عزيزو عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 18:47
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كل الشرق يقدس القطط الشاعر يتغنى بحبيبته فيقول يا قطتي والام تدلل ابنها فتقول له قطي والبنت تربي قطة وتعتني بها ولا يحمل حيوان القط الى اليوم اية علامة نفور في ثقافة الشرق فما مصدر كل هذه القداسة ؟
في الاقليم مكان الدراسة القط حيوان مقدس تتجول القطط في المنزل بحرية تنام في الفراش تعد مصدر حنان لاطفالنا ورمز صداقة اكثر من ذلك تروي عجايز الاقليم حكاية ان القطة " ولدت ابنائها في حجر النبي محمد ص " ولذلك لا يجوز طردها من المنزل ، يقولون أيضا ان القط ( عندو سبع أرواح ) بمعنى انه لا يموت بسهولة
اعتبرت القطط كائنات شديدة القدسية ايضا عند الفراعنة، إذ كانت تحمل لقب “باستيت إلهة الحنان، والوداعة – Bastet” لهذا كانت فكرة أن يقتل أحدهم قطة ولو عن طريق الخطأ جُرماً لا يُغتفر، عقوبته الموت.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تعاملوا مع وفاة القطط كخسارة الزوجة، فكانت كل الأسرة تقوم بالحداد، ووفقاً للعادات والتقاليد القديمة يعني ذلك أن يحلق أفراد الأسرة جميعهم حواجبهم.بعدها يُلف جثمان القطة المتوفاة في الكتان، بينما يضعون على جسدها زيت الأرز، وبعض التوابل التي تمنحها رائحة عطرة، ومن ثم تُحنط، وتدفن في مقابر خاصة تحت الأرض، ويضعونها جنباً إلى جنب مع بعض الحليب، والفئران، وقد عُثر بالفعل على الكثير من المدافن الخاصة بالقطط، التي احتوت ما يقرب من 80 ألف جثة قطة نافقة، تعود إلى ذلك العصر .
يقول المؤرخون ان هذا التقديس راجع الى كون القطط هي التي تحفظ المؤونة من الضياع فلولا القطط سوف تاكل الجرذان كل مخازن الحبوب وتتكاثر بشكل رهيب ان وجود القطط في زمن الفراعنة أوحى لهم انها هي من تحفظ حياتهم لانها تحفظ مخازن القمح والشعير من سطورة الفئران تخيلوا لم لم تكن القطط موجودة ؟ هكذا تسائل السكان القدامى قبل الاف السنين وكان جوابهم سوف تغزوا الفئران مخازن الحبوب بشكل بشع وسوف تقضي على كل المؤونة وسوف نموت جوعا ان الفضل اذن لهذا الأرواح التي حفظت ارواحنا من الضياع لذلك استمر شعب شمال افريقيا في تقديس القطط معتقدا ن بها سبعة أرواح وانها خالدة لا تموت وانها نقية جدا لأنها تتوضأ وتتطهر بلسانها كل يوم ظل هذا الاعتقاد الى اليوم فصورة القط في هذه المجتمعات ليست هي صورة الخنزير او الكلب او حيوان اخر
المراجع :
_ Jean-Pierre, p. 79-80.
_ Hans Bonnet: 2000 P. 80–82
#عزيزو_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟