عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 16:27
المحور:
الادب والفن
...
بخط يدها الراعفة
تتذوق مسام عشق مؤجل
يعيد ما يكتبه القلب للقلب
من عتاب أخضر مكرور .
ربما تجد بعض عزاء هارب
من عذاب منذور .
فيما تكتبه له
فيما تقرأ له
على عيون الأشهاد والأغيار ..
...
بخط يدها الراعشة
خططت آهات الوجد
على صفحاتها الورقية
وهي تردد شطحات البعاد
لصمتها المكلوم ..
...
بخط يدها الرائقة
تعيد ترتيب أبجديته
بكل شقاها ورضاها
وهي تدري أنه عاشقها
كلماته تجري وفق هواها
تدق بابها الخلفي
بيد مجازه المعتاد ..
...
بخط يدها الحالمة
تمحو وقع ذكريات
مرت بطفولتها المشاغبة
على قدم وساق أخضرين
لكن عينيها لن تنسيا رحيقا
تبعثر في شدوه
تعثر في سهوه
مغمض العينين .. باهت اللسان
وهو يراها قريبة من بعيد
بيدين مخضبتين بانتظار ..
...
بخط يدها الجريئة
تترجم دقات قلبه إلى بيان
لم يطرقه خيال بعد
تؤوله زفرات وفق إيقاع نبضها
الحالم به
وهي تدري أن فصيلة دمه المجاز
المنحاز إلى قطيع البسطاء ..
...
بخط يدها الراغبة
تخفي خطوات الحنين
إلى لقاء مجاز متدفق ، مراوغ
على خفقات انتظارها البهيج ..
...
بخط يدها الراهبة
أبعدت وصلات الوصل
عن طريقها الموصول
بصدف تعيد ترتيب عنادها ..
...
بخط يدها اللعوب
يقرأ توقيعاتها غير المتشابهة
كأنها أكثر من أنثى .. أكثر من احتمال
أو أنها تختصر كل النساء في موال
من مواويل حماقاتها الجميلة ..
...
بخط يدها اللاهبة
المختومة بالشمع أحمر الشفاه
تضيء مواعيد غربتها
ترسم ليالي عودته إليها
بالأغاني والأماني
على غبار نسيان ورماد انتظار
آخر
معلق على حبل مشنقة ..
...
بخط يدها الحاسبة
تميز بين خطوط كتبتها
أمس عنه ،
وعنه أخذت مفردات اشتياقها
ومنه أعطت ، وإليه تسير
بلا عنوان ينسبها إليه ..
...
بخط يدها الباصمة
تقول له ما تخفيه شفتاها الحارقتان
عن مسامع خطوه إلى آخر سطر
يحتله البياض على جسدها
المفترى عليه
والمعول عليه ..
...
بخط يدها الندية ، النديمة
تعلن ما يلي :
" ... خسر راح روحها البواح
خسرت صهيل جسده المتاح .. "
...
لكنها ،
ربحت هذه القصيدة الشهيدة
أملتها علي
ربما إليه تصل قبل رحيله
أو قبل رحيلها ...
........................................
أبريل 2023
................
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟