عبد المنعم أديب
كاتب وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 08:58
المحور:
الادب والفن
لِيْ صديقةٌ
تعشقُ القهوةْ!
ترتشِفُها القهوةُ،
ثمَّ تدَّعِيْ أنَّها مَنْ ترتشِفُ القهوةْ!
تعشقُ الزمنَ في صورةِ فنجانْ!
وتلِجُ التاريخَ مِنْ بابِ القهوةِ الفسِيْحْ..
وتعاقرُ الذُّنُوْبَ فيْ القهوةِ،
وتتطهَّرُ تائِبةً؛ بجانبِ الفنجانْ!
تُحيِّيْ الجماهيرَ مِنْ وراءِ فنجانِهَا
مَلِكَةً مُتوَّجةً..
تعشقُ رؤيةَ قُرْصِ الشمسِ
مُنعكِسًا على الفنجانْ!
وبدرُ القمَرِ
تتأمَّلُهُ مِنْ خلالِ طاقةِ الفنجانِ الأُسطوريَّةْ؛
التي تُدخِلُها عالَمَ الأحلامْ!
ترَىْ مَصائِبَ الدُّنيا وخُطُوبَهَا
زَوْبَعَةً فيْ فنجانٍ
ليسَ وراءَهَا إلَّا مُتعةُ الزمَنْ!
وكأنَّهُ الحبيبُ الأوحدُ؛
تسعَدُ بإشراقتِهِ صباحًا،
وتعانقُ أسرارَهُ التي يحمِلُهَا ليلًا..
*******
بِهِ .. تكونُ طيِّبَةً كنقاءِ خَزَفِهِ الناصِعْ!
وبِهِ .. تلهُوْ رُوْحُ الشرِّ فيْهَا
بسِحْرِهِ الأسْوَدِ الذيْ يملأُ الفنجانْ!
تعشقُ أنْ تتركَ الإنسانيَّةَ
وأنْ تُلْقِيَ بنفسِهَا
فيْ هذهِ اللُّجَجِ
سحيقةِ العُمْقِ فيْ فنجانِ قهوتِهَا!
كَمْ راقصَتْ فنجانَ قهوةْ!
كَمْ حاوَرَتْ!
كَمْ قاطَعَتْ!
كَمْ غاضَبَتْ!
كَمْ ضاحَكَتْ!
سِرُّهَا مَعَ الفنجانِ بداخِلِهَا
سرُّهَا مُستغلَقٌ مُحالْ..
سرُّ صديقتِيْ بِئْرٌ عمِيْقةٌ
كفنجانِ قهوتِهَا!..
#عبد_المنعم_أديب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟