ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 7596 - 2023 / 4 / 29 - 15:20
المحور:
الادب والفن
المدينة شبه فارغة من أشباحها . المحلات مقفلة . بعض منها تفتح لبيع الضروريات من المواد الغذائية . إلى أن ينادي المنادي لإعلان وقت الصلاة. حينها تغلق الأبواب جميعها تقريبا .
المساجد مملوءة عن آخرها بالمصلين . والفائض منهم يحتل الأرصفة المتاخمة لدور العبادة وأيضا الأزقة القريبة والطريق السيار .
تتوقف الحياة والحركة داخل المدينة طوال فترة الصلاة .
مكبرات الصوت تصم الآذان بالقراءات المقدسة
فتصبح بعض الأزقة والشوارع مساجدا إضافية في الهواء الطلق .
الأصوات المختلطة تتقاطع داخل مكبرات الصوت بما يشبه الزعيق.
الأحذية متراكمة ومحروسة بأعين أصحابها
خشية أو تفاديا من إختفاء بعض منها.
المدينة في لحظة طواريء .
سيارات المدينة منها من يضطر إلى تغيير الإتجاهات
وكذلك سيارات الإسعاف .
تتوقف الخدمات الإجتماعية والإدارية
خلال تلك الفترة بطريقة أو بأخرى .
و
عند انتهاء الصلاة تتحرك فلول المصلين
في منظر يشبه إستعراضا مثيرا للإنتباه.
/ شوفونا . نحن نصللي ).
تعود الحركة إلى المدينة وتفتح الأبواب في كل القطاعات والمجالات .
يتساءل بعض العقلاء مع أنفسهم أو مع غيرهم
( لماذا يتظاهر الجميع بالإيمان بينما النزاهة
والأمانة والصدق والوفاء
وكل القيم الدينية الحميدة لا أثر لها على أرض الواقع إلا فيما نذر ؟) .
ولماذا المدينة منكوبة أخلاقيا ؟ .
أحد الظرفاء علق ساخرا / ياسلام على هذا الخشوع المفتعل .
بينما حالة الأمة برمتها تدعو إلى القلق والحزن العميق .
- إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم دهبت أخلاقهم دهبوا -.
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟