أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أميرة الحكاية --- قصة قصيرة














المزيد.....

أميرة الحكاية --- قصة قصيرة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


- هذا هو ..أترينه ؟
اقتربُ منها بتوجس . يكادُ رأسي يصطدم برأسها .
- ترين هذي النخلة ؟ إنّها هي ...
يُدركني حزن ..يتصاعد بتثاقل داخل خلايا هواجسي كالبخور المتصاعد من الموقد الجاثم بيني وبينها ككفن لأحلامي.
زمّت شفتيها. تصاعدت رائحة عفونة من فمها وهي تردّد :
-نافذتُهُ مغلقة من جهتك ومفتوحة من جهتها ..
بسرعة .. نقبّتُ عن شظيّة المرآة داخل حقيبتي . نظرتُ وجهي على صفحتها الضبابيّة .. كان وجهي ممتقعا برعب .
دسستُها بحنق في قعر الحقيبة .
مدّتْ العجوز يدها نحو حقيبتي بتلهف ..
تناولتُ رزمة نقود وأودعتها يدها .
عادتْ تنعقُ ..
لم أعد أرى منها سوى شفتين تتحركان كقطار داخل كهف رعب.
حقا.. لا شئ حقيقي سوى ما هو مرعب ...!!
أحقا خان الوعود والعهود؟؟؟
أما كنتُ سنونوته , ولؤلؤة بحره , وأميرة الحكاية؟
هل يعقل أنّ ينقلب الحلم الشهيّ إلى كابوس مرعب...؟؟؟
ويح قلبي ..ما أقسى الطعنة !!!!
اللعنة على الذكريات .. كلها . كانت ريااااااء ... رياء ..
ما كنتُ أنا يوما آسرة قلبه .. ما كنتُ ندى أزهاره .. ما كنتُ أنا الأنثى ولا أنثى سواي في مملكته!
أواااااه كيف أحتمل نزوح قبائل الحزن إلى قارة أفكاري!!!
وكل كلماته التي ظننتها حبات خرز ..وعلقتها على جيدي كالعقد .. أتباهى بتفرّدها .. ما كانت سوى نفاق !! أواااااااااااااه أيها القلب المُثقل ..ابكِ ..اصرخ .. تمرّد ...

***

انتفضتُ على يد تهزني من كتفي .
تسلل تيارٌ بارد من النافذة المفتوحة على الجبل الأجرد . رحلت نظراتي إلى الحديقة .. لم أر سوى أوراق شجرة تين صفراء مبعثرة فوق أرض موحلة .
- ما بكِ ..
• لا شئ .
- فهمتِ كل شئ.....؟؟؟
• أي شئ ...؟؟؟
- بالله عليكِ ..اين أنتِ استيقظي لحظة من أوهامك لننهي الحكاية .
اختزلتُ حزني :
• كلّي آذان صاغية.
- حسنا .. خذي هذا الفنجان ... اصنعي له قهوة
مُرّة واسكبيها هنا . ستذوب النخلة في القهوة وحينَ يرتشفها .. يَبْطل تأثير الأخرى على قلبه ..فهمتِ ..!؟

***

انتظِر ُعودته بتحرّق.
(الانتظارُ صخبٌ مبعثه القلق )
.. هكذا كتبَ رولان بارت وهكذا أشعر الآن.
قلبي نحلة نزقة تقفز على أغصان الانتقام.
يخبّط فوق الباب
. آآآآآآآآآآآه لو يدري أني أدري ...!!
أفتح ُالباب .
أراه .
كلّ المعادلات مستحيلة هذه اللحظة.
ما عدتُ أراه سوى شبح مرعب لرجل لم أعد أشتهي حبّه عن ظهر قلب..!
رغم أنف النزف المشلول أتمالك ثورتي.
تحاصرني عيناه . أفرّ من بريقهما . .يطبع قبلة على جبيني.
آآآآآآآآآه كيف استطاع أن يُسلمني لصليب العذاب .. يبيعني ..
يسقيني الخلّ ويلدغني في عقر قلبي دونما رحمة.. !
جراحي المفتوحه على مصراعيّ الألم تصرخ في وجهه .
تلتفُ يداهُ حول عنقي ............. أشعر ببرودة .
يا له من ماكر ..! أيشتري خنوعي بعقد من اللؤلؤ.. ؟؟؟
- كلّ فالنتين وأنتِ عيدي .
يغرّد , فأصمّ آذاني عن نغمة الحنين في همسه .
- كلّ عمر وأنت الأميرة.
يُرّنم , فأغلق إحدى نوافذ القلب دون أمواجه .
- كلّ ربيع وأنتِ سنونوتي .
يهذي , فأقع في أحضان اليأس ...
ما بي .. شرعتُ أتأرجح على حبال الشّك واليقين :
يُحبّني ..لا يُحبّني .. يُحبّني... !
- يا غالية ..؟! ما بكِ .. وجهك كورقة خريف .. قلبك محنّط كتمثال كليوبترا .
أخبريني الحقيقة ..هيّا ..هيّا ..هل أسأتُ لكِ من حيثُ لا أدري ..؟ قررتُ أن أبثه همّي:
- هي
• من؟
- النخلة
* أي نخلة ؟
- حبيبتك
* أيّ حبيبة!!
ألن ننتهي من هذا الموّال ؟ متى ..متى تُصدقين أنّك أنتِ ولا سواك...؟ لا شمس في كوني سواك . إعقلي يا مجنونة.. أنتِ خياليّة جدا .بل أنتِ مجنونة فعلا ..... لستُ بطلا في قصصك تحبكين له الحكايا وتخلعين عليه كل يوم ثوبا آخر. أنا حبيبُكِ. فارس أحلامك .. نورس روحك .
استيقظي يا عمري قبل أن نصطدم بجدار لا رجعة بعده . أنا لم أعُد أقدر على الصمود أمام اتهاماتك المتكررة . أنتِ تطعنين حبّناكلّ يوم مع سبق الاصرار والترصّد. هزمني ذبول صوته . انتفضت عصافيرٌ صغيرة كثيرة داخل قضبان قلبي و صرختْ بي: (مجنونة ..مجنونة .. مجنونة... !!!! هو يحبّك . لا تهدمي ملكوتك بيديك ! كوني عاقلة. تلك الشمطاء استنزفت أموالك وهي التي سحبت البساط الورديّ من تحت أقدامك لا هو . اطردي شبحها قبل أن يمرّ بك القطار فتندمين من حيث لا يُجدي ندم .)

***

أجاهد لأتخلص من رحم الشرنقة . أغسل عنّي ما علِقَ بي من دَبَق . أتحرر , فراشة ربيع بيضاء . أرفرف حوله .. أقف على كتفه ..أقبّل جبينه . لو يدري كم أحبّه ! هو نور القلب ..فهل أحيا مكفوفة مدى الحلم بسبب عجوز ماكرة .....؟؟؟ تسبقني خطواتي إلى المطبخ . أنتشلُ فنجان القهوة عن المنضدة. أحدّق في النخلة , أتجه صوب جذرها بخنصر يدي اليمنى , و....
أمحوها بجرّة بصمة.

***

ثمة تمتمات خافتة على الهاتف.
أنصِتُ بوجل.
تذوبُ كلماتُهُ كالشمع وهو بدلالٍ مدروس ٍ يهمس :

" لا أحد سواكِ يا مجنونة...!"

__________________
19-1-2004



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفردات الوعد الصادق
- - أنتَ ,, لا سِوَاك -
- مَا بعدَ بعدَ الأطلال
- شَوْ ق أوْسَط جديد
- عدنان الصائغ.. هذا الشَّاعر الذي تأبَّط َ منفى
- أنَا ابنة ٌ شرعِيَّة ٌ للعاصفَة
- أنا التي قتلتُ الذ ِّئْبَ
- أستمحيك َ بوحَا
- لا تقصُص رؤاكَ على أحد
- ... من متواليات ِ الحنين ...
- إكرام ُ الحزن ِ...دفنُهُ
- لن تورطني بالفراق
- ... في طريقي إليكَ ...
- ....من حقول اللوز أتى
- من ليالي شهرزاد *** قصة قصيرة
- لا أدري ...
- قطرة مطر *** قصة قصيرة
- من خلفِ عنقِهِ كانَ الجرادُ يسبقني الى منفى *** قصة قصيرة
- كلّ ُ شئ ٍ صامتْ *** قصة قصيرة
- من أنا...!؟


المزيد.....




- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أميرة الحكاية --- قصة قصيرة