أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - مقارنة بين الدولار العراقي والدينار الأمريكي...














المزيد.....


مقارنة بين الدولار العراقي والدينار الأمريكي...


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتذكّر كبار السن، من أبناء جيلي، اطال الله في اعمارهم، ان الدينار العراقي في زمن ما، كان (ويا ما كان) يعادل أكثر من ثلاثة دولارات أمريكية خضراء. وكان المواطن العراقي البسيط، اينما حط الرحال، موضع احترام وتقدير. ويستقبله الآخرون، بسبب ديناره القوي وملامحه السومرية، بابتسامة صافية النوايا ويودعونه باحسن منها.
وأذكر أن اقدامي، شبه الحافية تقريبا، وطأت ارض بلغاريا (الاشتراكية سابقا) وانا لا املك سوى أقل من مئتي دولار. بعد أن تحولت من دنانير عراقية ذات شأن واعتبار في عالم النقود. وكان ذلك المبلغ الزهيد حد البؤس هو كل ثروتي واموالي (المنقولة وغير المنقولة!) في هذه الدنيا. ورغم شراسة فتيات بلغاريا في الحصول على "حفنة من الدولارات" من كل عابر سبيل عن طريق الاغراء والاغواء وأساليب مماثلة، الا انني حافظت ودافعت بشراسة مضاعفة عن دولاراتي القلائل، سعيأ منّي للوصول إلى مستقبل أفضل من الحاضر بقليل. هذا المستقبل جاءني، والحمد لله بعد (لأيٍ وتُرحةٍ) وبعد ظروف قاسية يشيب لها الرضيع قبل أن تشيب أمه ! وقذفني الزمان على بعد ثلاثة بلدان من حدود بلغاريا. وما زلت احتفظ بجواز سفري الذي صدر، قبل ٤٤ عاما، من دائرة جوازات محافظة البصرة.
نعم، سيقول احدكم أن الدنيا تغيرت والاحوال نبدلت وحركة التاريخ تطورات. وهذا كله صحيح. وعلى عيني وعلى راسي. ولكن لماذا حصل كل هذا التغيير والتطور في صالح الآخرين. ونحن بقينا على الهامش نجتر امجادا "مزعومة" لم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل. ولا حتى حمار. لقد عدنا إلى الوراء بشكل مبالغ فيه كثيرا.
كل شيء لدينا فقد قيمته الحقيقية وصار "الزين والشين" يضحك علينا بشماتة الانذال.
وتحول الدينار العراقي في السنوات الاخيرة، بسبب تراكم الهزائم والنكسات على كل صعيد، الى لعبة مسليّة بيد الدولار الأمريكي الشرس.
ومن أجل فرض هيمنتها على العالم وتوسيع مشاريعها العدوانية لم تكتف امريكا بعشرات القواعد العسكرية المنتشرة في كل مكان. ولم تكتف بكل ما لديها من اسلحة متطورة وفتاكة. بل أضافت الدولار، وهو سيف ذو حدين، إلى ترسانتها العسكرية. وأخذت تستخدمه كأداة انتقامية ضد كل من يخالفها الرأي أو يختلف معها في اي موضوع. وربطت معظم النظام المالي العالمي بالدولار ليسهل عليها التلاعب بالاقتصاد الوطني للدول الاخرى، وتخريب انظمتها المالية وبث الخراب في نسيجها الاجتماعي. لكن إلى متى ستستمر "هيمنة" الدولار على اقتصاد العالم؟
لنستمع هنا إلى كلمات رجل الأعمال الروسي اوليغ ديريباسكا نشرها يوم الاحد الماضي على منصة "تيلغرام". ومعروف أن الأثرياء من اي بلد كانوا لديهم، خلافا لكاتب هذه السطور، حاسّة شم قوية جدا فيما يخص المال والاعمال. يقول السيد الملياردير الروسي ديريباسكا معربا عن ثقته بأن " الدولار لن يعود العملة المهيمنة عالميا في غضون خمس سنوات" ثم يضيف: " في غضون خمس سنوات سيكون العالم أكثر توازنا وستتنوع الحسابات وستكون العملات الرقمية المشفرة متوافقة. سيكون الأمر صعبا في البداية ولكن فيما بعد سيكتشف العالم جودة جديدة. وسيكون ذلك بالفعل عالما خاليا من الهيمنة". ويختتم السيد ديريباسكا كلامه قائلا :" أن هيمنة الدولار ستنتهي بسبب استخدامه كسلاح انتقامي ضد كل من له رأي مخالف دون أي اكتراث بالجوانب القانونية. مشيرا على سبيل المثال " إلى فرض عقوبات على الشركات التي توظّف عشرات ومئات آلالاف من الأشخاص"
نعم إن بريق الدولار بدأ بالانحسار التدريجي.
وتأكيدا على ذلك أن الكثير من الدول المؤثرة اقتصاديا وسياسيا وبشريا، كالصين والهند وروسيا والبرازيل ومصر وغيرها، بدأت تتعامل فيما بينها بالعملات الوطنية. وتطوّر أنظمة بديلة للتحويلات المالية ساعية بكل السبل إلى التخلّص من هيمنة القطب الواحد ودولاره الاوحد...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره...
- الفيسبوك اصدقُ انباءً من الكُتبِ...
- السفراء يتبعهم الغاوون !
- نجوم بثيابٍ من سندسٍ واستبرقٍ وطلاسم
- اردوغان ضرب عصفورين بأنبوب نفط واحد...
- نزهة المشتاق بين دكاكين احزاب العراق
- الهجوم تركي والهدف سوري والسماء عراقية
- لحظة وداع رتّّبت على عجل !
- الاتفاق بين بغداد واربيل زادني تشاؤماً !
- العراق دولة مستقلّة مع وقف التنفيذ
- واعتصموا بحبل العراق جميعا ولا تفرّقوا...
- اصبحتُ كمن اصابه مسٌّ من الشجون
- كردستان العراق كيان كارتوني ؟ وشهد شاهدٌ من اهلها !
- جو بايدن...الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة
- قمّة روسية صينية تحت شعار : يا عواذل فلفلوا !
- الساكت عن الحق شيطان اخرس...مثلا؟
- المحكمة الجنائية الدولية: جرائم حلال وجرائم حرام
- الموازنة العراقية: حصّة ثلاثة اسود للسيد مسعود
- شيخوخة الدول لا تنقذها صبيانية الحكّام
- آكلة الاكباد...اورسولا فون دير لاين !


المزيد.....




- تضارب بين البيت الأبيض وترامب حول مدة إعادة توطين سكان غزة
- هل يؤثر تصريح ترامب عن غزة على اتفاق وقف إطلاق النار؟.. مسؤو ...
- تطوير أرضية للطرق ذاتية الإصلاح تحاكي عملية التئام الجروح
- خبير يوضح كيف يتم التجسس عبر الهاتف
- الحيتان القاتلة تصطاد أحد أخطر الحيوانات البحرية المفترسة!
- علويون في سوريا ينددون بهجمات عليهم ويطالبون بالعدالة بعد سق ...
- إسرائيليون يسخرون من خطة ترامب للسيطرة على غزة: -غير واقعية- ...
- وساطة إماراتية بين روسيا وأوكرانيا تنجح بإطلاق 300 أسير
- اصطدام في 10 دقائق.. الكشف عن سبب -الأخدود العظيم- على القمر ...
- فيديو يرصد خطف عامل في مصر والفاعل -غير متوقع-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - مقارنة بين الدولار العراقي والدينار الأمريكي...