أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صفاء عبد المنعم - فلكلور / داية وماشطة















المزيد.....


فلكلور / داية وماشطة


صفاء عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1712 - 2006 / 10 / 23 - 10:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مع انتشار الوعى والتعليم أصبح أمراض - ايه عمل الداية ؟
النساء يلعب دورا فى انتشار الوعى الصحى لدى الداية هي التي بتولد الستات السيدات , ومع انتشار المستشفيات والعيادات وساعات يقولوا عليها مولدة -
الخاصة. بدأت تندثر او تختفى مهنة الداية . – بلانة .
والداية – كما هو متعارف –هى القابلة - طيب فيه عمل ثانى "
التي تقوم بتوليد النساء فى البيوت , وتقوم آه ممكن تبقى ماشطة او مغسلة
بطهارة البنات , بالاضافة إلى انها كانت ماشطة يعنى توضب العرايس
أحيانا تقوم بدور الوسيط فى تزويج البنات تزوقهم وتحففهم .
( الخاطبة ) وكان هذا نادرا لان هناك مهنة - يعنى ايه تحففهم ؟
(الخاطبة ) وكذلك ( الدلالة ) والماشطة او يعنى تشيل الشعر من الجسم .
الحفافة وأحيانا تقال النتافة هي التي كانت وساعات يقولوا ماشطة –
تلعب هذا الدور فى بعض المناطق – لم يكن حفافة – نتافة .
الدور واضحا ومحددا إلا مع انتشار الأزمات - فيه اعمال تانية تقوم بها
الاقتصادية , وخروج بعض السيدات الفقيرات الست ؟ كثير قوى خدى
للعمل . وهذا العمل ليس تطوعيا , بل تأخذ عليه عندك زمان كان فيه ملاية , أجرا وأحيانا تحدده , او يكون هناك تسعيرة تملا مياه بالبستلة من الحنفية
موحدة .عكس عمل ( المغسلة ) أحيانا يكون عملا العمومية للبيوت خدامة ,
تطوعيا لوجه الله . تشتغل فى البيوت تطبخ
وتكنس . خبازة , عجانة , تعجن
وتخبز عند الناس , خصوصا
العيش المرحرح , لأنه بيحتاج شطارة
خياطة تقوم بتفصيل الهدوم للناس
عرافة , تشوف البخت وتضرب الودع - ليه؟
ودى مهنة ( الغجر ) يبيعوا أمشاط وعقود وغوايش البنات تقوم قوام وتهيج مع
بلاستيك فى السوق , وساعات كانوا يدقوا ويطهروا. الحر ولبس البناطيل .
يعنى ايه يدقوا ؟ واليومين دول البنات بتكبر
يعنى يعملوا وشم على الإيدين , عروسة , ابو زيد , وما فيش جواز .
يرسموا نخلة , حاجات كده بيقولوا بتحوش المرض . – ليه ؟
مش بيقولوا ده داقق عصافير.. يعنى مجنون , وكانوا الظروف والغلا .
يدقوا له عصفورة هنا على جنب رأسه فوق الودن . – امتى تحسى بالعجز
- طيب ليه غجر , ومين الغجر ؟ وانت بتولدى ؟ إما العيل
الغجر دول ناس كانوا بيجوا زمان عندنا فى البلد يكون مدير , او جاى
ويفردوا الخيش بتاعهم أيام المولد ويقعدوا وساعات بجنبه او رجل واحدة
كنا نقول عليهم ( نور – غز ) أصلهم حرامية بس المستشفيات دلوقتى
- طيب فيه عمل ثانى ؟ أحسن , نظافة , وبيلحقوا
كودية زار.. ودى بتدق الزار فى البيوت او عندها الواحدة بسرعة .. يعملوا
فى بيتها . قيصرى يعنى فى مرة كنت
- لمين – تدق الزار لمين؟ بولد واحدة وكان عيل نزل
بيقولوا اللي جتته ملموسة .. يعنى جتته مش خالصة والثانى معرفتش انزله .
ركبوا عفريت وليعوذوا بالله . خلتهم خدوها على المستشفى
- ايه صفات الداية ؟ فتحوا لها بطنها ونزلوا العيل
تكون ست جامدة .. يعنى قوية – جريئة . ويكون - ايه الفرق بين الداية
لسانها حلو مع الناس ... وبشوشة مش كشرة وتحفظ والدكتور ؟
سر البيت اللي تدخله .. والسيرة الكويسة . الدكتور لا بيحمى ولا
- امتى ميعاد الطهارة والولادة ؟ بيكبس ولا بيعمل سبوع
الولادة ملهاش ميعاد , وقت ما الطلق بيجى للواحدة وبعدين الدنيا اتغيرت .
أروح اجرى على طول . – ازاى ؟
- الطهارة ؟ يعنى الناس بقت ع الموضة
الصبح بدرى فى الفجر قبل الحر عشان الجرح يعملوا السبوع اى كلام
دا حتى منعوها الأيام دى , يعنى بنعملها فى السر يدوروا شريط ويغنوا
- ليه ؟ ويفرقوا الكياس والهدايا.
بيقولوا الحكومة منعت طهارة البنات . – طب قوليلى السبوع ازاى
مع انه غلط . اليوم الاول: رمى الخلاص
بعد سماع تلات اذنات .
اليوم الثانى: أحمى الأم واكبس
جسمها.
اليوم الثالث : آجى اشق عين
العيل بفص ملح ومية بصل .
اليوم الرابع : اخرم السبع فولات
واعمل عقد نعلقه فى رقبة العيل
اليوم الخامس : أحمى الأم –
واكحل العين واحميه .
اليوم السادس : التبيته. – ولدتى واحدة توأم ؟
أحمى الأم والعيل وأكحلهم . قليل قوى اللي كانت تجيب توأم
ونجيب صينية قلل فيها مية وفول وفلوس فضة لكن إلنهاردة كتير قوى , وفيه
ونزوق القلة او الإبريق ونقيد الشمع . بتجيب ثلاثة او اربعة . انا اليوم السابع : نرقى الطبق ( فيه سبع حبوب ) بنتى جابت ثلاثة .
كنسة العطار وارش الملح , وندق للعيل , ونهزه - ليه ؟
فى الغربال ونزفه . غضب من ربنا وكمان الكيماوى
- حد بيعمل كده النهاردة ؟ اللي فى الأكل . والدوا بتاع منع
لأ .. قليل قوى كله اى كلام . الحمل ... هنعاند ربنا . ده كله
يجيبوا السبوع جاهز , ويغنوا ويفرقوه برزقه.
- انت زعلانة ؟ - ايه هي طرق علاج العاقر ؟
لأ .. كله بتاع ربنا والرزق ده بتاعه . زيارة القبر بليل .. او تحط رأسها
ما انا بناتى ولدوا فى المستشفى . جوه قبر مفتوح . او تأخد ليفة
بس زمان الحاجة كان لها طعم وفرحة الغسل وتستحمى عليها
- ازاى ؟ - ليه ؟
يعنى الاغانى الحلوة بتاعتنا , وفرحة الأم عشان يحصل ليها قرفة ونفسها
والأهل والعيال .. كان أحسن . تتكسر. وساعات كنا نرمى فى
- ولدتى كام مرة يا حاجة ؟ تعبان تقوم تتخض وتخاف ..
كتير قوى .. كلهم كبروا دلوقتى .. وانا ممكن تكون اتخضت زمان خضة
بطلت من زمان .. صحتى راحت .. والنظر تودى خضة
بقى على قده . – نسمع عن الطفل المبدول هو ايه ؟
- ازاى أتعلمتى المهنة ؟ الطفل المبدول ده تكون أمه فرحانة
خالتى كانت داية مشهورة وحبت تاخد امى انها جابت واد , تقوم كدا هي
معاها لكن أبويا رفض .. رحت انا كنت اشيل بتغيظ اخت جوزها عشان هي
لها الكيس وآخد اللي فيه النصيب . جابت بت , تروح بليل تبدل
- امتى ولدتى أول مرة ؟ الولد .
فى يوم خالتى تعبت وانا رحت مكانها . ( العيل يفضل يرزق ويبقى
- خفتى ؟ مسفوط وميبطلش عياط ابدا )
ربك والحق كنت خايفة , لكن دى ماكنتشى نقوم نجيب الطفل ده ونحطه فى
بكرية يعنى كانت ولدت قبل كده , وربنا سهلها. التربة ساعة صلاة الجمعة
3 جمع ونقول خدوا ابنكم المبدول
وهاتوا ابننا المعدول .
- ايه هو السقط ؟
فيه سقط صغير ده متكنش الروح
نزلت فيه يعنى ابن شهور , نحط
عليه شوية ملح ونخيط عليه كيس
وأمه تعلقه زى حجاب .
وفيه سقط كبير نزلت فيه الروح ,
ده يتغسل ويتكفن ويندفن ونوصى التربى
يعدله كويس عشان ما ينقلبش على وشه
ويمنع امه من الخلف .
- وإيه كمان ؟ - طيب ليه ده الحمام , وايه الحوصالة ؟
بيقولوا ان الطفل اللي بيدفن فى التربة ده الحمام مش زفر مالوش ريحة .
يرحم اللي فيها اربعين يوم . والحوصالة ده كيس صغير, حوصالة
واللى تموت أمه ويندفن معاها تدخل حمامة أملاها دم واحطها وانا بأقلع
الجنة من غير حساب .. هو يرحمها . العروسة يقوم يحط صباعه يلاقى دم
وساعات ناس تجيب السقط وتستحمى عليه - ده مش غش ؟
عشان تخلف . ولا غش ولا حاجة .. انا بستر ولية
- بتخدى اجر كام ؟ جايز تكون كانت عبيطة .. وبعدين
بالجودة اللي فيه النصيب . فيه بنات دمها قليل او معندهاش ..
- ايه هو الوحم؟ وفيه واحدة تكون نفسها تستر استرها
الوحم ده يعنى الواحدة تشم ريحة حاجة فى او يكون هو وهى .. وأهلها
غير اوانها , او نفسها تهفها على حاجة مش ميعرفوش حاجة استرها
موجودة . ربنا يسترنا .
والوحم ده اصلا دلع نسوان , عايزة تورى - ايه الأمثال اللي بتتقال على
جوزها وأهله انها حامل بقى ولازم تدلع . الداية ؟
- ايه الأمراض التي تصيب الوالدة؟ " داية وماشطة " .. وده دليل
حمى النفاس . الشطارة " ابن الداية .. يكرم
النزيف.. الضعف .. قلة الاكل عشان خاطر امه ,
- طيب ليه بيدخلوا داية مع العروسة ؟ " البطن ما تجبش عدو "
زمان كان العرايس والعرسان خام , وطيبين " هننونى ومننونى واعرف اللي
على نياتهم . ولدونى "
كان العريس من دول يضرب لخمة وميعرفش " لو كانت الداية احسن من
ياخد وش العروسة .. يعنى ( يفض غشاء البكارة ) الوالدة – يا كترة العيارة
كنت أوريه يحط صباعه فين ويلف الشاش " يا ام الولد حطى الولد فى
ازاى وساعات كنت أدارى على العروسة الجيب "
لما تكون معيوبة يعنى مش بنت .. اكون الواد زخيرة للعجز والشيب ,
مجهزة شاش معايا وعليه دم حمام .. او - أشكرك يا ست فاطمة ؟
ازازة فيها دم وارميها على وركها من غير لا شكر على واجب يا بنتى
ما يشوفنى .. او أحط لها حوصالة . .. مع السلامة.
الداية :
فاطمة على محمد , من الباجور
منوفية
العمر : 62 سنة .
مكان اللقاء : القاهرة , الليمون , مطرية
___________________________________________________
لغة الخطاب فى ثقافة الهامش ( المرأة نموذجا )
ان لكل شعب لغته الخاصة , بمدلولاتها وإشاراتها التي تكونت عبر أحقاب طويلة من الثقافات واللغات الأخرى التي دخلت عبر الاستعمار لمئات السنين ولغة الإشارة هي اللغة البدائية التي تعرف بها الانسان على الأشياء المحيطة به , وكانت هي لغة التخاطب بينه وبين الآخر , حيث كانت الصيحات والنداءات الصوتية , ثم أصبحت مع تطور الفكر لغة ( طقوسية ) تؤدى فى رحلات الصيد والعمل الجماعى والرقص والدفاع عن النفس والتعبير عن الانتصار . فأصبح هناك شكل من أشكال الاحتفالات الجماعية , ومع تطور الفكر وظهور الحضارات أصبحت تستخدم هذه الطقوس فى الشعائر الدينية والاحتفالات بطقوس العبور مثل ( الميلاد – الختان – الزواج – الوفاة ) ولغة الإشارة ربما تتغير بتغير الثقافة من مرحلة إلى مرحلة فهناك ( أزهار – او انهيار ) لان هذه اللغة فى حالة تأثير وتأثر دائم وقديما كان هناك حركات أشارية يتم فهمها على انها إيحاءات جنسية مثل ( تحريك الأصابع – او الذراع – او مسك بعض الأعضاء التناسلية ) فمثلا فى الاحياء الشعبية الفقيرة كانت النساء تذهبن إلى معسكرات الإنجليز , وتخبط على من جسدها وتنادى ( جونى جف مونى ) فكان يفهم المدلول من الحركة الدالة عليها , وكانت بشكل عام تفهم لانها داخل سياق اجتماعى وثقافى متوارث والآن ومع اختلاف الثقافات ودخول بعض اللغات الاجنبية ضمن ( خطاب الشارع ) وانتشار الانترنت واختصار الحروف , وانتشار التعليم بين جميع فئات الشعب على اختلافهم اصبح هناك لغة أشارية جديدة , وخطاب مغاير ومختلف عن الخطاب السابق , لا يفهمه بسهولة إلا المتعامل مع المحدثات الجديدة , فمثلا : قديما كان يقول الرجل , ( المرأة طابخة طبيخ او المجارى طافحة ) فيفهم انها حائض , الآن أصبح يقول :( العلم الأحمر مرفوع ) فالنص الشفاهى هو نص متحرك بما يمتلكه من قدره على التغير السريع , ومواءمة اللحظة او الظرف التاريخ ( فالعلم الأحمر – او الراية الحمراء دليل الخطر وترفع فى الملاعب عند حدوث خطأ ما أو للطرد ) ومع تدنى المستوى الاقتصادي والثقافى , أصبحت هناك بؤر عشوائية , تصور ثقافاتها وتفرض ذوقها العام ولغتها الخاصة بها , واهم سمة من سماتها هى ( تريف المدينة ) وإصدار حركات وإشارات لها دلالات لغوية تدل على ثقافة الاضطراب والفوضة والتشويه والتنميط والاستلاب للآخر او الإزاحة والتمكين , فقد أصبح هناك ما يسمى ( بالخلطبيطة الثقافية ) حيث تعدد مصادرها واختلاف الجذور بين ريف ومدينة – ومن ثم فالوعى الجمعى أصبح فى مأزق مع ظهور صيحات العولمة , فأدى الى ثقافة اليأس والتشويه , وما نشاهده الآن فى الإعلانات المعلقة فى الشوارع بتشويه العينين او الجسد الانثوى لهو دليل على رفض الشارع لظهور المرأة بهذا الشكل ’, ويشكل ذلك خطرا على النساء والفتيات حيث يصبح فرصة للدعوة الى ستر جسد المرأة لأنه عورة وكذلك ظهور بعض الانهيارات فى الأسرة والشارع , وهو ما يؤثر فى المجتمع ويخلخله ويتسبب فى انهياره , ومن هذه الأسباب : فقدان حالة الثقة فى خطابات السلطة فقدان العلاقات الحميمى بين الزمان والمكان , وتضخيم الاحساس بالفردية , واختفاء فاعليات العادات والتقاليد , عدم احترام السلطة بكل أشكالها انتشار المخدرات والإدمان , زحف المد الدينى وسيطرته على خطاب الشارع , زيادة معدلات البطالة والتضخم ولان هذه العشوائيات تقام على اطراف المدن الكبرى فهى تصدر ثقافة مختلفة ومنحرفة ومتطرفة دينيا عن السياق القائم , لانها لا تدخل فى المتن , ولا تشارك فى صنع القرار ومن الظواهر المرعبة , ظاهرة الميكروباص , فاصبح هناك قانون خاص يتسم بالبلطجة والعنف , ويصدر ثقافة الفوضى فى الشارع , فالسائق يقف وقتما يشاء وفى اى مكان من نهر الطريق لان هناك ( ربع جنيه على الارض ) بما يدل على ان الانسان تم تلخيصه وقيمته فى ما يدفعه , وكذلك فرض الشرائط الهابطة ثقافيا وموسيقيا وإذاعتها داخل العربة , يصبح الراكب هو الهامش , والسائق هو المتن الذى يصدر ما يحبه ويفرضه ( فهو صاحب القرار هنا ) وينساق الناس طواعية او إجبارا لسماع هذه الشرائط الغنائية او الدينية مجهولة المصدر كما أصبح هناك انتشار لظاهرة الملصقات التى تدعو الى التوبة والحجاب والستر الجسد والعفة , مع رسومات تفصيلية لأمرأة تبكى وبما ان الضجيع , هو طابع الانسان الفارغ فكريا , اذ يحاول ان يغطى على هذا الفراغ بالصراخ , فهناك اغان بأصوات ( جعبر ) مثل ( يالهوى – هانروح المولد – الشاب بيرقص ع التربيزة … ) كلمات تتسم بالشكوى وسوء الحال والدفع للفوضى ( ما تخافش ما تخافش ) ومن المصائب المدمرة انتشار المخدرات وشربها صباحا ( يعمل دماغ – اصطباحة – شارب –مبرشم ) وانتشار عدم احترام رجال المرور لسبب التفاهم , او هم أنفسهم أصحاب العربات ومع لانتشار الموبايل , أصبح هناك لغة جديدة بين المرسل والمرسل إليه , كما أصبحت نداءات ( الشفرة ) التى يفك طلاسمها او يفهما الفهلوى , لها أشارات ومدلولات فاصبح اختصار الرجل عند البنات اسم موبايل ومن التريقة عليه يقال هو حيلته غير موبايله , فالموبايل أصبح شفرة والسيم او السين : هى كلمات لو قيلت مفردة لا تفهم , ولكن فى داخل السياق والمدلول الإشارى هى لغة يتخاطب بها اصحابها , والمدلول الاشارى يفهمه العارف الذى يتم الحوار معه مباشرة , وكانت هذه الكلمات فى السابق تقال خفية او همسا , او مبهمة لا يفهمها الا صاحب تلك الثقافة , ولكنها الآن أصبحت علنية , لان شفراتها صعبة الفك على الشخص العادى ( الامى ) الذى يعتبر خارج السياق الامى : هو من لا يعرف القراءة او الكتابة , وأحيانا تقال لمن ليس له نص كتابى , ولكن هنا تعنى ( أمية الخطاب – الشفرة ) والمرأة بما انه ينظر إليها على انها الشخص الأدنى الناقص , فقد امتلأ الخطاب الموجه إليها بالعديد من الإشارات والشفرات , وعليها فك الطلسم , والمرأة المحنكة التى تتصف بالدهاء , هى التى تفهم سريعا تلك اللغة وتعرف المراد , لانها فكت شفرات النص واصبح للفتيات الآن الشفرات الخاصة بهن عكس السابق , واختلفت لغة الإشارات , وأيضا فعندما تنفض البنت أذنها بيدها تعنى ( نفضى له ) او تضعها على رأسها تعنى ( كبرى دماغك ) اذن السياق الدلالى اختلف , واصبح لهن شفرات خاصة , لان المرأة أصبحت ( فاعل ) قديما كان يقول الرجل الشعبى ( خلى السلاح صاحى ) ( انا قدها وقدود ) ( متين – شديد – قوى – جامد ) فلكل هذه الكلمات إيحاءات جنسية , ونادرا ما كانت تفهم بشكل عام , خارج المدلول الثقافى الخاص بها لان شفرات النص الشفاهى لا تفهم ا داخل سياق اجتماعي وثقافى محدد ولكن الآن ومع انتشار ظاهرة المكيروباص فى جميع المدن بثقافتهم أصبحت اللغة سهلة الفك ( الآن الثقافة الخاصة بهم انتشرت سريعا ) ولم تعد المغازلة العفيفة التي كانت سابقا او الحب الشريف , او هوى الصبوات , وهو الهوى المهذب الذى تعارف عليه عبر مجموعة من القواعد تواضع عليها الناس , ( نوع من مغازلة كرائم السيدات ويسمى الحب المهذب او الغزل العفيف ) ولكن مع انتشار ( البطل المضاد ) , المجرد من صفات البطولة ويتميز عادة بدناءة النفس والجبن , وعدم تقيده بالمثل العليا , عن وعى أو غير وعى فأصبح انتشار كلمات مثل ( روشة – روشنة – مروشة نفسها- مروشة ) هي دلالات للفتاة المهتمة او المعجبة بنفسها ومع انتشار القبح فى الملبس ( الزى المفروض الآن ) أصبحت الأخلاق تقاس بهذا المقياس إلى ان يثبت عكس ذلك فالمرأة تظل فى حالة اختبار اخلاقى دائم منذ صحوها حتى نومها , فهى لا تسلم من الأذى اللفظى والبدنى والمفردات تتغير بتغير الوقت والثقافة فلم تعد كلمات مثل ( فرسة – مهرة – ركوبة – مكنة ) دليلا على جمال المرأة ولكن أصبح هناك ( شاسيه – كره كفر – اوزى – مزة ) ووسط الضجيع والفوضى , نادرا ما تصنع حضارة , ومع انخفاض الدخل ينتشر الجهل , وتعم المخدرات , ولا يصبح هناك موقف او ايديولوجيا تحكم هذا السياق العشوائى وبما ان الخطاب الدينى بكل اشكاله هو سياق جاهز ومرجعية كاملة , فهو السائد لأسباب عديدة لأنه خطاب معاد للسلطة الآن أصبح الخطاب الوحيد لرجل الشارع يقدم المساعدات المادية للآرامل والمطلقات , فهو المتحكم المسيطر الفعال


المراجع
والترج .اونج , ترجمة حسن البنا عز الدين " الشفاهية والكتابة " – عالم المعرفة الكويت – عدد 182
اريك فروم , ترجمة حسن قبيسى :" اللغة المنسية " – المركز الثقافى العربى .
خلف الحجاب – سينا للنشر والتوزيع
سناء المصرى : الأخوان المسلمون والطبقة العاملة
بو على ياسين : أزمة المرأة فى المجتمع الذكورى العربى – دار الحوار للنشر والتوزيع
نصر حامد ابو زيد : دوائر الخوف قراءة فى خطاب المرأة , المركز الثقافى العربى . القاهرة
جلال أمين : ماذا حدث للمصريين – مكتبة الأسرة , الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1998
مجموعة باحثين : المستقبل يبدأ الان – الهيئة العامة لقصور الثقافة – كتاب أبحاث مؤتمر أدباء مصر – المنيا – 2003





السيرة الذاتية

صفاء عبد المنعم – مواليد القاهرة 1960 عضو اتحاد كتاب مصر – عضو اتيلية القاهرة دراسات عليا أكاديمية فنون – قسم نقد أدبى
ت / 3294891 – 0106559099
الإصدارات :
حكايات الليل : ( قصص قصيرة ) 1984 طبعة خاصة
تلك القاهرة : ( قصص قصيرة ) 1990 طبعة خاصة
أشياء صغيرة وأليفة 0 قصص ) 1996 أصوات أدبية
بنات فى بنات ( قصص ) 2000 كتابات جديدى من حلاوة الروح
( رواية بالعامية المصرية ) 2001
طبعة أولى أصدارات رؤى – طبعة ثانية / سنابل للنشر
ريح السموع ( رواية ) 2003 مكتبة الأسرة
أغانى وألعاب شعبية للأطفال 2004 سلسلة دراسات شعبية
سفينة الحلوى ( قصص أطفال ) 2006 سلسلة قطر الندى
تحت الطبع
فى الليل لماخلى ( رواية ) خانة السر ( رواية )
قال لها يا إنانا ( رواية ) سيدة المكان ( قصص )
بشكل أو بآخر ( قصص ) حتى تمتلى بالموسيقى ( قصص )
فى المرة القادمة ( قصص ) داية وماشطة ( دراسة )
صورة المرأة فى المثل الشعبى ( دراسة )



#صفاء_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرسي الهزاز بجوار النافذة


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صفاء عبد المنعم - فلكلور / داية وماشطة