أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الجل خامس -الشاطر على الأشرار- عظيم أوروك وباني أسوارها الذي كتب الملحمة بعنوان (چان نجيب الأمر)، حقائق يراد طمسها وتشويها للتاريخ العراقي واللغة الأم.














المزيد.....

الجل خامس -الشاطر على الأشرار- عظيم أوروك وباني أسوارها الذي كتب الملحمة بعنوان (چان نجيب الأمر)، حقائق يراد طمسها وتشويها للتاريخ العراقي واللغة الأم.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 07:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من التشويه المتعمد والإساءة إلى الإنسان العراقي وتحديدا أسلافه السومرين والأكاديين والبابليين وبدرجة أقل الأشوريين، وتحت ما يسمى بالبحث العلمي تم ترويج نطق ولفظ مغاير لما وجد في النصوص القديمة المحفورة والمنقوشة والتي تم قراءتها بلفظ اوربي في غالب الأحيان، والهدف من وراء تجهيل وتغريب اللغة العراقية التي ما زالت متداولة اليوم بموسيقاها ولفظها وتركيبتها وجذورها، هي محاولة ممن يكنون الكراهية والحقد على كل ما هو عراقي شامخ وأصيل، فقد أوردوا مثلا اسم العظيم الحكيم "الجل خامس" أي الحكيم أو العظيم الخامس وأطلقوا عليه اسم "جلجامش" فكلمة جل أو كال كما نقلها المستشرقون والأثاريون هي ملحق مشهور ومعروف على نطاق واسع في الأدب السياسي والنصوص الرسمية المنتشرة في العهد البابلي القديم وقبله العصر الأكادي والفترة السومرية المتأخرة "فترة دويلات المدن الأولى"، فهو يرد فقط مع اسم العظماء من الحكام على الدويلات العراقية القديمة، حيث لم يكن نظام الحكم موسوما بالملكية مطلقا ولا دليل علة ذلك، وإنما جرى القياس في التوصيف على ما هو معروف لاحقا من تكور في نظم الحكم وتحولها من الصبغة الدينة الكاملة إلى الصيغة المختلطة بين العرف الملكي الوراثي والتفويض الرباني، فلا كان الحكام كانوا ملوكا يتوارثون الحكم بالطريقة المعروفة بل منتدبين من المعبد أو من الآلهة لفرض أمر ما، وإنما يتم أنتخابهم أو تنصيبهم بأسباب أخرى لا تتصل بمفهوم الملكية، وبالغالب تتم عن طريق مجتمع الكهنة والمعبد.
فكلمة "جل" هي كلمة عراقية وعربية تعني حسب القواميس (1- جل : أسن، كبر. 2- جل : عظم. 3- جل : كبر في الحجم. 4- جل : عن الامر : ترفع عنه . 5- جل : كان عظيم القدر)، فكل عظيم هو جليل القدر أو كبير المنزلة، وهذا التوصيف موجود في مقدمة ملحمة جل خامس ينصها الرسمي البابلي القديم أو بالنسخة القياسية الوسطية، فقد سطر المقطع الثاني ما يؤكد أن العظيم الذي لم يذكر له أسم ولا اسم أب ولا لقب، وإنما جرت التسمية لاحقا بالعظيم الخامس من عظماء أوروك أو "المدينة الراك" التي بنيت على ضفة الفرات الغربية وقريبا من حنة عدن (هو الذي رأى كل شيء فغنّي بذكره يا أوروك، وهو الذي رأى جميع الأشياء وأفاد من عبرها، وهو الحكيم العارف بكل شيء، لقد أبصر الأسرار وكشف عن الخفايا المكتومة، وجاء بأنباء ما قبل الطوفان، لقد سلك طرقاً بعيدة متقلباً ما بين التعب والراحة، فنقش في نصب من الحجر كل ما عاناه وخبره)، إذا الحكيم العارف العالم المبصر الذي خبر الأشياء كلها هي التي منح من أجلها "الجلالة" ولأن الخامس من سلسلة حكام أوروك فصار "جل خامس أو الجل الخامس".
أما جامس أو جامش فعند الرجوع للغة العراقية القديمة وبسبب عدم إمكانية تلفظ بعض الآثارين لحرف "الخاء" لعدم وجوده في لغتهم أو عدم معرفة النطق به فقد تم إقلابه إلى حرف الكاف المعجم أو الجيم المضخم، وأيضا كان القراء للحروف العراقية القديمة يستبدلون السين بالشين وبالعكس، فتحول الجل الخامس أو العظيم الخامس من عظماء البابليين إلى اسم مشوه هو "جلجامش"، فقد ورد ذكر جل أو جال الخامس أو الكال الخامس في قائمة "الملوك السومرية" كما يزعمون بصفته "ملكاً حكم مدينة أوروك في نحو 2600 ق.م أو قبل ذلك بقليل"، وذكر في نصوص سومرية من الألف الثالث قبل الميلاد على أنه من العظماء أبناء آلهة العالم الأسفل (عالم الأموات) وليس من الملوك الذين يتم تنصيبهم بالوراثة، - أي العصر البابلي القديم-
ومن التشوهات التي أساءت للغة العراقية القديمة وشوهت النصوص وأخرجتها من دلالاتها الحقيقية إلى دلالات مفترضة أعتباطا ما ورد أيضا في عنوان الملحمة، فالرواية البابلية القديمة كان عنوانها باللغة الأكادية «شوتُر أيلِ شَرّي» Shutur eli Sharri بمعنى «المتفوق على الملوك» هذا ما يرده المؤرخون دون أن يكلفوا أنفسهم قراءة المقطع كما هو باللغة العراقية والذي يلفظ ((الشاطر على الأشرار)) فمن أين جاء بكلمة الملوك؟ وبالقاموس الأكادي المقطع (eli Sharri) تعني على الأشرار، أما ما ورد في عنوان الرواية البابلية الوسيطة (القياسية) هو «شا نَجبَ إيمُرُ»Sha nagba Îmuru الذي يعني بالأكادية «الذي رأى منبع (الحكمة)» فهو المضحك المبكي تماما، فقد تحول المعنى بعيدا عن النص الحقيقي والمعنى الذي وضع أصلا (چان نجيب الأمر) والنص مترجم هو (Sha nagba Îmuru)، فحرف الجيم المثلثة {في العراق وبعض لهجات الشام ولهجات الخليج الساحلية حيث تتحول الكاف إلى «تْش» (/tʃ/ بالأبجدية الصوتية الدولية)، وهو الصوت المقصود بالجيم المثلثة في كل من الأبجدية العثمانية والكردية والأوردية والفارسية والآذرية ومعظم الأبجديات الآسيوية المشتقة من العربية، تُسمى هذه الجيم بالجيم المهموسة، وفي العامية العراقية يُنطق هذا الحرف شمسيّاً، وبديلاً في بعض الكلمات عن الكاف (كان=چان) والشين (أشكل=أچقل بمعنى أحول) والسين (سقلب=چقلب) والجيم (أجلح=أچلح) والتاء (تيوب=چوب)، ويُكتب في الجرائد بالتاء والشين (چرجل=تشرشل)}، إذا التسمية الصحيحة هو ما قلناه (چان نجيب الأمر)، والذي يلخص الهدف من الملحمة أو مضمونها، وهذا لا علاقة له من قريب ولا بعيد بالعنوان الذي يطرحه البعض ترجمة عن النص الوسيط أو القياسي ومنهم الآثاري نائل حنون في -نائل حنون، ملحمة جلجامش: ترجمة النص المسماري مع قصة موت جلجامش والتحليل اللغوي للنص الأكادي (دمشق2006م).
.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طير الياسمين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 7
- سيرة حياة نبي... ج3
- سيرة حياة نبي... ج2
- سيرة حياة نبي... ج1
- الطبيعة التوصيفية الفقهية الدستورية لنظام الحكم في العراق بع ...
- الصراع بين الطبيعة التكوينية وضرورات السلام؟
- الكفر والكافرين والعقل المتخشب في الدلالة والمقصد
- الإيمان الطوعي والإيمان المتغلب
- بلاغيات ... من وحي التكوين 2
- بلاغيات ... من وحي التكوين
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 6
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 5
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 4
- ذكر إنما أنت مذكر... ح 3
- الرسول والرب والغراب
- ذكر إنما أنت مذكر... ح2
- ذكر إنما أنت مذكر...
- الكتابة بدون هدف...
- حكاية الطين والرمل والحجر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الجل خامس -الشاطر على الأشرار- عظيم أوروك وباني أسوارها الذي كتب الملحمة بعنوان (چان نجيب الأمر)، حقائق يراد طمسها وتشويها للتاريخ العراقي واللغة الأم.