أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - غنّيتُ مكّةَ … وأعزَّ ربي الناسَ كلَّهمُ














المزيد.....


غنّيتُ مكّةَ … وأعزَّ ربي الناسَ كلَّهمُ


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 7590 - 2023 / 4 / 23 - 04:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا عيدُ الفطر المبارك، أعاده اللهُ علينا، في مقبل الأعوام وقد رفعَ عن البشرية الجوائح والحروب والنزاعات والفتن، ومنّ برحمته على العالمين. اللهم تقبّلْ صيامَنا وقيامَنا واستجبْ لدعوات قلوبنا واحمِ مصرَ وجيشَ مصر من أهل الشرّ الحاقدين الذين يكيدون لها ويكرهون استقرارها وسلامها ونهضتها. كلُّ عامٍ ومصرُ أبهى وأجمل كما يليقُ باسمها العظيم العريق المكتوب بحروف النور في أولى صفحات كتاب التاريخ.
يأتي عيدُ الفطر هذا العام العالمُ مازال يئنُّ تحت وطآت الجوائح وتوابعها والحروب وويلاتها والنزاعات وتداعياتها، وأطماع الطامعين فيما ليس لهم، وليس على الصالحين إلا رفع الأكف بالدعاء لكي يرفع عنّا الله كلّ هذا ويهدينا سواء السبيل ويحمي الوطن العزيز مما يُرامُ لها من شتات.
في ليلة العيد، أفتحُ لأطفالي أوبريت: "الليلة الكبيرة" للعظيمين "صلاح جاهين" و"سيد مكاوي"، لكي نشاهد معًا كيف تستطيع القوى الناعمة والفنون الرفيعة أن تتضافر معًا وتُمسك ريشة الإبداع لكي تلوّن الحياة بألوان الفرح. نتأمل معًا خلّد عباقرةُ مصر في التأليف والتلحين والغناء وتصميم الرقصات مراسم الاحتفال الحيّ بالعيد بكل ما فيه من بركة وبهجات وأشجان ومواجع ومفارقات وطرائف وحيل وغيرها مما يحدث في الأحياء الشعبية الحاشدة بالزحام حول مقامات الصالحين، كل هذا عن طريق مجموعة من عرائس الماريونيت المفعمة بالحياة والفرح.
بدما نفرغ من "الليلة الكبيرة"، أديرُ أغنية "غنيتُ مكةَ" التي تُلخصُ "رسالة المحبة والتنوير" التي يحاولُ تكريسَها المصلحون والفنانون والمثقفون وأهل الخير عبر الزمان والمكان. تصوروا أغنيةً إسلامية عن مكّة المكرمة والكعبة المشرّفة والحج والحجيج وعن القرآن الكريم ومشاهد الركوع والسجود والتهجد وجميع طقوس أعيادنا الإسلامية، تصوروا أن أغنية حاشدة بكل ما سبق، كتبها ولحّنها وعزف موسيقاها وشدا بها... "مسيحيون”! تصوروا! ذاك هو "الكود الأخلاقي" الرفيع الذي ننشده ونصبو إليه في رسالة التنوير. تلك القصيدة الخالدة "غنيّتُ مكةَ" كتبها الشاعرُ "سعيد عقل"، ولحّنها الأخوان: "عاصي ومنصور رحباني"، وعزفها أوركسترا وكورالُ الرحابنة، وغنّتها فيروزةُ الكوكب "نهاد حدّاد" المعروفة باسم "فيروز"، "دارة القمر" الآسرة، وجميعُ مَن سبق من الأسماء اللامعة، هم عباقرةٌ "مسيحيون" أحبوا الله فأحببهم اللهُ في جميع خلق اللهِ، مهما اختلفت عقائدهم.
اقرأوا معي كلماتِ تلك القصيدة الرائقة، وأنتم تنصتون إلى الأغنية بصوت فيروز، ثم اندهشوا: (غنيتُ مكة أهلها الصيدا/ و العيدُ يملأ أضلُعي عيدا/ فرحوا فلألأ تحت كلِّ سمًا/ بيتٌ على بيتِ الهُدى زِيدا/ وعلى اسم ربِّ العالمين/ علا بُنيانُهم كالشَّهبِ ممدودا/ يا قارئَ القرآنِ صَلِّ لهم/ أهلي هناك وطَيِّبِ البِيدا/ مَن راكعٌ ويداه آنستا/ أنْ ليس يبقى البابُ موصودا/ أنا أينما صلّى الأنامُ/ رأتْ عيني السماءَ تفتحت جودا/ لو رملةٌ هتفتْ بمبدعها شجوًا/ لكنتُ لشجوها عودا/ ضجَّ الحجيجُ هناك فاشتبكي بفمي هنا يا وُرْق تغريدا/ وأعزَّ ربّي الناسَ كلَّهمُ/ بيضًا فلا فرّقتَ أو سُودا/ لا قَفرةٌ إلا وتُخصبُها/ إلا ويُعطَى العطرَ لا عودا/ الأرضُ ربي وردةٌ وُعِدَت بكَ أنت تقطفُ/ فاروِ موعودا/ وجمالُ وجهِك لا يزالُ رجًا يُرجى/ وكلُّ سواهُ مردودا.)
كلما سمعتُ تلك الأغنية العذبة، أتأملُ الفكرة من ورائها وأتأكدُ أن الفنانَ الحقيقي قادرٌ على صياغة المجتمع على النحو الصِّحي، المُنقّى من الأدران العنصرية، وأن القوى الناعمة قادرةٌ على النهوض بالبشر فكريًّا وأخلاقيًّا. الفنّان "الحقيقي" يجيدُ صناعة الفن مضفورًا بالحق والخير والجمال، وتلك هي رسالة التنوير. تُفرّقنا السُّبلُ أحزابًا وتكتلاتٍ وشِيعًا وجبهات وأغنياءَ وفقراء ويمينًا ويسارًا وبيضًا وسودًا وصُفرًا وأقرباءَ وغرباء وأكثريات وأقليات ومواطنين ووافدين ولاجئين، وتُشتتنا الطائفياتُ: طوائفَ ومذاهبَ ونِحلاً ومِللا وحروبًا خاسرة لجميع أطرافها... ولا يجمعُ شتاتنا تحت مِظلّة الإنسانية، إلا "الضميرُ الإنساني"، وروحُ الفنّ الرفيع.
بعد انتهاء شهر الصوم الفضيل، أهديكم في "عيد الفطر المبارك" أغنيةً شدا بها صوتٌ مسيحيٌّ آخرُ هو عظيمُ الغناء: "وديع الصافي" يغني لشهر رمضان شاديًا: "شهرنا السمحُ قد بدا/ خيّرًا يغدقُ الندى/ يمنحُ الطِيبَ والسنا/ يرسلُ النورَ والهدى/ يسعدُ المؤمنَ الذي/ نالَ بالصومِ مقصدا".
التمسُّك بحبل الإنسانية، هو جوهر الإيمان بالله، وهو السُّلَّم المتين الذي ترتقي به الأوطانُ على دَرَج النهوض والتقدم. بينما نصالُ الشتات والحروب والتناحر الطائفي والسياسي تنخرُ كما السوس في جسد الإنسانية والأوطان حتى تتهاوى المجتمعات وتموت. لهذا حرص الرئيس "السيسي" منذ توليه الحكم عام ٢٠١٤ على تكريس مبادئ المواطنة وإخماد نيران الفتن؛ لأنه يدركُ أن تلك هي اللبنةُ الأولى التي بها يُشيّدُ "الجمهورية الجديدة" على أسس حضارية محترمة وراقية. "عيد فطر" مبارك وآمن ورغدٌ على مصر والعالم، وكل عام ومصرُ بهيةٌ مشرقة تثبُ نحو النور بخطى رشيقة واسعة. “الدينُ لله، والوطن لمن يحبُّ الوطن.”

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشطارُ واجهةِ الهرم... في عيد الحياة
- أفطروا بأمانٍ … فنحن نحمي الوطنَ!
- سعفةُ نخيلٍ خضراءُ … من أجل مصرَ
- التوحّدُ .. التنمّرُ … الإناءُ المصدوع
- في اليوم العالميّ للتوحّد … قطوفٌ من عُمَر
- شنودة يعودُ إلى بيته … شكرًا للشرفاء!
- أبله فضيلة … صوتٌ صنع طفولتَنا
- في رمضان … نصومُ معًا!
- أيها الكبارُ … لن أحتفل ب عيد الأم
- مشروع الفُلك حدوتة مصرية
- هاني شنودة ... صانعُ الصِّبا والفرح
- زوجةٌ عظيمة ... لزوجٍ عظيم
- الله يسامحك! … السِّحرُ كلُّه
- واحد اتنين …. سرجي مرجي
- عيد ميلاد عمر ... خارج الشرنقة
- ذكرى مذبحة الأقباط في ليبيا
- تشارلي ... الصامتُ إذا تكلّم!
- أضيئوا بالحبِّ قلوبَكم
- أخبرني الخيميائي … عن الماكياج
- المتواضعُ العظيم … السنبلةُ الثقيلة


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - غنّيتُ مكّةَ … وأعزَّ ربي الناسَ كلَّهمُ