|
تحليل الدولة العلوية ( 6 )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7594 - 2023 / 4 / 27 - 16:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" البوليس السياسي قطع الكونكسيون عن منزلي رغم تأديتي لواجب الاشتراك لدا اتصالات المغرب .قطع الكونكسيون عمل اجرامي ، سافر ، ومدان ، لا يقوم به الاّ الجبناء . سأرسل هذه الدراسة من Cyber " . الفصل السادس : الدولة والأحزاب . تتميز الساحة السياسية المغربية ب ( التعددية ) الحزبية ، التي أصبحت تتحمل حتى المنظمات الأيديولوجية ، والمنظمات العقائدية الأكثر راديكالية بالشعارات . اذن ما هو المغرب السياسي لظاهرة ( التعددية ) الحزبية ، وهي تعددية مخزنية بالاصل ؟ ربما قد يبدو للوهلة الأولى ، ان تعددية بذاك الشكل ، تتناقض مع وجود دولة مخزنية تقليدانية وطقوسية ، أي متجذرة في البنية التقليدية ، الاّ ان ذاك التناقض مجرد تناقض ظاهري . بالتأكيد انّ لعامل الحركة النضالية التاريخية للجماهير الشعبية ، ولتنظيماتها دور في الوجود القانوني لمنظمات اليسار التقليدي والجديد .. لكن مع ذلك يبقى هذا العامل بمفرده غير كاف لتفسير الظاهرة . في اعتقادي ، ان العامل الاخر الذي لا يقل أهمية عن الأول ، يكمن في طبيعة الدولة المخزنية نفسها . انّ دولة لا تربطها بالمجتمع علاقة سياسية متطورة ، تسمح باندماج وانصهار كل الخصوصيات الاجتماعية ، في بوتقة المصلحة المجتمعية العامة .. ، وإنّ دولة تريد ان تكون فوق المجتمع بأكمله ، بدون ان تكون في الوقت نفسه قادرة على عكس وتمثّل تناقضاته وانقساماته .. ان هذه الدولة محكوم عليها الاّ ترى المجتمع الاّ على شاكلتها هي ، وعلى صورتها الخصوصية . أي على انه ليس مجتمع الفئات والطبقات الاجتماعية المتبلورة الى هذا او ذاك . ولكنه مجتمع الذرات الاجتماعية المتناثرة هنا وهناك .. مجتمع القبائل ، والعشائر ، والطوائف ، والاثنيات ، والأسر الكبرى . وفي وضع مجتمعي هذه حقيقته من زاوية الدولة المخزنية ، يتعين اذن على الأحزاب السياسية الاّ تطمح الى الارتقاء الى مستوى تمثيل مصالح الفئات والطبقات الاجتماعية ، وانما يجب عليها ان تلتزم حدود الوضع التشرذمي كما تراه الدولة المخزنية نفسها ، وكما تريد ان يكون . ان الدولة المخزنية بطقوسها القروسطوية ، تظل وحدها الممثل الحقيقي للرعايا ، ودون ان يشترك معها في هذه التمثيلية مكونات سياسية أخرى ، خاصة اذا كانت تناضل من اجل مشروع يتناقض ومشروع الدولة المخزنية . ان ازدواجية التمثيلية الشعبية ، يضمر نوايا تهديدية لأصل الدولة ، ومن ثم تحرص الدولة المخزنية على ملئها لوحدها للشأن العام ، وللرعايا الجاهلة الخارجة عن كل تغطية تخص القضايا الاستراتيجية الوطنية . فالدولة المخزنية عندما تقدمت بحل الحكم الذاتي ، دون المرور من استفتاء يحدد وضع الرعايا مما يختمر من قبل الدولة ، فهي تصرفت كإمارة ودولة رعوية ، يتولى الراعي وحده شؤون الرعية التي فوضت له بالبيعة غير مكتوبة ، ذاك التصرف من دون الرجوع الى الرعية التي باركت الحل المخزني للدولة المخزنية ، وباركته جل المكونات التي تسمى احزابا ، وهو نفس الشيء لاحظناه عندما اعترف رئيس الدولة كأمير وكراعي للرعية ، بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، ونشر اعترافه الذي كان بظهير ( شريف ) موقع بخط الملك محمد السادس شخصيا ، بالجريدة الرسمية للدول المخزنية العلوية عدد 6539 .. وهو نفس ما تمت ملاحظته ، عندما الغى الحسن الثاني ومن جانب واحد ، اتفاقية الوحدة بين نظام الحسن الثاني ، ونظام الرئيس معمر القدافي بعد ضربة Ronald Reggan لباب العزيزية بليبيا . ومرة أخرى نكتشف في صلب العلاقة القائمة بين الدولة المخزنية والمجتمع ، جوهر العلاقة التي كانت سائدة في عهد الدولة المخزنية الأولى ، مع تغيير فقط في الزي العصري ، استبدال الجلابة والبرنص - السلهام بالهندام الأوربي ، واستبدال الدّواب بالسيارات . ذلك انه اذا كان التوازن السياسي في العهد القديم ، يقوم على ضرورة وجود دولة قوية ، في مواجهة عدد كبير من القبائل المشتتة والضعيفة ، فانه يقتضي اليوم ، في شروط تفكك النظام القبلي ، وجود دولة مركزية قوية ، في مواجهة عدد كبير من الأحزاب السياسية المشتتة والضعيفة . من هنا يتضح ان الدولة المخزنية إذا كانت تحتمل ، وربما تحبذ وجود عدد من الأحزاب ، خاصة أحزاب اليسار التي انقرضت ، فإنها من ناحية ، ترفض ، بل وتعادي ان يتحول حزب ما ، الى قوة سياسية واجتماعية كبرى ، منافسة للدولة المخزنية ، ولو كان ذلك في صفوف أحزاب ( اليمين ) نفسها . ان أسطع دليل على هذا ، هو تجربة الانتخابات الملكية التي أصبحت هي من تختار الأحزاب التي ستنزل برنامج الملك للتطبيق ، لا برامجها هي التي تم رميها في سلة القمامة ، بمجرد الإعلان عن نتائج انتخابات الملك . غير ان الدولة المخزنية التي تحركها دوافع الهيمنة المطلقة على الشأن العام ، وعلى الشأن السياسي ، والخاضعة لهاجس التخوف من احتمال تشكل قطب سياسي منافس ، مهما كانت يمينيته ، كانت مضطرة اذن للتدخل من اجل اجهاض تطور حزب كالبام ( الاصالة والمعاصرة ) عندما اضحى غير مرغوب فيه من قبل الرعايا ، وحزب العدالة والتنمية ، والتجمع الوطني للأحرار ... وهي كلها أحزاب من انتاج الدولة المخزنية البوليسية .. فعندما يظهر تغول واشتداد قوة حزب من الأحزاب ، تصبح القاعدة ، وحتى لا ينافس قوة القصر ، احداث الانشقاقات والانسحابات من صفوفه ، رغم انه حزب ملكي اكثر من الملك ( الانشقاق الذي عرفه حزب التجمع الوطني للاحمرار بعد خروج الحزب الوطني الديمقراطي . وخروج اليسار الاشتراكي عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي . وخروج جبهة القوى الديمقراطية عن حزب التقدم والاشتراكية . وتأسيس الاتحاد الدستوري نكاية في التجمع الوطني للأحرار . وخروج العديد من الحركات الشعبية عن الحركة الشعبية الأصل ... الخ ) . وفي السياق نفسه ، يمكن القول ، بانّ الموقع الهام الذي يحتله القطاع العام ، والشبه عام في الاقتصاد المغربي ، لا يترجم واقعا اقتصاديا واجتماعيا صرفا ، وانما تحتمه بالعكس ، الضرورة السياسية ، ويدخل في انسجام تام مع المصلحة الاستراتيجية للدولة المخزنية . فلكي تتمكن هذه الأخيرة من التحكم في القوى الاجتماعية والسياسية ، وضبط حركة تطورها ، فان الوسيلة الناجعة لذلك ، تتحدد في مراقبة شبكة الاقتصاد الوطني ، عن طريق اخضاعه للمؤسسات الاقتصادية التابعة للدولة المخزنية . ان الانتخابات الملكية نفسها تأخذ ، في ظل الدولة المخزنية ، معاني مغايرة . فاذا كانت الانتخابات بوجه عام ، تشكل مناسبة متاحة المجتمع للتعرف عن القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة ، ولدفعها للمشاركة في تسيير شؤون البلاد ، تصبح في ظل الدولة المخزنية ، مناسبة لتجديد الصلة بين المجتمع والقصر ، ولإضفاء الشرعية على الدولة المخزنية . ان الانتخابات هي انتخابات الملك ، والبرلمان برلمانه ، والحكومة حكومته ، الملك هو الدولة ، والدولة هي الملك . والباقي من وزراء وبرلمانيين هم موظفون سامون بإدارة الملك .. من هنا فان أصوات الاقتراع المعبر عنها في الموسم الانتخابي ، لا تملك اية قيمة معيارية مؤثرة على الصعيد السياسي العام ، باعتبار ان القضايا الأساسية هي بيد القصر ، فلا تحددها صناديق الاقتراع ، وانما تحددها شروط التوازنات السياسية بين الدولة المخزنية والمجتمع ، التي هي بالضرورة عملية خارج – انتخابية . هكذا اذن يبرز كل الثقل الذي تضغط بكاهله الدولة المخزنية على المجتمع ، وهكذا يصبح تحديث الدولة شرطا ضروريا لوجودها ذاته .. أي وجود علاقة فوق – قبلية – فوق طائفية – فوق إقليمية – وفوق أسروية .. وباختصار وجود علاقة سياسية فعلية بين الدولة والمجتمع ، تتمثل في ( مصالح ) الشعب ، والأمة التاريخية والحضارية .. وتبقى الخاتمة ان من يحكم يبقى الملك لوحده . أنا الدولة . الدولة أنا .. ( انتهى ) ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل الدولة العلوية ( 4 )
-
تحليل الدولة العلوية ( 3 )
-
تفكيك الدولة العلوية ( 2 )
-
تفكيك الدولة العلوية
-
الاحلاف .
-
وجهة نظر في الديمقراطية ( الفصل الثالث )
-
وجهة نظر في الديمقراطية ( 2 )
-
وجهة نظر في الديمقراطية
-
الديمقراطية كأداة للترويض السياسي
-
السياسة بين الحب والحرب
-
الغلاء وارتفاع الأسعار في المغرب .
-
العقلنة المشوهة
-
العيّاشة المُتعيّشون من السياسة
-
هل إسرائيل في طريقها الى الزوال ؟
-
في الثقافة السياسية
-
هل ستفعلها المملكة العربية السعودية ، وهل سيفعلها الرئيس الر
...
-
فشل الدولة البوليسية بعد سبعة وستين سنة من النهب والافتراس
-
الخطاب السياسي ( 4 )
-
الخطاب السياسي ( 3 )
-
الخطاب السياسي ( 2 )
المزيد.....
-
حزب الله يحدد 23 فبراير موعدا لتشييع نصرالله وصفي الدين معا
...
-
رئيس كولومبيا: سياسات ترامب فاشية
-
خبير عسكري يكشف سر زيارة زيارة نتنياهو لواشنطن
-
ترامب: لدينا مناقشات مخطط لها مع أوكرانيا وروسيا
-
المهاجم الدولي الجزائري أمين غويري يدعم هجوم مرسيليا
-
المكسيك ترفض البيان الأميركي وترامب يقر بتداعيات الرسوم الجم
...
-
تدشين معبد هندوسي ضخم في جنوب أفريقيا
-
سياسي بريطاني سابق يعلن انضمامه إلى المرتزقة الأجانب في أوكر
...
-
تبون: الجزائر تحافظ على توازن علاقاتها مع روسيا وأمريكا
-
رئيس كوبا: الضغط الأمريكي على المكسيك يهدد استقرار أمريكا ال
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|