم 25 ماليا إثر غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ال
...
-
ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
-
-هذا لا يمكن أن يستمر-.. الجنود الأوكرانيون يأملون في التوص
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|