كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 08:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ربما تنشغل الفضائيات العربية والعالمية لفترة وجيزة بالوثائق السرية المسربة من البيت الابيض، أو تنشغل قليلاً بآخر مستجدات الحرب العالمية بين روسيا والنيتو فوق الأرض الاوكرانية، أو تتناقل اخبار المناورات الصينية في مضيق تايوان، لكن المادة الرئيسية لأخبارها تبقى تحوم في البلدان العربية الملغومة بالحروب والانقلابات والعمليات الارهابية والاغتيالات والخلافات التي ليس لها نهاية. حيث المواجهات المسلحة في سوريا، والاشتباكات الدامية في ليبيا. والقصف الجوي في قلب العاصمة بغداد، والقتال بالدبابات والراجمات وسط المناطق المأهولة في السودان، والمشاكل التي لا تنتهي بين الجزائر والمغرب. والقرارات المثيرة للجدل التي يطلقها قيس العابدين بن إسعيد في تونس، والطائرات التي تقصف غزة، والزوابع السياسية التي تعصف في لبنان، ولن يمر يوم إلا وللعرب حصة كبيرة تتحدث عنها أبواق الدنيا بالصوت والصورة، حتى صرنا (فرجة) للشعوب والأمم، وفي كل يوم عندنا كارثة وفاجعة ومصيبة سياسية. .
المثير للغرابة ان قادة الصراعات العربية لا يوقفهم شهر رمضان، ولا يعبئوا بمصير المناطق الفقيرة التي طحنتها صواريخهم، ولا يستجيبوا لنداءات العقل والمنطق، والعجيب بالأمر ان سيناريوهات الاضطرابات كلها متشابهة، وكأنها مستنسخة طبق الاصل، وتكاد تكون نفسها حيثما توجهنا. صراع على الكراسي، وميليشيات مسلحة. صخب وضجيج ومهاترات، ومنغصات تتناقلها وكالات الانباء. .
قبل قليل نشرت وكالات الانباء تقريراً مفصلاً عن هويات الدواعش والبلدان التي جاءوا منها، فظهر في التقرير ان تعدادهم من غير العراقيين والسوريين بلغ 22234 داعشياً جاءوا من جميع البلدان العربية والأوروبية بضمنها البلدان الاسكندنافية، بمعنى ان الكوارث التي وقعت في ديارنا شاركت فيها كل الشعوب والأمم لكي نتصدر عناوين الأخبار العالمية. ونصبح أبطال الشاشة والتلفزيون بكل جدارة واستحقاق. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟