أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - أهمية التنوع السياسي: جمهورية يلوستون إنموذجا














المزيد.....

أهمية التنوع السياسي: جمهورية يلوستون إنموذجا


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية: لا مستقبل للأنظمة الفردية في حياة الشعوب والأمم، ولن تدوم طويلا مهما تمادت في البطش والاستبداد والطغيان، وقد قدم لنا التاريخ شهادات لا تُحصى عن فشلها وتقهقرها وانهيارها. .
مثال على ذلك: نذكر ان سلاطين الدولة العثمانية كانوا يقتلون اشقاءهم حتى لا يزاحمونهم في الحكم، وحتى يضمنون الاستقرار السياسي. فزحفت نحوهم اعاصير السقوط من ثغرات لم تخطر على بالهم. .
وسوف نقدم لكم هنا خلاصة تجربة خاضتها جمهورية يلوستون (Yellowstone)، وهي في حقيقتها محمية امريكية كبيرة تتمدد اراضيها في ثلاث ولايات: (أيداهو - مونتانا - وايومنغ). وتغطي مساحة 8987 كيلومتراً مربعاً. أي اقل بقليل من مساحة دولة غامبيا في إفريقيا. .
وقد مرت محمية (يلوستون) بتجربة فريدة في تعاملها مع التنوع البيئي، حيث انخفض فيها تعداد الغزلان والأيائل بسبب بطش الذئاب الرمادية، الأمر الذي أضطر إدارة المحمية إلى إخراج الذئاب منها. وظلت بلا ذئاب قرابة 70 سنة، فتكاثرت الغزلان بأعداد كبيرة، وتنازعت فيما بينها على العشب وأوراق الشجر، وألحقت أضراراً فادحة بالحياة البرية، ما ادى إلى فقدان التوازن البيئي، وهنا قررت الادارة الاستعانة عام 1995 بنحو 14 ذئباً فقط، فاحكمت الذئاب سيطرتها على بعض المساحات، وكان من الطبيعي ان تبتعد الغزلان عن مناطق الخطر، فانتعشت تلك المناطق، وتكاثرت الذئاب الرمادية التي كانت هي الاخرى مهددة بالانقراض، وعاد التوازن البيئي بالتدريج بموجب التكامل المعيشي الذي جُبل عليه الحيوان بالفطرة. فاستعادت السهول رونقها، وتسامقت الاشجار بسيقانها الطويلة وبمعدلات متسارعة، وانشغلت القنادس بانشاء السدود والنواظم المائية، وتدفقت مياه السوافي والجداول، وانخفض تعداد بنات آوى، وتكاثرت الأرانب والقوارض، وعادت النسور وبقية الطيور إلى اوكارها، وتحسنت اوضاع جمهورية يلوستون نحو الأفضل، وأصبحت قبلة للزوار والسواح وهواة التخييم في البراري. وكان لابد من الحفاظ على التوازن البيئي الذي لا يختلف كثيراً عن التوازن السياسي. .
وربما تنبه الفيلسوف الكبير (عبدالله ابن المقفع) لهذه الثغرات، فقدم لنا خلاصة خبراته في كتاب (كليلة ودمنة) الذي كان يتضمن المشورة السياسية للحكام والأمراء في العصر العباسي بصيغة حكايات قصيرة على ألسنة الطير والحيوان، لكنه عاش ستّاً وثلاثين سنة فقط، ثم مات مقتولا بتهمة الزندقة، وهكذا سارت الدولة العباسية على النهج الاستبدادي في التوريث المنوي، من الأب إلى الأبن إلى الحفيد، ضاربة عرض الحائط نداء العقل ونداء الطبيعة ونداء التوافق الانساني بين الاحزاب والطوائف والقوميات والاقليات. فكان الفشل حليفها، والانهيار مصيرها، وهذا ما يجري أمام اعيننا كل يوم. .
ومن المفارقات العجيبة انني كتبت هذه المقالة قبيل موعد الامساك من يوم الجمعة الموافق 14 / 4 / 2023 بينما كانت الدبابات والآليات الحربية السودانيةً تتحرك نحو الداخل لتخوض مواجهات عسكرية محتملة ضد بعضها البعض. فمتى نتعلم من الطيور والحيوانات وبقية الكائنات التي اختارت التعايش السلمي في البر والبحر. .
وللحديث بقية. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدراء أم أمراء أم سلاطين ؟
- هؤلاء تجاهلوا مواقف البصرة وتكبروا عليها
- ثقوب في جدار البيت الأبيض
- القطب البحري: مقبرة المركبات الفضائية
- مزابل تاريخية تحت المكياج
- الفضاء البعيد: مرآة الماضي الكوني
- جراد بدوي متوحش
- زوابع سياسية تعاقبت في عام واحد
- فرنسا الماكرونية وقرارتها المتطرفة
- كيانات شيعية تحارب نفسها
- اليوان ينتعش والدولار يلفظ انفاسه
- المريخ كما لم تراه من قبل
- الوقوع في دوامات التشكيك السطحي
- المال الأسود: ماذا يعني ؟
- تجاهلوا الاقصى وانشغلوا بالقطة
- في أحضان منظمة بريكس
- قرارات مزقت نسيجنا الوطني
- مدينتي التي تجاهلتها قناة mbc
- الغزالة التي بصقت بوجه الخبيث
- شامتون بلا حدود


المزيد.....




- رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على تطورات قضية مؤسس ويكيليكس جول ...
- منها -خنزير باربي-.. علماء يوثقون كائنات مذهلة بالمحيط الهاد ...
- شاهد الطريقة الفريدة التي يتبعها منشق كوري شمالي لإيصال معلو ...
- اتهام زوجين أمريكيين باستعباد أطفالهما بالتبّني
- لافروف: شيء واحد فقط يهمنا وهو أن لا تأتي التهديدات لأمننا م ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدميره مربضا لإطلاق الصواريخ في رفح (ف ...
- -تشكُّل حركة قوية مناهضة للحرب في إسرائيل أمر ممكن-- الغاردي ...
- اللون البرتقالي يغزو برلين: مشجعو هولندا يهيمنون على شوارع ا ...
- الجيش الأمريكي يدعو وسائل الإعلام إلى أول جولة في رصيف غزة ا ...
- المعارضة الكينية تدعو الحكومة لسحب مشروع قانون المالية


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم فنجان الحمامي - أهمية التنوع السياسي: جمهورية يلوستون إنموذجا