عماد الطيب
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7592 - 2023 / 4 / 25 - 20:19
المحور:
الادب والفن
حان وقت عودتك ايتها الملتحفة بغطاء الغربة وصقيع المدن الباردة .. عودي لنا فقد مسنا برد الاماكن ونار الحنين تصطلي بين اضلعنا .. عودي فماعاد ورد الجوري في حديقتنا يحينا بتحية الصباح الندية .. عودي فكل احاديثنا المسائية غادرت فلم يتبق غير اسمك تناديه فطومة في ارجاء المنزل ليرجع صداه دون اجابة .. فطومة وردة عليها ان تسقى كل يوم بحنانك وصوتك الذي تردده جدران بيتك .. فطومة امست تسكب كل يوم دمعة على وسادتها . عسى ولعلها تسمع طرق باب يوقظها صباحا على نغمات صوتك الشجي .. وترددين بكل عصبية الام يلا فطومة تأخرتي في نومك .. هي بأمس الحاجة الى لومك وعصبيتك لانها عشقت وجودك .. تخاف ان تلتهمك تلك المدن وتنسيك فطومة التي هي حياتك .. عودي لفطومة فهي ثمثل كل موجوداتك في الحياة .. تتساءل بخيبة امل كل ليلة متى تعود امي ؟!! اسئلة دون اجابة .. والكل ليس لديهم اجابة صريحة لانهم يخفون حنينهم عنها تحت اغطية السرائر. .. فالحياة بعدك ككثبان رمل غطت اثر بئر فلم تعد القوافل تسقى منه لانها تاهت عنها خرائطها.. واليوم كلنا تائهين في زحمة الايام نعدها ونصطبر لعلها تطلع شمس يوم عودتك . فما عادت فطومة تنام كسابق عهدها لانها فقدت دفء حضنك ورائحة الحنان في جسمك .. اترك تلك المدن الصاخبة واحزمي حقائبك . فالبيت وفطومة يعشقون وجودك .
#عماد_الطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟