نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 7587 - 2023 / 4 / 20 - 08:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن بحاجة إلى مسار مختلف، أيديولوجية حقيقية للحرب، كاملة ومنهجية، وليست مجزأة ومتشظية كما هي الآن.
أولا، الحرب خيضت مع الغرب، وبالتالي فإن العدو الرئيس هو الغرب. الأوكرانيون ليسوا العدو الرئيس. لذلك، فإن الغرب هو الذي يجب التنصل منه حقا. هذا هو المكان الذي يكون فيه سيمونوف على صلة: إنه يعني أنه يجب علينا طرد الغرب من أنفسنا، وإلا فلدينا معيار مزدوج، فهو يقتلنا ونعبده. الليبرالية أكثر خطورة من النازية الأوكرانية، لأن الليبراليين الغربيين هم الذين أطلقوا النازية الأوكرانية وخلقوها وسلحوها. إن إلغاء متسقا لليبرالية بات ضرورة (لأنه أكثر أهمية من نزع النازية المستمر من البلاد). نزع النازية ضروري أيضا، لكنه نتيجة وليس سببا، إنه عرض وليس جوهر المرض.
علاوة على ذلك، نحن نحارب القومية ولكن يجب ألا نتحول بأنفسنا إلى قوميين. نحن الإمبراطورية، بصفتنا ورثة للنظام الملكي وخلفاء لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، نحن أكثر من مجرد أمة. يجب أن تكون أيديولوجيتنا إمبريالية ومنفتحة وواضحة وعدوانية. يجب تمثيل الإمبراطورية بشكل كاريزمي. إمبراطوريتنا، كروما، تخوض معركة مميتة مع الإمبراطورية المناوئة، التي في جوهرها نقيض الإمبراطورية، أي مع قرطاج.
فقط عندما يقاتل الجيش والشعب والدولة والمجتمع قرطاج، الغرب الليبرالي، سنهزم النازية الأوكرانية. و كل ما تبقى هو سحق العدو. ففي مواجهة هذا العدو المخيف و الخطير، ستبدو هذه التفاهة المهووسة غير هامة.
إذا قلت لروسي روسيا لا وجود لها ، فانه سيهز كتفيه إستهجاناً؛ وإذا قلت لأميركي أمريكا لا وجود لها ، سوف يهز كتفيه لا مباليا. و إذا قلت الأوكراني أوكرانيا لا وجود لها ، فسوف يصاب بنوبة غضب، لأن أوكرانيا غير موجودة، لكنها غير موجودة عندما نكون إمبراطورية ووعينا إمبراطوري، ثابت وقوي وواثق من نفسه وحازم.
لا يمكن التغلب على الهوية القوية للعدو بهوية قوية بنفس القدر (القومية الروسية)، ولكن بهوية أقوى: الهوية الإمبراطورية.
هذا التحول الأيديولوجي للمجتمع أمر لا مفر منه. قد يتم حتى الآن تأجيله لبعض الوقت، لكن لا يمكن منعه.
أنا مقتنع بأن حكومتنا لا تريد هذه الحرب. حاولت جاهدة تأجيلها. كان من الممكن تأجيلها، لكن من المستحيل تجنبها. والآن لا يمكن إيقافها. إما أن تفوز بها أو تختفي. من الواضح أن جزءا من النخبة يشعر بالذعر. لا يمكنهم قبول قدرية ما يحدث، على أمل نقيض كل الفطرة السليمة في أن يتمكنوا بطريقة ما من إعادة الوضع إلى الماضي. مستحيل. التأجيل والمماطلة نعم، من الممكن، ولكن التوقف والعودة إلى المربع الأول فلا. كل ما ينتظرنا هو الحرب والنصر الصعب والعسير بشكل لا يصدق. سيتم تغيير بلدنا على طول الطريق بشكل لا رجعة فيه. الدولة ستتغير، و معها سيتغير المجتمع.
لا أحد يائس من التغيير تلقاء نفسه، لكنه مستحيل بالفعل. إنه القدر. سيتم فرض التغيير بضرورة الحديد. على الجميع وفي كل شيء. [1]
-------------
[1] المصدر على الرابط:
https://www.geopolitika.ru/en/article/liberalism-more-dangerous-ukrainian-nazism
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟