أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 03:34
المحور:
الادب والفن
. . لا احد يصدق , نحن في مدينة , والذئاب تعج في كل الشوارع - المشكلة . . أ . . أ . لم يعد يجرأ أي انسان من الخروج ليلا . . الكل مرعوب .
أيمن . , لم يكن يعني شيئا له كل ما كان يشاع , ويتناقله الجميع , والعواء المضج كل ليلة - كان في الرابعة عشر من عمره , لم يتربى على الخوف - دارت الاحاديث عن ما يشاع . . في اسرته , كأخبار متناقلة . . لأ . . أ كثر , لا أثر غير في حياتهم اليومية , هي كما كانت . . على الدوام , فعدم التأخر لأي فرد من العائلة قبل انتشار الظلام . . امر اعتيادي , خاصة الابناء - تذكر ايمن صديقه سامي في الحارة الاخرى , أن يرد دراجته التي استعارها عصرا . . بعد ساعة ونصف - عبر الوقت عليه , ونسى بعد عودته الى المنزل وركن دراجة سامي في مدخل البيت - إنه يعرف . . لن يسمح له بالخروج , وسيؤنب . . من ابيه كثيرا , وأن عليه اعادتها في الصباح الباكر - لا مانع أن يتصل ابيه ليعتذر عما حصل , تجنيبا تعرض سامي للعقاب او الضرب . ..
بسرعة ارجع الدراجة . . واعود . . لن يحس احدا . . بخروجي .
خلسة انسل الى الخارج , بعد توهيم بوجوده في غرفته واخيه , بعد أن اوصد الباب , واطلاقه تحذيرا بأن لا يزعجه احد - عنده واجب مدرسي . . ثقيل . . .
كانت الليلة مظلمة , اعمدة نور الشوارع لم تشعل من اول ما ركزت . . منذ اكثر من عمره بكثير . . كما سمع , والمحلات الشعبية - المتهالكة - واحدة او اثنتان
او ثلاث . . صارت مغلقة ليلا . . من بعد العشاء - ظلام دامس , عواء ضاج - مادام خارجا . . عليه ارجاع الدراجة والعودة سريعا . . .
- انها كلاب منطقتنا , تعرفنا - قال ذئاب - اعرف صوت لوسي , بوبي , عنتر - انها مثل اصواتهم , واخرى . . تهيم معها.
عند منعطف الحي للدخول الى حي سامي - لا يعرف من اين كان يسقط ضوء باهتا على رقع من الحي الترابي , فأضواء المنازل بعيدة , بلمبات اقتصادية , فتكلفة الطاقة . . غالية - هدأ سرعته قليلا عند الانعطاف - كانوا على حق , لم تكن اشاعات , اعداد من الذئاب المكتنزة . . السوداء , نظرت اليه - كانت عيونها اللامعة مرعبة , وانيابها المنكشفة . . الصفراء , ترتعد لها الابدان - زمجرت بتحذير تجاهه , وسار ثلاث من يافعيهم تجاهه - استجمع قوة قدميه على دواسات الدراجة . . مسرعا , مع اخفاء رعبه بتجاهلهم - التفت خلفا . . كأنه لم تراه الذئاب , وزمجرت اقترابا منه - امتداد حالك مجددا , متناثرات ذئاب . . جواره , خاصة عند وقوعه من الدراجة , والتفاف ستة منهم حوله - دق جرس المنزل , اعتذر من سامي وعاد جاريا . . من طريق اخر , إذا به يعج بتجمعات الذئاب - جميعها كانت تظهر لا اهتماما لوجوده , فقط نظراتها . . وتكشيرة انيابها ، كانتا بين تفاجئ بوجوده , وهو امر غير مستحب لديهم - أن يراهم احد , واخرى من يافعيهم , الذين يودون اشعارك بأنهم سادة المدينة .
دلف إلى منزله ، متناسيا التوبيخ والعقاب , بصوت عال منتشي
- انها لا تأكل الناس . انها ممتلئة , وهيئتها . . بنات ابهه - مش مثلنا. . مقرحفين
........ إ. . انها مدنية , مدنية .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟